توافد ظهر أمس الأحد مئات الآلاف من اليهود المتدينيين الذي تطلق عليهم تسمية الحرديم في “إسرائيل” على مدينة القدس، للتظاهر ضد قانون التجنيد الإجباري لطلبة المعاهد الدينية، الذي أقره الكنيست (البرلمان) مؤخرًا.
وينص قانون التجنيد الإجباري الجديد على إلزام طلبة المعاهد الدينية بالخدمة في الجيش، وهو ما يرفضه التيار الديني في إسرائيل متحججا بأن طلاب المعاهد الدينية هم “جيش التوراة وخدمتهم في الجيش الإسرائيلي ستفسدهم”.
وتلا الحاخامات الصلاة عبر مكبرات الصوت في حين تضرع الحشد بالدعاء لله حتى “يمنع إقرار القانون”. وقال موردخاي سيلتزر (18 عاما) لوكالة رويترز للأنباء: “نريد أن نظهر أننا متحدون ونريد أن نمنع أمرا سيئا يحاولون إجبارنا عليه. الجيش ليس أسلوب حياتنا. لا يديره حاخامونا”.
ويمثل اليهود المتشددون عشرة في المائة من سكان إسرائيل البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة. ويشكل هؤلاء مجتمعا سريع النمو وفقير نسبيا، حيث أن معظم رجالهم عاطلون عن العمل ويعيشون على الإعانات الحكومية والتبرعات أو على رواتب زوجاتهم.
ويرفض معظم الإسرائيليون مجتمعَ اليهود المتشددين ويتهمونهم بأنهم عبء على الاقتصاد وبأنهم يستنزفون الدولة من جهة وفي المقابل يتجنبون القيام بالواجبات التي يلزم بها الآخرون.
ويسبب اليهود المتشددون العديد من المشاكل في “إسرائيل”، وذلك لسعيهم دائما لفرض مطالبهم بالقوة، ومن بين مطالبهم هذه؛ يطالب الحرديم بفصل النساء عن الرجال ويقومون بصفة مستمرة بممارسة بعض الاعتداءات على الفتيات في الشوارع أو على الشركات الخدمية التي ترفض توفير خدمات خاصة بهم.
ففي منتصف شهر فبراير شباط الماضي، قام عدد كبير من اليهود المتشددين بإلقاء الحجارة على حافلات نقل عمومي، وذلك بسبب رفض الشركة لطلبهم بفصل الركاب الرجال عن النساء داخل الحافلات التي تعمل في الخط الواصل ما بين جبل نوف وحائط المبكى.
وفي بلدة بيت شيمش في القدس، قام المتشددون اليهود في منتصف شهر ديسمبر الماضي، بتعليق لافتات ضخمة تطالب السيدات بالعبور إلى الطرف المقابل من الطريق لتجنب المشي باتجاه كنيس يهودي، بالإضافة إلى لافتات أخرى تدعو النساء الى “الاحتشام” في اللباس، وقد شهدت البلدة اعتداءات كثيرة من قبل المتشددين على السيدات اللواتي لم يلتزموا بهذه التوصيات.
بعض الصور من المظاهرة التي نظمت أمس الأحد في مدخل مدينة القدس: