ربما قرأ الكثيرون منكم هذا العنوان من قبل، وقرروا عدم الاهتمام بما يحتويه لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الدراسة بالخارج، ظنًا منهم أنها خاصة بالطلاب الأثرياء القادرين على تحمل تكاليف السفر والالتحاق بأشهر وأكبر الجامعات في العالم بسهولة، إلا أنه ذلك في الواقع من أكثر الأساطير الشائعة حول موضوع المنح الدراسية، والتي لا تحتاج لكل من يلتحق بها أن يكون ثريًا.
ربما كل ما يحتاجه الأمر من كل من يرغب بالدراسة في الخارج هو أن يجيد إحدى اللغات الأجنبية بشكل متقن، ويتمتع بعلامات دراسية جيدة أو متميزة بعض الشيء، وأن يكون لديه سيرة ذاتية مليئة بالأدوار الفعّالة في خدمة المجتمع أو خدمة بعض المؤسسات الخاصة بمجال دراسته أو عمله، حينها سيكون مرشحًا قويًا من بين المرشحين المتقدمين للحصول على منحة دراسية في جامعة مرموقة في أي مكان في العالم.
تكون النصيحة الذهبية لكل متقدم بطلب للحصول على منحة دراسية قبل البدء بملأ نموذج الطلب هي قراءة شروط كل منحة بشكل جيد جدًا، ذلك لأن الكثيرين يغفلون هذه الخطوة مما يقلل فرصتهم في اجتياز المرحلة الأولى من القبول وهي الموافقة على نموذج طلب التقديم للمنحة من الأساس.
ما يجعل هذه الخطوة شديدة الأهمية هو تحديدها لكل ما يتطلب على المتقدم فعله أثناء عملية التقديم، وكل ما يتطلب عليه إحضاره من طلبات و أوراق و وثائق في تواريخ معينة تحددها الجهة المانحة، وعليه يتعين على المتقدم قراءة الشروط بشكل جيد، إذ قد تحتاج بعد المنح الدراسية اجتياز بعض الاختبارات المعينة قبل التقديم، كاختبار اللغة الإنجليزية “تويفل” أو “آيلتس” (اختبارات اللغة الإنجليزية المقبولة عالميًا) على سبيل المثال للبلاد غير المتحدثة باللغة الإنجليزية.
تختلف المنح الدراسية في المحتوى والشروط والاحتياجات، فبعضها يكون مُدعّم دعمًا كاملًا من الجهة المانحة سواء كانت حكومية أو خاصة، والبعض يكون مُدعّمًا بشكل جزئي فقط، والبعض الآخر يكون بشكل مؤقت، أي تدريب عملي و علمي لمدة قصيرة من الزمن وليس برنامج دراسي كامل، كل ذلك يعتمد على الجهة المانحة، كما يختلف على الدولة التي يحمل المتقدم جنسيتها كذلك، فهناك بعض المنح تشترط جنسيات بعينها للقبول، حيث يتطلب البعض أن يكون المتقدمين من الدول النامية فقط على سبيل المثال.
ما يجعل هذه الخطوة شديدة الأهمية هو تحديدها لكل ما يتطلب على المتقدم فعله أثناء عملية التقديم، وكل ما يتطلب عليه إحضاره من طلبات و أوراق و وثائق في تواريخ معينة تحددها الجهة المانحة
إليك أهم برامج المنح الدراسية المشهورة دوليًا
“دااد” هي اختصار لخدمة برنامج التبادل الأكاديمي الألماني، وهي واحدة من أهم وأقدم برامج التبادل الطلابي المُدعمة من الحكومة الألمانية، حيث تم تأسيسها في عام 1925، ومنذ ذلك الوقت وهي إحدى أهم مراكز التبادل الطلابي للطلاب الدوليين من كل أنحاء العالم مع الجامعات الألمانية في مختلف المستويات والبرامج الدراسية.
قامت المنحة الألمانية “دااد” حتى الآن بدعم ما يقرب من اثني مليون طالب دولي في مختلف المجالات الدراسية سواء كانت علمية أو ثقافية أو سياسية في الجامعات والمؤسسات التعليمية الألمانية في شكل يعمل على دعم الدراسات الألمانية واللغة الألمانية بشكل واسع الانتشار دوليًا.
تعتمد منحة الحكومة الألمانية بالأساس على برامج الدراسات العليا مثل الماجيستير والدكتوارة وبرامج البحث العلمي، وتخصص برامج قليلة لمنحة البكالريوس أو الليسانس، حيث تعد “دااد” أكبر مؤسسة تعليمية مانحة للمنح المُدعمة بشكل كامل في التعليم العالي على مستوى العالم، يتواجد مركزها الرئيسي في ألمانيا، إلا أن لها فروعًا في 50 دولة حول العالم كما يكون لها مراكز للمعلومات خاصة بالمنحة في الدول التي لا تحتوي على فروع لـ “دااد” بالتحديد.
يسهل الموقع الرسمي لـ “دااد” عملية البحث عن المنح، فيمكنك تحديد خياراتك من خلال اختيار المجال الذي تود دراسته و الدولة التي تحمل جنسيتها وبرنامج الدراسة الذي تود الالتحاق به كما لو كنت تحدد كلمات مفتاحية للبحث في جوجل، وعليه يخرج لك الموقع نتائج البحث أكثر المنح المناسبة لك، حينها يمكنك بسهولة زيارة الرابط الخاص بالمنحة وقراءة التفاصيل كاملة.
قامت المنحة الألمانية “دااد” حتى الآن بدعم ما يقرب من اثني مليون طالب دولي في مختلف المجالات الدراسية سواء كانت علمية أو ثقافية أو سياسية في الجامعات والمؤسسات التعليمية
يمكنك معرفة التواريخ الخاصة بكل منحة، والمتطلبات الخاصة بها، إذ أن كل جامعة لها متطلباتها التي تختلف عن الأخرى، من حيث الأوراق والوثائق المطلوبة والشروط المحددة على كل مرشح، كما يكون نموذج التقديم على المنحة مختلفًا من جامعة لأخرى كما يكون آخر يوم للتقديم مختلفًا من جامعة لأخرى وعليه يجب عليك زيارة الرابط الخاص بكل جامعة والذي يكون في نتيجة بحثك عن برامج المنح على الموقع الرسمي.
منحة الحكومة التركية
على الرغم من أنها تعتبر من أصغر المنح الدراسية عمرًا، إذ أنها بدأت بالتطبيق منذ حوالي سبعة أعوام فقط، إلا أنها الآن تقوم بمنح المنح الدراسية المُدعمة بشكل كامل بشكل ناجح وملحوظ، إذ تقوم بتقديمها في 172 دولة مختلفة، لتتلقى عام 2016 وحده 122000 طلبًا للالتحاق ببرامج المنح الدراسية المختلفة.
أكثر ما يميز المنحة التركية (Turkiye Burslari) أنها من أكثر المنح المهتمة ببرامج البكالريوس أو الليسانس التي تغفلها أغلب المنح الأخرى وتهتم ببرامج الدراسات العليا، ولذلك فهي إحدى الفرص الذهبية لكل متخرج من الثانوية العامة أن يتقدم بمنحة مُدعمة بالكامل للدراسة في الخارج.
تقدم المنحة التركية فرصة للدراسة في الجامعات الحكومية والخاصة كذلك ضمن برنامج يشكل 55 مدينة في تركيا يقدم المنح في 105 جامعة تركية، بسعة تصل إلى 16000 منحة وذلك في جميع المستويات التعليمية المختلفة من البكالريوس إلى الدكتوراه وبرامج البحث العلمي في مختلف المجالات الدراسية المتنوعة تقوم بتغطية تكاليفها المنحة التركية إضافة إلى تكاليف السنة الأولى المخصصة لتعليم اللغة التركية بشكل إجباري على كل حاصل على المنحة.
على الرغم من أنها تعتبر من أصغر المنح الدراسية عمرًا، إذ أنها بدأت بالتطبيق منذ حوالي سبعة أعوام فقط، إلا أنها الآن تقوم بمنح المنح الدراسية المُدعمة بشكل كامل بشكل ناجح وملحوظ، إذ تقوم بتقديمها في 172
يقوم فتح باب التقديم على المنحة التركية في نهاية شهر يناير/كانون الثاني وبداية شهر فبراير/شباط وذلك للمنح المقدمة لبرامج الدراسات العليا من الماجيستير والدكتوارة، أما باب التقديم الخاص بمنح البكالريوس أو الليسانس فيكون في شهر مارس/ آذار.
البرنامج الياباني للمنح الدراسية
تعد منحة (ABE Initiative) أو برنامج الماجيستير والتدريب للمبادرة الإفريقية للتعليم التجاري للشباب متاحة بشكل كامل لكل من يعمل في القطاع الخاص، أو من كانت لديه إسهامات في القطاع الخاص في مجالات الاقتصاد والإدارة والتنمية
على الرغم من أنه برنامج دراسي مقدم من الحكومة اليابانية ومدعم بشكل ممتاز بالكامل لتغطية كافة احتياجات الطلاب المقبولين في البرنامج، إلا أنه يعد برنامج اقتصادي وتجاري بالدرجة الأولى، إذ تعتمد البرامج المقدمة على برامج التنمية الاقتصادية والتجارية والإدارية في الدول الإفريقية بشكل خاص، فإذا كنت من دولة إفريقية وتعمل في مجال اقتصادي أو تجاري أو إداري، أو تود تكملة دراستك العليا في تلك المجالات، فتعد تلك المنحة هي الأنسب لك.
تعد منحة (ABE Initiative) أو برنامج الماجيستير والتدريب للمبادرة الإفريقية للتعليم التجاري للشباب متاحة بشكل كامل لكل من يعمل في القطاع الخاص، أو من كانت لديه إسهامات في القطاع الخاص في مجالات الاقتصاد والإدارة والتنمية، أو من يعمل بشكل رسمي في حكومة بلاده في تلك المجالات، أو من يعمل في مجال التعليم في الجهات التعليمية في بلاده في تلك المجالات.
تقوم المنحة بتقديم برامج في تخصصات الاقتصاد والزراعة و إدارة الأعمال، وتُقدم راتب شهري لمدة 3 سنوات قدره 1000 دولار أمريكي وبدلًا للكتب والانتقال وللسكن بالإضافة إلى بعض الامتيازات الأخرى المذكورة على الموقع الرسمي للمنحة من ضمنها تذكرة السفر المجانية.
تقدم مجتمعات العمل المدني (سسلا) منح دراسية ممولة بالكامل لدراسة الماجيستير لكل من يتمتع بتميز أكاديمي ومهني واضح، أو كل من قام بخدمة معينة في خدمة المجتمعات المدنية أدت إلى تغيير مجتمعي معين، حيث تعد (سسلا) تقديم منح ممولة بالكامل لكل من يتمتع بتلك الشروط، تتضمن تحمل تكاليف الدراسة كاملة مع راتب شهري وبدل للانتقالات والسكن، مع تسهيل اجراءات الإقامة والتسجيل بالجامعة من مساعدة من الجهة المانحة.
تتضمن المنحة برامج في كل من ألمانيا و إنجلترا و أمريكا و بولندا في أكثر من 12 تخصص مختلفين منها المجالات الإعلامية والثقافية، ومجالات الاقتصاد والتنمية وإدارة الأعمال، والمجالات التعليمية والحقوقية والصحية والعلوم الاجتماعية.
تعتبر الدول النامية من الدول التي تستهدفها هذه المنحة وعددها 17 دولة أغلب الدول العربية منها، وتشترط أن يكون المتقدم حاصل على شهادة بكالريوس و متقن للغة الإنجليزية أو الألمانية أو الفرنسية على حسب الجامعة التي يطلب المرشح التقديم لها، تختلف نهاية موعد التقديم على المنحة من سنة إلى أخرى إلا أنه يكون في نهاية شهر سبتمبر/آيلول من كل عام.