قُتلت المعارضة السورية الدكتورة عروبة بركات وابنتها الوحيدة الإعلامية حلا بركات الحاملة للجنسية الأمريكية، حيث عثرت الشرطة التركية على جثتيهما مساء أمس الخميس 21 الشهر الجاري في شقتهما بمنطقة أسكودار في مدينة إسطنبول بالقسم الآسيوي.
وبعد الحادثة نعت، شذا بركات، وهي شقيقة الدكتورة عروبة، الفقيدتين وكتبت على صفحتها في الفيسبوك متهمة النظام السوري بتنفيذ هذه الجريمة، قائلة: “اغتالت يد الظلم والطغيان أختي الدكتورة عروبة بركات وابنتها حلا بركات في شقتهما في إسطنبول”. وأضافت تحت عبارة “طعنًا بالسكاكين”: كانت طوال أربعين عامًا تكتب المانشيت في الصفحة الأولى. وتلاحق المجرمين وتفضحهم، واليوم اسمها واسم حلا في مانشيت الصفحة الأولى”
يُذكر أن المغتالتين، تعدان أقارب المواطن الأمريكي من أصل سوري، ضياء بركات، الذي قتل في أمريكا مع زوجته وأختها في شهر فبراير/شباط من العام 2015 في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية. وقد روجت الشرطة الأمريكية وقتها أن الدافع من وراء الجريمة مشاجرة بشأن تنظيم وقوف السيارات، في حين روج والد الشاب ضياء إن الجريمة لأسباب عنصرية ضد المسلمين. وقام القاتل بتسليم نفسه بعد عملية القتل إلى قسم الشرطة.
ظروف غامضة
لم يصدر عن الشرطة التركية أي تصريحات بعد تفيد بملابسات الجريمة ودوافع القتل، لذا لا تزال القضية برمتها غامضة. في الأثناء أكد رئيس رابطة الصحفيين السوريين، علي عيد، الحادثة، ودعا السلطات التركية إلى تحقيق سريع وصولًا لمعرفة الجاني ومعاقبته، وتعزيز حماية الصحفيين المقيمين في تركيا.
وقد ذكر مقربون أن صديقات حلا حاولوا التواصل معها بعد تغيبها عن العمل ليومين، وبعد اتصالات كثيرة لها ولأمها لم يستيطعوا الوصول إليهما، وعندما لم تجب منهما على قرع الباب.. استدعى الجيران الشرطة التي كسرت الباب ووجدت الجثتين. يُشار أن تاريخ القتل يعود في الغالب إلى يوم الأربعاء، وتم بآلة حادة أو سكين وتم سكب مواد تنظيف على الجثتين حتى لا تفوح رائحتهما في وقت قريب ويتم اكتشاف الأمر. وحسب ما أفادت به صحيفة يني شفق التركية فإن المعارضة عروبة وابنتها حلا قتلتا طعنًا بالسكاكين وذكرت الصحيفة أن القتلة ما زالوا مجهولين حتى الساعة.
سبق وأن اغتيل عدد من الصحفيين السوريين في تركيا، أبرزهم ناجي الجرف الذي اغتيل في أواخر العام 2015 في غازي عنتاب من قبل أحد عناصر تنظيم “داعش” وقد أصدرت المحكمة التركية قرارًا ضده بالحبس المؤبد.
وذكرت الصحيفة التركية أن عروبة بركات تلقت تهديدات مؤخرًا من قبل النظام السوري، وهي إشارة قد يتم البناء عليها في التحقيق الذي ستتدخل فيه السفارة الأمريكية على ما يُعتقد بحكم أن حلا بركات تحمل الجنسية الأمريكية.
حلا بركات أثناء حفل تخرجها من جامعة إسطنبول شهير في العام الدراسي 2016/2017
من جهتها نعت مجموعة أورينت الإعلامية السورية الإعلامية حلا بركات ووالدتها المعارضة عروبة، كما نعتها صديقات حلا في الجامعة والمهنة. كما نعى أيضًا المعارض في الائتلاف السوري، أحمد رمضان، الفقيدتين قائلًا في تدوينة له على موقع فيسبوك نتابع مع الجانب التركي سير التحقيق. ونشرت جامعة إسطنبول شهير نعي للفقيدة حلا بركات وأمها، وقالت الجامعة أنهم فقدوا حياتهم على إثر هجوم، وأضافت سبتقى حلا بركات طالبة في ذكرياتنا، يُشار أن حلا تخرجت من الجامعة في الفصل الماضي من العام الدارسي 2016 / 2017.
الصحفيتان عروبة و #حلا_بركات .. ثورة قلم ونبض لا يهدأ وقاتلهم لن يفلح ونطالب بملاحقته ومحاكمته. pic.twitter.com/NvWMiVHsy0
— د.رياض حجاب (@MediaPmoffice) September 22, 2017
عروبة بركات تاريخ من معارضة النظام السوري
عروبة بركات من محافظة إدلب وتبلغ من العمر 60 عامًا هي معارضة سورية وناشطة، انتقلت إلى بريطانيا بعد خروجها من سوريا في الثمانينيات بعد أحداث حماة التي هدت مجازر راح ضحيتها قرابة 40 ألف شخص في حماة وإدلب ارتكبت من قبل النظام السوري بذريعة قتال الإخوان المسلمين، ثم عاشت عروبة مدة قصيرة في الإمارات، لتستقر منذ فترة في إسطنبول.
تاريخ القتل يعود في الغالب إلى يوم الأربعاء، وتم بآلة حادة أو سكين وتم سكب مواد تنظيف على الجثتين حتى لا تفوح رائحتهما في وقت قريب ويتم اكتشاف الأمر. وح
انضمت الدكتورة عروبة للمجلس الوطني المعارض في وقت سابق، وعُرفت بمواقفها المناصرة للثورة السورية وناقدة لمؤسسات المعارضة، ففي منشور لها على صفحتها في الفيسبوك في 10 أغسطس/آب الماضي ذكرت فيه أنه من يمتلك ذرة واحدة من ضمير ووطنية في الائتلاف أو في هيئة المفاوضات عليه أن يستقيل ولا يشرعن الاحتلال والوصاية الأجنبية على سوريا. وأضافت أن سوريا يكفيها الأسد الذي باع كل شيء.
بينما شاركت حلا بركات 22 عامًا في العديد من المقابلات وصناعة محتوى الأفلام حول معتقلات وسجون الأسد، ومناظرات حول سوريا، آخرها “روسيا دمرت سوريا“، مايو/أيار الماضي. وعملت محررة في القسم الإنجليزي لموقع “أورينت نيوز”، وقبلها لقناة “TRT” لمدة قصيرة. حلا خريجة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة “إسطبنول شهير” حديثًا في مايو/أيار الماضي.
جريمة آثمة أودت بحياة الزميلة عروبة بركات وابنتها حلا باسطنبول. لهما الرحمة وللعائلة أصدق العزاء. نتابع مع الجانب التركي سير التحقيق. #سورية pic.twitter.com/ryzZNQSqih
— أحمد رمضان Ahmed Ramadan (@AhmedRamadan_SY) September 21, 2017
ولا تعد حادثة الاغتيال هذه الأولى من نوعها في تركيا، إذ سبق وأن اغتيل عدد من الصحفيين السوريين في تركيا، أبرزهم ناجي الجرف الذي اغتيل في أواخر العام 2015 في غازي عنتاب من قبل أحد عناصر تنظيم “داعش” وقد أصدرت المحكمة التركية قرارًا ضده بالحبس المؤبد.
كما اغتيل زاهر الشرقاط في مدينة غازي عنتاب أيضًا، وكان شرقاط يعمل معدًا ومذيعًا في قناة حلب اليوم وسبق وأن تولى رئيس المجلس المحلي في مدينة الباب في ريف حلب التي ينتمي لها. وتبنى تنظيم الدولة “داعش” إطلاق النار على الإعلامي الشرقاط بحجة أنه يقدم برامج معادية للدولة الإسلامية.
لم تتضح خيوط الجريمة بعد والرسائل التي أراد الجاني إيصالها من وراء هذه الجريمة، فيما لو كان تنظيم الدولة “داعش” أو النظام السوري، إلا أنها رسالة في توقيت حساس يجري في سوريا بالأخص في الشمال السوري في إدلب، إذ من المتوقع أن تشهد حملة عسكرية من تركيا وروسيا وإيران في الأيام القليلة المقبلة للقضاء على “هيئة تحرير الشام” ومراقبة وقف إطلاق النار هناك، حسب ما تم التوصل إليه في اتفاق أستانة بجولته السادسة.