– سيد اندرسون، هل ترى أفلامك كعالم منفصل تملك حرية التحكم في كل شيء به؟
هذا على الأغلب صحيح. أعتقد أن بعض الفنانين تكون طريقة تعبيرهم عن أنفسهم منظمة ومحسوبة فعندما يصنعون شيء يتخيلون جميع تفاصيله وهذا ما يعطيهم إحساسًا بالإنجاز. والبعض الآخر تكون طريقتهم أكثر فوضوية.
على سبيل المثال فيرنر هيرزوج.. أو عندما تفكر في أعمال روبرت ألتمان. طريقته في التصوير تعتمد على إلتقاط لحظات عفوية والتي يشكلها ويرتيبها هو كيفما يشاء بعد ذلك. فهو يأخذ خطوة للوراء ليدع العمل ينمو، ما يشغل إهتمامه هو أن يكون لممثليه حرية وعندها تحدث أشياء لم يخطط لها. فهو أقرب لكونه قائد أوركسترا لا يتحكم بكل التفاصيل لكنه يقوم بالتوجيه… وربما يكون هذا ما يقدمه الفن عمومًا.
– لكنك تهتم بكل التفاصيل وتبدو أفلامك أكثر تصميمًا من الغالبية
بالتأكيد أفلامي اكثر تصميمًا من أفلام ألتمان. في كثير من الأحيان نبني ما سيظهر في كادر المشهد فقط ولا نخرج عنه. هذه طريقتنا لأن الكادر هو كل ما يهم في النهاية ونحن لا نملك خيارًا آخر في أغلب الأحيان. لكن وبمرور الوقت أصبحنا نخطط أكثر لكيفية التصوير. وهذه الطريقة مريحة بالنسبة لي. وأتمنى ألا يشعر الممثلون أنهم محبوسون.
هل عملت مع ممثل لم يستطيع التعامل مع أسلوبك في الإخراج؟
جيني هاكمان وهو واحد من أفضل الممثلين الذين عملت معهم وقد مثل العمل معه تحديًا. فهو لم يكن مرتاحًا في التعامل معى لكنه قام بمشهد معقد وكان يتطلب ان ينتقل بسرعه في نفس المشهد من مكان لآخر وقد مثل هذا تحديًا بالنسبة له. فقد أحب فكرة الانتقال السريع من وراء الديكور وكان هذا أشبه بالمسرح. ما أتمناه هو خلق حالة يستطيع فيها الممثلون أي يكونوا على طبيعتهم حتى لو كان المناخ العام مصنوع.
هل تريد أن تعرف أفلامك من خلال أسلوبك؟
لا أريد إمتلاك أسلوب غير واضح، لكني أيضًا لا أهتم بتكوين علامة مميزة لأفلامي. فمن كتاباتي وطريقتي في تكوين المشاهد وتصويرها يستطيع الناس أن يعرفوا ان هذا فيلمي لكن هذا ليس أمرًا مقصوداً بالضرورة. فهو يحدث بشكل طبيعي. في النهاية هذه هي شخصيتي كمخرج.
هل تشعر بضغط الوقت أثناء التصوير عندما تفكر في مدى تعقيد بعض المشاهد؟
لست دائمًا بموقف يسمح لى بإصلاح الأمر لاحقًا. فنحن فالأغلب نقوم بالشيء مرة واحدة ولا يوجد فرصة للتغيير. بإمكاننا تعديل الكثير من الأشياء بمرحلة الإعداد لكننا سنعدل ما قمنا بتصويره بالفعل. بمرور الوقت اصبحت اشعر بالمزيد من الضغط لكن اظن ان هذا ليس بسبب ضغطًا يضعه على شخصًا آخر. لكنى أشعر بالرضا عندما يكون كل شيء مرتب وأتاكد أننا نملك خطة للقيام بما نريده بالشكل الصحيح.
هل تشعر أن على أفلامك أن تلقى رواجًا و تحقق نجاحًا ماديًا؟
أحب أن أدخر المال وأن أخفض التكاليف بقدر الإمكان وهذا لأنى أريد التأكد دائمًا أن كل ما يتم إنفاقه يكون على صناعة الفيلم هذا هو المهم. لا أستطتيع أن أقترح طريقة معينة لتنفيذ الفيلم ليلقى رواجًا أكبر. فمن الصعب أن تخمن هذا. لكن وبمعرض الحديث عن ميزانية الأفلام فيلم The Life Aquatic with Steve Zissou كان ضخمًا ومكلف للغاية. حتى أنه أثناء العمل عليه كنت أفكر ان بعض الأفكار غير مناسبه لهذا الفيلم فهو لن يحقق أرباحًا كبيرة لهذه الدرجة.
لا يبدو أمرًا جيدًا أن تكتشف هذا أثناء عملك على الفيلم. بعد ذلك قررت ألا أضع نفسي في موقف كهذا ثانية. فقد كان العمل على هذا الفيلم صعبُا جدًا. إستغرق تصوير الفيلم 100 يوم وكنا في معظم الأحيان بالقرب من البحر. وقد كلف 60 مليون دولار منذ عشر سنوات مضت لهذا اليوم لابد أن التكلفة قد تصل إلى 80 مليون دولار. وهذه ميزانية ضخمة لفيلم غريب إلى حد كبير. فهو فيلم ليس له تصنيف حقيقي. لكن هذا لم يكن واضحًا لى بالقدر الكافي وقتها.
هل تبدأ في الأغلب بصورة أم بقصة؟
تختلف بإختلاف الفيلم. أتذكر بشكل جيد أن أول فيلم كانت بداية فكرته بصرية. ولم تكن أشياء بالضرورة ترتبط بالقصة، لكن في فيلم The Grand Budapest Hotel على سبيل المثال كان هناك شخصية كنا مهتمين جدًا بالحديث عنها. كنا نمتلك فكرة أساسية عن الشخصية وبعض من قصتها، وقد جاءتني بعد ذلك فكرة القيام بشيء مرتبط بستيفان زفيج (ستيفان زفيج هو أديب نمساوي أشار ويس أنه استلهم منه قصة فيلم The Grand Budapest Hotel).
هل تجد شخصيات حقيقية من حياتك طريقها لقصصك؟ على سبيل المثال هل الوالد بفيلم The Royal Tenenbaums مبني على شخصية والدك؟
في هذا الفيلم كنت أحاول إستخدام بعض الأشياء التي حدثت لى، لكن هذه الأشياء تتغير كثيرًا عندما تتحول لفيلم سينمائي. كانت بعض الذكريات التى وجدت أن بإمكاني إستخدامها هنا. لكن العلاقة بين الأب والإبن كانت مرتبطة أكثر بأناس قابلتهم. على مر السنين خظيت بمجموعة من الأصدقاء الذين كانوا تقريبًا بسن والدي وقد أثروا على كثيرًأ. بعضهم كان شخصيات سينمائية حقيقية. وأعتقد أن من هنا أتت الشخصيات.
ما هي نوعية الأفلام التي تشعر أنك تتأثر بها؟
الأفلام التي أثرت بي في أغلبها أوروبية وأمريكية وبعض الأفلام اليابانية والهندية أيضًا. لكن أكثرهم من السينما الأوروبية والأمريكية والسينما البريطانية القديمة. أنا مهتم أكثر بالطريقة الكلاسيكية في صناعة الأفلام. أحب الأفلام التي تبهرني فأنا لست متحفظ كمخرج. مخرجين كجون هيوستن وأورسن ويلز وجان رينوار ورومان بولانسكي وستانلي كوبريك وفيليني وبيرجمان هم المفضلين لدي وقد شكلت أفلامهم هويتي كمخرج. وهم مصدر إلهامي.
لقد إلتزمت بالتصوير بكاميرا الفيلم القديمة ولم تصور فيلمًا بكاميرا ديجيتال حتى الآن. هذا صحيح لكن لا أعرف. هل بعد سنة أو سنتين سيبقى هذا خيارًا ممكنًا. في بعض الأحيان أرى أفلامًا قد صورت بكاميرا ديجيتال ولا أعرف. أعنى أنا مهتم بكل طرق صناعة الأفلام. لا أعرف إذا كنت أشعر بشيء ما يتغير. أعني هناك العديد من صناع الأفلام العنيدين والذين يملكون طريقتهم الخاصة وسيفعلوا دائمًا ما يؤمنون به.
المصدر: THE TALKS