لم يكن مؤتمر إطلاق منتج جديد من شركة آبل بالحدث العادي أو المألوف على كل من الساحة الإعلامية المهتمة بأخبار شركات التكنولوجيا، أو على شركات التكنولوجيا المنافسة، ولا حتى على الجمهور العادي، بل كان حدثًا يترقبه الجميع، ليُنصتوا إليه باهتمام حينما ينطلق العرض، ذلك لأنه دومًا مليء بالمفاجآت التي تغير من شكل صناعة الهواتف الذكية، إلا أن الأمر لم يكن كذلك هذه المرة.
عانت الشركة قبل إطلاق هاتفها الجديد “آيفون إكس” أو “آيفون 8″ و”آيفون 8 بلس” من موجة تسريبات اعتبرتها الأكبر منذ تاريخ تأسيس الشركة، حتى صارت مواقع مستقلة بذاتها مختصة فقط بتسريب الشائعات عن شركة آبل ومنتجاتها الجديدة قبل مؤتمر انطلاقها الذي يُعد الحدث السنوي الأكبر للشركة، مثل موقع Macrumors المختص بالتدوينات المتعلقة بالتسريبات من داخل الشركة نفسها.
منذ شهر حزيران/يونيو الماضي وحتى قبل إطلاق الحدث الذي أعلنت فيه الشركة عن هاتفها الجديد والذي كان منذ يومين فقط، استمرت موجة التسريبات لتكشف أسرار الهاتف شيئًا فشيئًا، حتى اضطر ذلك مجلس إدارة الشركة لتخصيص اجتماعات طارئة تناقش كيفية وقف تلك التسريبات خشية تأثيرها على مبيعات الشركة، إلا أن ذلك الاجتماع أيضًا تم تسريبه من خلال المواقع المذكورة سابقًا.
هناك مقولة شائعة الاستخدام بين مدوني التكنولوجيا خصوصًا المختصين منهم بالأخبار المتعلقة بشركة آبل وهي “كلّما تطلق آبل هاتفًا جديدًا، فإنه يُغير كل شيء”
على الرغم من خيبة أمل مجلس إدارة الشركة بسبب تلك التسريبات التي أدت إلى انخفاض توقعاتهم بشأن حدث شركة آبل السنوي بخصوص هاتفها الجديد، والذي طالما جعله ستيف جوبس مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي الراحل، حدثًا بارزًا من أحداث السنة، فإن الرئيس التنفيذي الحالي للشركة تيم كوك، لم يتوان عن تقديم الحدث بالأمس بالشكل الذي تخرج به آبل كل مرة، ليكون مقدار الاهتمام العالمي والإعلامي بالحدث نفسه لم يتغير، فكان الكل في ترقب للاستماع لمفاجآت آيفون 8 الجديدة التي ستغير شكل صناعة الهواتف الذكية فيما بعد.
3 أشياء لن يبقوا على حالهم بعد ظهور آيفون إكس
هناك مقولة شائعة الاستخدام بين مدوني التكنولوجيا خصوصًا المختصين منهم بالأخبار المتعلقة بشركة آبل وهي “كلّما تطلق آبل هاتفًا جديدًا، فإنه يُغير كل شيء”، وحتى الشركة نفسها وصفت الهاتف قبل موعد إطلاقه بأنه من الهواتف التي ستقود التغيّرات الجذرية أو الرئيسية في مجال صناعة الهواتف الذكية فيما بعد، وذلك لأن هناك ثلاثة أشياء رئيسية لن تبقى على حالها كما هي الآن بعد إطلاق هاتف آيفون إكس.
شاشات الهواتف الذكية
يعيد آيفون إكس تشكيل ما يعرفه الجميع عن شاشات الهواتف الذكية منذ عقد مضى، حيث استمرت شركات التكنولوجيا بالتحايل على مساحة الشاشة الذكية بجعلها تحتوي على أقل عدد من الأزرار، يأتي هاتف آبل الجديد خاليًا تمامًا منها، أي تكون الشاشة من طرف الهاتف الأيمن إلى طرفه الأيسر، وهذه التغريدة على تويتر توضح الفارق بين شكل منصة إنستغرام على هاتف آيفون بمختلف أنواعه، وشكل المنصة على هاتف آبل الجديد.
Instagram on #iPhone8 vs #iPhone7s pic.twitter.com/dSMe80pfPW
— Ben Geskin (@VenyaGeskin1) August 31, 2017
أزالت الشركة زر التحكم الرئيسي في الشاشة الرئيسية، لتخلو الشاشة من أي زر كليًا، فلا يعتمد هاتف آيفون إكس على بصمة الإصبع، بل يعتمد هذه المرة على خاصية التعرف من خلال الوجه Face ID، من خلال شاشات تُعرف بـ “bezel-less” أو “شاشات المدى الأقل”، التي تعتمد على أقل ما يمكن من أزرار التحكم من خلال الشاشة، وهو التغيير الذي قد يبدو للمستخدم تغيرًا عاديًا في التصميم، فلا يدل على شيء إلا أننا لن نرى إلا شاشات “المدى الأقل” أو “Bazel-less” بعد الآن في أغلب الهواتف الذكية الجديدة.
ربما يعد هذا التغير طفيفًا في بدايته، إلا أنه يُحتم على شركات التكنولوجيا التي لم يكن في حساباتها منافسة شركة آبل أن تفكر في الأمر مرة أخرى، وعليها أن تواكب النهضة الصناعية التي فرضتها الشركة عنوة على مجال صناعة الهواتف الذكية، مما يجعلها في موقف تنافسي شديد القوة، ويضع المنافسين في موقف حرج.
أزالت الشركة زر التحكم الرئيسي في الشاشة الرئيسية، لتخلو الشاشة من أي زر كليًا، فلا يعتمد هاتف آيفون إكس على بصمة الإصبع، بل يعتمد هذه المرة على خاصية التعرف من خلال الوجه
أسعار الهواتف التي تحدد سعر السوق
يأتي سعر هاتف آيفون الجديد ومعه موجة جديدة من تحديد أسعار الهواتف في سوق الهواتف الذكية، فمن المتوقع أن يكون سعر الهاتف في الشهور القليلة القادمة ما يقارب الألف الدولار الأمريكي، ربما أقل بقليل أو أكثر بقليل ولكنه في الحالتين سيكون أعلى سعر تضعه الشركة على هاتف من منتجاتها، وهو ما يضعه على قائمة موجة التغيرات في صناعة الهواتف الذكية، ليس من حيث التصميم فحسب كما ذكرنا سابقًا، بل من حيث تحديد سعر السوق أيضًا، ولا عجب أن للهاتف زبائنه ممن يقبلون دفع هذا المبلغ من أجل هاتف الشركة الفريد من نوعه.
هذا السعر ليس غريبًا، فقد بدأت موجة الأسعار العالية للهواتف المحمولة تظهر بشكل تدريجي منذ بداية عام 2017، كان أبرزها سعر هاتف سامسونج جالاكسي8 الأخير والذي وصل في الولايات المتحدة إلى 930 دولارًا أمريكيًا، تبعته موجة من ارتفاع أسعار أغلب العلامات التجارية الأخرى مثل هاواوي وإكسبريا.
يأتي سعر هاتف آيفون الجديد ومعه موجة جديدة من تحديد أسعار الهواتف في سوق الهواتف الذكية، فمن المتوقع أن يكون سعر الهاتف في الشهور القليلة القادمة ما يقارب الألف الدولار الأمريكي، ربما أقل بقليل أو أكثر بقليل
تقنية الواقع المعزز
لم يكن نظام تشغيل آبل المُحدّث الجديد IOS11 مفاجأة جديدة في المؤتمر إثر التسريبات التي كشفت معلوماته قبل الحدث بأيام، إلا أنه ما زال أحد أهم مواصفات الهاتف التي ستجعله رائدًا في موجة التغييرات التي ستغير من صناعة الهواتف الذكية كليًا، إذ إنه يختلف كليًا عن أي شيء قدمته الشركة من قبل، والمميز فيه أنه لا يحتاج أي معاملة خاصة أو أي خلفية برمجية عالية المستوى، بل على استعداد أن يتم استخدامه من أي مستخدم عادي لجهاز الآيفون.
يكمن السر في تفرّد نظام التشغيل هذا بدمج تقنية الواقع المعزز على أي كاميرا بأي جهاز آيفون أو آيباد، ليمكّن حاملي الجهاز استخدام تقنية الواقع المعزز للتعامل مع أي شيء قد تراه الكاميرا، فكما واضح في التغريدة التالية لشخص يقيس مساحة الغرفة من خلال كاميرا الهاتف.
? measuring a kitchen shouldn't be this satisfying…like, at all ? https://t.co/7nhacasdnO → app by @SmartPicture3D ? pic.twitter.com/eztjNbDVyL
— Made With ARKit (@madewithARKit) July 12, 2017
قال من قبل مدير الشركة التنفيذي تيم كوك إن لتقنية الواقع المعزز قابلية الانتشار بشكل أكثر أهمية من تقنية الواقع الافتراضي، وجاء ليكررها في مؤتمر آبل الأخير معلنًا بداية استخدامها بشكل مرن ويومي مع استخدامات الآيفون الجديد.
سيصبح نظام التشغيل الحديث من آبل IOS11 متوافرًا نهاية الشهر الحاليّ، أما الهاتف الجديد نفسه آيفون إكس، فمن المتوقع أن يكون متوافرًا في الأسواق نهاية شهر أكتوبر/تشرين أول بالإضافة إلى أن تاريخ إطلاقه الأساسي هو 3 من نوفمبر/تشرين الثاني.