عادة ما يكتفي نظام بشار الأسد بـ”الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين” على الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف سيادة سوريا، وببعض التصريحات الإعلامية، لكنه في الوقت نفسه يستثمرها لتدعيم بروباجندا “الحرب الكونية على سوريا” التي يشتهر بها، ويتخذها حجة لشرعنة قمع ثورة شعبه المتواصلة منذ مارس/آذار 2011، بوصفها “مؤامرة” من جهات خارجية تستهدفه.
وبعد معركة طوفان الأقصى ازدادت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأصبحت أكثر عدوانية وجرأة من جهة استهداف مناطق سكنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بأعداد أكبر من السابق.
وعلى عكس المتوقع منه؛ لم يستثمر النظام هذا التطور إعلاميًا بأسلوبه المعهود، بل اكتفى بتغطية إخبارية عابرة باردة اللهجة، لا سيما عند مقارنتها بشكل وحجم تغطية إعلامه لوقوع ضحايا مدنيين في مناطق سيطرته بقذائف أو تفجيرات مجهولة المصدر، ينسبها دومًا لمن يسمّيهم “الجماعات الإرهابية”، في إشارة إلى معارضيه.
أبرز الهجمات التي قضى فيها مدنيون
تغيّر منحى وأسلوب الاستهدافات الإسرائيلية على مدار السنوات الماضية، فبعد تركزها في البداية على أهداف عسكرية ومخازن أسلحة، دخلت المطارات المدنية ضمن دائرة الاستهداف المباشر، حيث تعرض كل من مطار دمشق وحلب الدوليين لقصف متفاوت الشدة مرارًا وتكرارًا أخرجهما عن الخدمة بشكل كامل في كثير من المرات.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفت “إسرائيل” مطار دمشق الدولي للمرة الثانية منذ بدء حرب غزة الأخيرة، وأوردت وكالة سانا، وهي وكالة الأنباء الرسمية، سقوط ضحية مدنية في القصف بخبر مقتضب، في حين نعت مديرية الأرصاد الجوية السورية في اليوم التالي عبر صفحتها على فيسبوك راصدَين جويَّين يعملان في المديرية قالت إنهما قُتلا خلال قصف المطار.
قصف في حلب
في 30 ديسمبر/كانون الأول أعلنت وكالة سانا نقلًا عن مصدر عسكري وقوع خسائر مادية جراء عدوان جوي إسرائيلي استهدف عددًا من النقاط جنوب مدينة حلب، دون الإشارة إلى سقوط أي خسائر بشرية سواء من المدنيين أم العسكريين.
في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستهداف أودى بحياة عدد من العاملين مع الميليشيات الموالية لإيران أحدهم سوري الجنسية، وقد قضى معه في القصف كل من زوجته وابنه وابن شقيقه.
ولم تخرج باقي وسائل إعلام النظام عن أسلوب “سانا” في التعاطي مع الخبر بصورة مختصرة ودون تفاصيل عن هوية الضحايا المدنيين.
قصف المزة
في 20 يناير/كانون الثاني استهدفت صواريخ إسرائيلية مبنى سكنيًا بحي المزة فيلات في العاصمة دمشق، وهو ثاني استهداف من نوعه لمناطق سكنية في قلب العاصمة بعد استهداف مبنى في كفرسوسة فبراير/شباط 2023.
ونقلت وسائل إعلام النظام الرسمية والرديفة لها عن مصدر عسكري أن الهجوم أسفر عن “استشهاد وإصابة عدد من المدنيين وتدمير البناء بالكامل وتضرر الأبنية المجاورة”.
ولم تورد أي وسيلة تفاصيل عن هوية المدنيين أو تجري أي مقابلات مع ذويهم، واكتفت بتصوير موقع الحادث وعمليات الإنقاذ والانتشال من تحت الأنقاض دون أي تعليق كما فعلت إذاعة شام إف إم الموالية.
في حين أوضح “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الضربة أسفرت عن مقتل 13 شخصًا، بينهم مدنيّ و5 إيرانيين بينهم 3 قيادات في الحرس الثوري الإيراني، و4 سوريين متعاقدين مع الميليشيات الإيرانية، ولبنانيين اثنين، وشخص عراقي الجنسية.
أما موقع “صوت العاصمة” المحلي، فقد ذكر حينها أن قوات الأمن والميليشيات الإيرانية فرضت طوقًا أمنيًا حول المنطقة المستهدَفة، ومنعت سيارات الإسعاف والهلال الأحمر السوري من الدخول إلا بعد نحو 15 دقيقة من القصف.
ونقل الموقع عن مدير مشفى المواساة بدمشق عصام الأمين، وصول أكثر من 10 مصابين وحالة وفاة واحدة جرّاء القصف الإسرائيلي على منطقة المزة.
قصف حمص
ومؤخرًا في 7فبراير/شباط استهدفت “إسرائيل” مبنى سكنيًا في “حي الحمرا” وسط مدينة حمص، حيث قضى فيه 7 مدنيين حسب مصادر محلية نعتهم، في حين اكتفت وسائل إعلام النظام بذكر أخبار أو تقارير مقتضبة كعادتها دون أي توضيحات أو تفاصيل إخبارية.
https://www.youtube.com/watch?v=_-RXSoxw2Lk
في حين أوردت “سانا” خبرًا منفصلًا عن الضربات، تتحدث فيه بالتفصيل عن الخسائر المادية التي لحقت بمديرية الخدمات الفنية من معدات وآليات هندسية.
ولم تختلف تغطية إعلام ما يسمى محور الممانعة لأحداث القصف وسقوط المدنيين في سوريا، عن إعلام النظام كقناة المنار التي أوردت الخبر بنفس الأسلوب والتفاصيل دون أي زيادة أو نقصان.
تشييع بصوت خافت أو خلف الكاميرات
في حين لم نشهد أي تغطية إعلامية من النظام لتشييع ضحايا الغارات الإسرائيلية من المدنيين في المرات السابقة جميعها، كان هناك تغطية خجولة لتشييع ضحايا قصف حمص، اقتصرت فقط على صور للشخصيات المشاركة نشرها المكتب الصحفي لمحافظة حمص عبر صفحته في فيسبوك، فيما نشرت إحدى الصفحات المحلية مقطع فيديو وحيد للتشييع الذي بدا متواضعًا ولا يتضمن رفع أي لافتات أو أي هتافات معادية لـ”إسرائيل”.
بالمقابل، دائمًا ما يُرجع إعلام النظام أسباب سقوط ضحايا مدنيين في مناطق سيطرته بنيران مجهولة المصدر إلى المعارضة، كما أن تعاطيه يكون مختلفًا تمامًا من حيث حجم التغطية وأسلوبها.
إذ اعتمد على مدار سِنيّ الثورة الاستهلاك الأقصى لهكذا أحداث عاطفيًا عبر اللعب على وتر المظلومية والتصدي للمؤامرة والعصابات الإرهابية، بغية تخويف من لم ينخرط في الثورة من الشعب وتخويف الأقليات من “العصابات السلفية والمتطرفة” كما كان يسميها دائمًا، وفق مراقبين.
تفجيرات حي الميدان مثالًا
في 6 يناير/كانون الثاني 2012 هزّ تفجير حي الميدان الدمشقي الذي كان يشهد حراكًا ومظاهرات سلمية تطالب بإسقاط نظام الأسد، وقضى في التفجير 26 شخصًا وجُرِح نحو 50 آخرين في تفجير وصف بالانتحاري، ولم تتبنه أي جهة في حين تحدث مراقبون حينها عن مسؤولية النظام عنه.
استنفر إعلام النظام حينها بالكامل للحديث عن التفجير واستغله بصورة كبيرة على مدار أيام، للتأكيد على روايته بأنه يواجه إرهابيين وعصابات مسلحة تستهدف أمن البلاد، ونُقلت صلاة الجنازة والتشييع بالكامل عبر بث موحد لكل قنواته بما فيها حتى قناة سوريا دراما، وهي قناة تبث حصرًا مسلسلات.
تغطية الإعلام الرسمي لتفجير حي الميدان الدمشقي الذي لم تتبنه أي جهة، ويُلاحظ التركيز على صور الدماء وبقايا الأشلاء
وتسابقت قنواته في نشر التقارير المطولة والمرفقة بالموسيقى التصويرية والتركيز على مشاهد الدماء في منطقة التفجير، والمقابلات مع عدد كبير من الناس الذين يتنافسون بشتم الإرهاب كتقرير الفضائية السورية الذي استمر أكثر من ثماني دقائق.
وللمفارقة فإن أحد المواطنين الذين التقت بهم القناة في ختام التقرير طالب حينها هؤلاء “الإرهابيين” بالذهاب إلى “إسرائيل” والتفجير فيها، وهو ما لم نشاهد أو نسمع له أي مثيل في تغطية إعلام النظام للضربات الإسرائيلية على سوريا.
وعلى خطى إعلام النظام فقد كانت تغطية قنوات ما يسمى “محور المقاومة” كقناة العالم الإيرانية وقناة المنار التابعة لـ”حزب الله”، لا تختلف عن تغطية إعلام النظام، فكانت تتبنى روايته وتنقلها بنفس الحجم والصورة.
حوادث مشابهة
أما قناة سما التي اشتهرت بأنها الذراع الإعلامية الأقوى والأكثر جرأة للنظام في التهجم على معارضيه، باعتبارها جهة خاصة غير حكومية، فلم نجد خلال بحثنا في المواقع والصفحات التابعة لها أي تقارير أو أخبار تذكر في تغطية الضربات الإسرائيلية.
بينما بالعودة للوراء قليلًا نستذكر عشرات التقارير والبرامج التي كانت تخصصها بشكل منفرد ومكثف لتغطية أي حدث يسقط فيه مدنيون في مناطق سيطرة النظام كالتفجير الذي حدث في منطقة الباردة بريف دمشق في 17 مارس/آذار 2014.
استمر التقرير المصور الذي يتحدث عن التفجير أكثر من دقيقتين معظمها لمقابلات مع الأهالي الذين يشتمون “الإرهابيين” بشتائم مهينة، فيقول أحدهم:” نفذوا هذا التفجير بالمدنيين بعد دعسهم تحت حذاء الجيش السوري”، وهي النبرة التي لم نسمع مثيلًا لها في أي تقرير إخباري لوسائل إعلام النظام من مواقع الضربات الإسرائيلية.
كما كانت قناة سما تخصص برامج بأكملها للحديث مطولًا عن مثل هذه الحوادث، عبر استضافة شخصيات مقربة من النظام دينية أو إعلامية أو محللين سياسيين، مثل استضافتها لعبد الله السيد، ابن وزير أوقاف النظام محمد عبد الستار السيد، للحديث عن تفجير حدث في مخفر بمنطقة الميدان بدمشق بواسطة طفلة في عام 2016.
واستمر البرنامج أكثر من 40 دقيقة للحديث عما أسماه مقدم البرنامج “الخطايا والآثام التي ترتكب باسم الإسلام بحق الطفولة”، وبدأها المقدم بأربع دقائق ونصف ألقى فيها وحده ما يشبه خطابًا تعبيريًا يداعب العواطف عن إجرام من يسميهم العصابات الإرهابية واستغلالها للطفولة، حسب تعبيره.
وبنفس الأسلوب وبنفس درجة الاستهلاك هذه، كانت تغطي قنوات النظام ووسائل إعلامه سقوط قذائف في أحياء دمشق القديمة أيضًا، في أيام المعارك التي كانت تدور بين قوات النظام والميليشيات المساندة لها مع فصائل المعارضة التي كانت تسيطر على الغوطة الشرقية كتقرير الإخبارية السورية هذا في الشهر الأول من عام 2018 أي قبل فترة وجيزة من سقوط الغوطة بأيدي قوات النظام.
https://www.youtube.com/watch?v=YrXbPY_rWbU
جزء من تغطية قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام الأسد لسقوط قذائف مجهولة المصدر على حي باب توما الدمشقي
كيف يتعاطى النظام مع طوفان الأقصى وحرب غزة؟
يحاول النظام الحفاظ على نبرته المعتادة إعلاميًا في دعم المقاومة الفلسطينية وتغطية المجازر التي تحدث في قطاع غزة، لكن بصوت منخفض وبالحد الأدنى من التغطية الخبرية المقتضبة.
أما على صعيد تنظيم فعاليات أو مسيرات داعمة ومتضامنة مع ما يجري في غزة، فقد اقتصرت على بعض الوقفات التضامنية المحدودة من حيث عددها وعدد المشاركين فيها، ومن حيث تغطيتها إعلاميًا من مختلف وسائل الإعلام التابعة للنظام والموالية له، ومعظمها كانت من تنظيم جهات فلسطينية في المخيمات الفلسطينية بدمشق وحولها.
في حين كان سابقًا يسيّر المسيرات المليونية بشتى الطرق، عبر إخراج الموظفين وطلاب المدارس والجامعات في الساحات الرئيسية وسط المدن الكبرى لإظهار التأييد الشعبي له خلال سنوات الثورة، واستغلال أي تشييع لقتلى مدنيين أو عسكريين لرفع الشعارات المؤيدة لرأس النظام وسياسته والمناوئة لمعارضيه.
بينما لم تُرفع أي لافتات أو شعارات، ولم تسمع أي هتافات مناوئة لـ”إسرائيل” أو داعمة لصمود أهل غزة في وجه العدوان الذي يتعرضون له، خلال أي من تشييع ضحايا الغارات الإسرائيلية كما أوضحنا سابقًا.
لماذا يخفض النظام لهجته تجاه “إسرائيل”؟
بحسب الباحث في “مركز كاندل للدراسات والإعلام”، منير الفقير، المختص بدراسة السياسات الدولية والإقليمية تجاه الملف السوري، فإن نظام الأسد اليوم في ظل وضعه المتفكك داخليًا اجتماعيًا واقتصاديًا، يحاول العودة لأسلوبه القديم في عهد الأسد الأب وبدايات عهد بشار الأسد، باللعب على التوازنات والتناقضات لتحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب، دون أن يُحسب بشكل واضح على ما يسمى “محور المقاومة”.
ويضيف الباحث، بأن حرب غزة اليوم تجاوزت حدود غزة وفلسطين لتكون حربًا مرتبطةً بالصراع الدولي والإقليمي على الكثير من الملفات، مرتبطة بالصراع الغربي الروسي في أوكرانيا، والروسي الغربي في سوريا والإيراني الغربي في سوريا، ومصالح تركيا مع الفاعلين المختلفين في سوريا لا سيما أمريكا وتحول الأمر إلى نوع من المقايضة.
ويوضح الفقير أن النظام لديه اليوم الكثير من المحاور التي يحاول الموازنة فيما بينها، هناك محور التطبيع العربي من جهة ومحور المقاومة من جهة أخرى، إضافة إلى محور العلاقات مع تركيا، والموقف الغربي من التطبيع مع النظام الذي ينقسم إلى قسمين: الموقف الأوروبي والموقف الأمريكي.
ويؤكد الباحث أن نظام بشار الأسد هذه المرة لم يركب موجة المقاومة وفلسطين والتصدي للعدوان والمظلومية المعتادة منه سابقًا، وحاول التحدث عن الاعتداءات الإسرائيلية بلهجة منخفضة ومحدودة، بسبب التزامات مطلوبة منه من المحور العربي، لكنه يحاول بنفس الوقت أن يسدد ويقارب مع المحور الإيراني.
إضافة إلى محور العمل في إطار “أستانة” الذي عقدت الجولة الـ21 منه مؤخرًا، بحضور كل من الروس والإيرانيين والأتراك، ووفدي النظام والمعارضة، وهذا المحور بحسب الفقير يعد نقيضًا للمحور العربي ويحاول أخذ النظام باتجاه آخر، وكل من هذه المحاور والدول الي تضمّها تطلب من النظام التزامات في جوانب مختلفة.
ولفت الفقير إلى أن “إسرائيل” أرسلت تحذيرات واضحة للنظام السوري عبر دولة الإمارات بعدم التدخل في الحرب الدائرة في قطاع غزة، فقد نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصدرين في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب إطلاق معركة طوفان الأقصى، أن الإمارات العربية المتحدة حذرت نظام الأسد من التدخل في الحرب الدائرة بين حركة حماس و”إسرائيل”، أو السماح بشن هجمات على “إسرائيل” من الأراضي السورية.
قانون مناهضة التطبيع يحد من المكاسب
في هذه الأثناء أقر مجلس النواب الأمريكي قبل أيام، مشروع “قانون مناهضة التطبيع مع نظام بشار الأسد” بتأييد كبير من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأغلبية ساحقة من الأصوات بلغت 389 صوتًا مقابل 32 معارضًا فقط.
واعتبر الباحث منير الفقير تمرير هذا القانون مخيبًا لآمال نظام الأسد الذي كان ينتظر ثمنًا أكبر نتيجة لهجته الباردة تجاه “إسرائيل” وعدم استثماره ضرباتها المباشرة لأراضيه بصورة أكبر، إذ سيحدّ القانون من المكاسب التي كان يطمح لها الأسد من التطبيع العربي معه والذي سيصبح أكثر انضباطًا وحذرًا، كما أنه سيعرقل أيضًا من خطوات التقارب التركي معه.
ويشمل قانون مكافحة التطبيع ثلاثة أمور أساسية: أولها تثبيت إلغاء الاستثناء على “قانون قيصر” الذي جرى بعد الزلزال، والأمر الثاني توسيع “قانون قيصر” بحيث يكون ضاغطًا على النظام بصورة أساسية وليس على الشعب فقط.
وثالثًا يسدّ القنوات التي كان يستفيد منها النظام اقتصاديًا مثل التمويل بالدولار الذي كان يصل لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في مناطقه، وتوظيفه في مسألة تذبذبات العملة والهرب من قيود قانون قيصر.
ومن وجهة نظر الباحث الفقير، فإن النظام السوري اليوم لم يعد محسوبًا بشكل فعلي على محور المقاومة ولا على المحور العربي، إنما يحاول اللعب على التناقضات والاستفادة من الميزات التي قد تدعم موقفه في كل محور.
مشيرًا إلى أن مرحلة ما بعد حرب غزة الحالية، ستظهر موقفه بصورة أكثر وضوحًا، إذ سيحاول تقوية علاقاته مع الجهة التي يجد لديها القدرة الأكبر على إنقاذه، لا سيما في ظل قانون مناهضة التطبيع الأخير.
وأفاد “مركز جسور للدراسات” في تقرير أصدره بداية العام الحالي، بأن عدد الغارات الإسرائيلية في سوريا ارتفعت خلال العام الماضي، إذ جرى تسجيل 40 غارة مقارنة بـ28 غارة عام 2022 ومثلها عام 2021.
وتنوعت الغارات بين القصف الجوي والبحري والبري، واستهدف بعضها أكثر من محافظة في وقت واحد، حيث شملت بمجموعها 95 موقعًا، ودمرت ما يقارب 297 هدفًا.
وذكر التقرير أن “إسرائيل” زادت من وتيرة غاراتها في سوريا بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث ارتفعت من 6 إلى 11 غارة مقارنة بذات الفترة الزمنية بين عامي 2022 و2023، وذلك بالتزامن مع زيادة إيران عدد مواقعها العسكرية التي وصلت إلى 570 نقطة وقاعدة في سوريا.
بدروه، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في تقرير حديث له، إن “إسرائيل” استهدفت الأراضي السورية منذ بدء حربها في قطاع غزة، 55 مرةً وتسببت بمقتل وإصابة نحو 170 من العسكريين، و12 ضحية من المدنيين.