ترجمة وتحرير نون بوست
بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلقت الحرب في غزة مأزقًا؛ حيث تخضع غزة لحكم حماس، وهي حركة إسلامية متحالفة وتنسق بشكل وثيق مع إيران ووكلائها، الذين يرغبون في رؤية تدمير آل سعود. ولكن بالنظر إلى مدى شعبية القضية الفلسطينية بين المواطنين السعوديين، يجب على محمد بن سلمان الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، الذين يُنظر إليهم في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي على أنهم ضحايا العدوان والاحتلال الإسرائيلي.
وتريد الحكومة السعودية تعزيز أمنها، وتأمل أنه من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يمكنها إنشاء تحالف أمني مع الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن الإقليميين. لكن الرياض لن تقيم مثل هذه العلاقات عندما تقصف إسرائيل المدنيين في غزة وترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
ومع ذلك؛ لم يكن التطبيع، ولم يعد السبيل الوحيد أمام أسرة آل سعود لتعزيز قبضتها على الحكم. ويمكن للنظام أيضا أن يحمي نفسه ومصالحه من خلال بناء اقتصاد أكثر قوة وتغيير الأيديولوجية الداخلية للبلاد. ولتحقيق هذه الغاية، فإنه يعمل بنشاط على تطوير قطاعات جديدة غير مرتبطة بالنفط، مثل السياحة والتعدين والخدمات اللوجستية والتصنيع والتكنولوجيا والتمويل والنقل. كما أنه يعمل على تحويل مصدر شرعيته، الذي اعتمد لفترة طويلة على علاقة النظام الملكي بالتفسير الأصولي للإسلام، المعروف باسم الوهابية، وعلى دوره كخادم للأماكن المقدسة في الإسلام.
وعلى نحو متزايد، يسعى النظام الملكي بدلاً من ذلك إلى إضفاء الشرعية على حكمه من خلال تقديم نفسه على أنه حامي الشعب السعودي وتعزيز الشعور القومي القوي الذي يضع المصالح السعودية في المقام الأول. وتشمل التغييرات الناتجة تقريبًا كل جانب من جوانب المجتمع، بدءًا من الأنظمة القانونية والتعليمية وصولًا إلى أدوار السلطات الدينية والمرأة. فبدلاً من إلزام نفسه بنشر “الإسلام الحقيقي”، تعتمد شرعية النظام الملكي على قدرته على تحقيق الوحدة والسلام والرخاء في منطقته.
وقد أدت الحرب في غزة إلى تعقيد هذا التحول، فلا تزال السعودية تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن المملكة تطالب بسعر أعلى بكثير للعلاقات الدبلوماسية. ويصر السعوديون حاليًا على أن يقدم الإسرائيليون تنازلات مضمونة من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. كما أنهم يحاولون إقناع واشنطن بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطين التي لا تزال غير ملموسة، بينما يدعون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى القيام بذلك أيضًا.
لكن دافع السعوديين لإقناع إسرائيل والولايات المتحدة لا يتمحور فقط حول تخفيف المعاناة الفلسطينية. كما أنه سيجعل من الصعب على منافسي السعودية – إيران وما يسمى بمحور المقاومة – استغلال تلك المعاناة كذريعة لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار. وتعتقد الرياض أنه إذا تم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عادل، فسوف تضعف طهران، وسوف يستقر الشرق الأوسط. ويمكن للمملكة بعد ذلك إنجاز تحولها الوطني وتحقيق رؤيتها المتمثلة في إنشاء منطقة مترابطة ومزدهرة، تكون هي نفسها في المركز.
إيمان أقل
يكمن هدف محمد بن سلمان في جعل السعودية، على حد تعبيره، “طبيعية”. وهو يعني بذلك مجتمعًا منفتحًا اجتماعيًّا وديناميكيًّا اقتصاديًّا، على الرغم من أنه سيظل في قبضته الاستبدادية. وسيكون الناس أحرارًا في البقاء متدينين، لكنهم لا يستطيعون فرض معتقداتهم على الآخرين، ولن تتدخل الحكومة في العادات اليومية لرعاياها.
ويمكن للرجال والنساء ارتداء الملابس التي يريدونها في الأماكن العامة والاختلاط دون التعرض للمضايقات. ويعتقد ولي العهد أن هذا التخفيف من الأعراف الدينية والاجتماعية من شأنه أن يسمح للبلاد بالتنافس اقتصاديًا مع الدول الأخرى، وجذب الاستثمارات والمواهب الأجنبية، وتقليل اعتمادها في النهاية على عائدات الوقود الأحفوري.
وللمساعدة في تعزيز هذه الرؤية لدولة أكثر تسامحًا وحداثة يقودها شعور قوي بالأمة، كشف محمد بن سلمان عن مجموعة من المبادرات الجديدة. على سبيل المثال، أنشأت حكومته عطلات غير دينية، مثل يوم التأسيس، والتي يتم الآن الاحتفال بها والترويج له على نطاق واسع. وتحت رعاية برنامج يسمى رؤية 2030، أكد النظام على التراث الثقافي ما قبل الإسلام للبلاد، وجمالها الطبيعي، والفنون والثقافة السعودية المعاصرة.
على سبيل المثال، سلطت الحكومة الضوء على مدينة العلا، وهي واحة سعودية مذهلة ومنطقة صحراوية تضم مقابر قديمة مذهلة. وتقوم الدولة بإعادة كتابة التاريخ السعودي بطريقة تؤكد على مصادر السلطة والشرعية المختلفة. وتتم مراجعة المناهج المدرسية والأعمال التاريخية العامة في البلاد للتركيز بشكل أكبر على الثقافة العربية والدور الحاسم الذي لعبته العائلة المالكة في توحيد المنطقة وسلامتها بدءًا من القرن الثامن عشر. وفي إطار هذه الرواية، يتم إيلاء اهتمام أقل لدور الإحياء الديني في تشكيل البلاد وتاريخها.
وترفض الرياض عمدًا المطالبات والالتزامات الأيديولوجية العابرة للحدود الوطنية. وعلى عكس إيران، لم تعد السعودية مهتمة بالدفاع عن القضايا الإسلامية، كما أنها لم تعد تؤيد السرديات الكبرى حول المظالم التي يفرضها الغرب على ما يسمى بالجنوب العالمي. ولم تذكر الرياض “الشيطان الأكبر” أو “قوى الاستكبار” أو “مستضعفي الأرض” أو الحاجة إلى “المقاومة”، كما تفعل إيران وأتباعها. وتولي البلاد أهمية كبيرة لسيادتها وسيادة الدول الأخرى، لذا فهي لا تدين محنة الأويغور (أقلية معظمها مسلمة) في ظل الحزب الشيوعي الصيني أو محنة المسلمين الهنود في ظل حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم. وعندما تستحضر الرياض قضية فلسطين فهي تعتبرها قضية قومية وليست قضية إسلامية.
يأمل السعوديون أن تصبح واشنطن أكثر انخراطًا في منطقتهم
ترى القيادة السعودية أن الأيديولوجيات والحركات التي تشجع التدخل العابر للحدود الوطنية هي أمر خطير. وبناءً على ذلك، فقد حظرت العديد منها، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين. وبدلًا من ذلك، فإن رؤية الرياض للنظام العالمي هي رؤية تكنولوجية ونيوليبرالية، حتى لو قامت الحكومة بنشر رأسمالية الدولة لتطوير قطاعات اقتصادية جديدة وإعادة تشكيل القطاعات القائمة. وتريد السعودية تجاوز دولة الرفاهية الريعية، والتي كانت توظف، اعتبارًا من سنة 2017، ثلثي القوى العاملة في البلاد.
وتعني هذه التغييرات أن السعودية تروج الآن لعكس ما تفرضه الأنظمة الإسلامية. لنأخذ على سبيل المثال مهرجان “ساوند ستورم” 2023، وهو مهرجان موسيقي أقيم في الرياض في كانون الأول/ ديسمبر. وحضر هذا الحدث مئات الآلاف من الشباب من جميع طبقات المجتمع للاستماع إلى كالفين هاريس، وترافيس سكوت، وميتاليكا، ومجموعة متنوعة من الموسيقيين المشهورين الآخرين.
ولم يكن أحد تقريبًا يرتدي الأزياء السعودية التقليدية، وكانت بعض العلامات الخارجية لما يمكن وصفه في مكان آخر بأنماط الحياة الغريبة أو البديلة معروضة بالكامل. وعندما انتشرت مقاطع فيديو من الحدث على نطاق واسع، ردت الجماعات الإسلامية بانتقادات لاذعة. على سبيل المثال، أدان الحوثيون السلطات السعودية لسماحها “بالسلوك الفاسق” في وقت كان فيه الفلسطينيون يتعرضون للهجوم. ولكن الحكومة السعودية تجاهلت الانتقادات واستمرت في الترفيه، بحجة أن مثل هذه الأحداث ضرورية لتحول البلاد. فهم يريدون من مواطنيهم أن ينفقوا محليًّا على الترفيه المحلي، وهو ما لم يكن متاحًا تاريخيًّا. وبدلاً من ذلك، سافر السعوديون إلى الخارج لخوض مثل هذه التجارب، حيث ينفقون مليارات الدولارات كل سنة في دول أخرى. وتعتبر الحكومة مثل هذا الترفيه عنصرًا أساسيًّا في تطوير الاقتصاد المحلي.
لا سلام، لا ازدهار
ومن الممكن أن تساعد مبادرات محمد بن سلمان في تعزيز ازدهار السعودية، وبالتالي شعبية نظامه، ولكن لكي ينجح، يجب أن يسود السلام، وهذا ما أدركه محمد بن سلمان بعد عدة سنوات من اتباع سياسات خارجية عدوانية، مثل تدخله المكلف في الحرب في اليمن، ومقاطعة قطر، والموقف العدائي تجاه إيران – بما في ذلك تشبيهه للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بهتلر، وقد أدت هذه الإجراءات إلى عدم الاستقرار في المملكة وعرضت أهداف محمد بن سلمان للخطر. ففي أيلول/سبتمبر 2019، على سبيل المثال، أطلقت إيران صواريخ كروز وطائرات مسيرة ضد منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص، مما أدى إلى انقطاع نصف إنتاج البلاد من النفط لعدة أسابيع، وفي أذار/مارس 2022، استهدف الحوثيون مستودعاً للنفط في مطار جدة، مما أدى تقريباً إلى منع سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 الذي عملت السعودية جاهدة على جلبه إلى أراضيها، وفي الوقت نفسه، قام الزعماء الإسلاميون في جميع أنحاء العالم الإسلامي بتشويه سمعة الرياض ووصفوها بأنها تابعة للولايات المتحدة ونظام مرتد.
ونتيجة لذلك، عدلت المملكة موقفها، وأصبح الرد السعودي الرسمي على هذه الاستهزاءات خافتاً الآن، وأصبحت سياستها تجاه منافسيها تصالحية، وأنهت الرياض الحصار المفروض على قطر في كانون الثاني/يناير 2021 وبدأت التفاوض على سلسلة من الهدن وتبادل الأسرى مع الحوثيين في منتصف 2022، وفي أذار/مارس 2023، وقعت اتفاقية انفراج مع إيران استأنفت فيها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، أقر السعوديون اتفاق خارطة الطريق للسلام لإنهاء الحرب في اليمن، وهم يتفاوضون مباشرة مع الحوثيين، وبذلك، اعترفت الرياض فعليًا بالحوثيين باعتبارهم لاعبين رئيسيين في المستقبل السياسي لليمن، وتشير الصفقة حتى إلى أن السعوديين ستقدم للمجموعة المساعدات المالية والرواتب.
لكن السعوديين لا يلعبون بشكل جيد فقط بسبب الضغوط الإقليمية؛ حيث جاءت تهديدات إيران ووكلائها في وقت ترددت فيه الولايات المتحدة بشأن حماية السعودية من العدوان الخارجي، فقد رفض الرئيس الأمريكي السابق (وربما المستقبلي) دونالد ترامب الرد على هجوم سنة 2019 على منشآت أرامكو السعودية، وأزعج أسلوبه القائم على المعاملات إلى حد كبير محمد بن سلمان، الذي يريد أن تعتبر بلاده حليفًا استراتيجيًا وليس محطة وقود مزودة بجهاز صراف آلي، وعندما تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في كانون الثاني/يناير 2021، أعلن صراحة أنه سيعاقب السعودية على تورطها في الحرب في اليمن وسجلها في مجال حقوق الإنسان، وفي غضون شهر، أصدر بايدن وثيقة لوكالة المخابرات المركزية تزعم أن محمد بن سلمان “وافق على عملية في إسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي [والمعارض] السعودي جمال خاشقجي”، وفي الشهر نفسه، قام بايدن بإزالة الحوثيين من القائمة الأمريكية للإرهابيين المصنفين رسميًا، وفي سنة 2022، منع الكونجرس الأمريكي نقل الأسلحة التي دفع السعوديون ثمنها بالفعل، وقد ساعدت كل هذه القرارات في دفع محمد بن سلمان لتبني نهجه الجديد في المنطقة، فضلًا عن بناء علاقات أقوى مع الصين والهند وروسيا، وشكّل كل هذا مجتمعًا سياسته السعودية أولا؛ حيث يدرس محمد بن سلمان جميع أنواع الخيارات لتأمين حكم سلالته.
ويساعد هذا التحوط في تفسير سبب رفض السعودية الانضمام إلى التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ويتوقع السعوديون أن مصالحهم الاقتصادية سوف تتفوق على الالتزامات الأيديولوجية الأكثر تشددا على المدى الطويل، ولذلك فإن الرياض حريصة على بناء علاقات مالية واستثمارية مع إيران ومع الحوثيين، على أمل أن تؤدي هذه المصالح الخاصة إلى حماية المملكة في نهاية المطاف من أعمالهم العدوانية.
في الطريق
لكن محمد بن سلمان ليس ساذجًا بشأن رغبة أعدائه في الإضرار ببلاده، كما أنه ليس ساذجًا بشأن قدراتهم، فلن تصبح إيران وحلفاؤها أصدقاء للسعودية أبدًا، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة أقوى عسكريًّا من أن يُهزما بالكامل، فقد شهدت السعودية، بعد كل شيء، فيلم محور المقاومة المغرور والخيالي من قبل؛ وحاول جمال عبد الناصر في مصر نشر الأيديولوجية الثورية العربية، كما فعل صدام حسين في العراق من خلال حركته السياسية البعثية والعدوان العسكري، وكانت النتائج كارثية، لا يوجد حل عسكري قادر على إقامة دولة فلسطينية، ولا توجد طريقة لإجبار الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط.
في الواقع، يأمل السعوديون أن تصبح واشنطن أكثر انخراطًا في المنطقة، وكان سعي ولي العهد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، جزئيًا، وسيلة للحصول على اتفاقية أمنية أوسع مع الولايات المتحدة، وفي مقابل سفارة سعودية في إسرائيل، أرادت المملكة إبرام معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن من شأنها حماية السعودية من أي هجوم خارجي ومنحها برنامجًا نوويًا تديره الولايات المتحدة، وبذلك تصبح المملكة حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، مع وضع مماثل لوضع اليابان أو كوريا الجنوبية، وسيكون هذا إنجازًا كبيرًا للرياض وريشة في قبعة محمد بن سلمان. وسيكون إنجازًا أعظم من إقامة العلاقة بين مؤسس المملكة، ابن سعود، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في سنة 1945، والتي بشرت بعقود من التعاون بين البلدين وتقدم اقتصادي مذهل.
ومع ذلك، فإن أي احتمال للتطبيع مع إسرائيل يظل معلقًا على المدى الطويل في الوقت الحالي، نظرًا للدمار في غزة، فقد أصبحت القضية الفلسطينية، التي تم تهميشها بعد ثورات الربيع العربي سنة 2011، مركزية مرة أخرى في سياسة الشرق الأوسط، وذلك بفضل هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ورغم أن القيادة الفلسطينية لا تحظى باحترام كبير لدى السعوديين، لكنهم يشعرون بأنهم مجبرون على الانضمام إلى بقية العالم العربي في إدانة إسرائيل، وأصدر وزير الخارجية السعودي وأمراء آخرين بيانات تدين تصرفات إسرائيل باعتبارها جرائم حرب، وقد دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفي أواخر كانون الثاني/يناير، أيدت الحكومة السعودية اتهام جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
لكن هذه التصريحات كانت أخف من الانتقادات الموجهة من دول إقليمية أخرى، ويأمل السعوديون في استئناف حملة التطبيع قريبًا، لكنهم يتوقعون الآن تنازلات جدية من الإسرائيليين، تنازلات من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأي شيء أقل من ذلك سيؤدي إلى اتهام محمد بن سلمان بالخيانة، وهو حساس بشكل خاص بشأن مزاعم الخيانة نظرًا لوضعه كأهم زعيم عربي وحارس لأقدس الأماكن الإسلامية، وهذا يعني أن الصفقة التي ذكرت صحيفة هافينغتون بوست أن الإسرائيليين عرضوها على السعوديين، بدفع ووساطة من الولايات المتحدة، لن تكون كافية، وقد يتضمن هذا الاتفاق التطبيع مقابل ضمانات معينة للفلسطينيين، لكن لا يبدو أنه يخلق خطوات ملموسة نحو إقامة الدولة، وفي غياب مثل هذا المسار، فإن السعوديين لن يوقعوا عليه؛ حيث أوضحوا أنهم لن يقوموا بتنظيف الفوضى في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
لا يستطيع أحد أن يخمن ما إذا كان من الممكن اتخاذ خطوات ذات معنى في ضوء سياسات إسرائيل المتشددة والطموحات السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن هجوم حماس جعل القضية الفلسطينية عنصرًا مهما في الكيفية التي تفكر بها الرياض الآن بشأن مصلحتها الوطنية، وقد دفع ذلك السعودية إلى إعادة الانخراط كداعم قوي لقيام الدولة الفلسطينية، وفي هذا الصدد، ضمنت حماس انتصارًا للفلسطينيين، ولكن ربما ليس لنفسها.
المصدر: فورين أفيرز