انتشرت السياحة العلاجية في السنوات الماضية وباتت سوقًا تنافسية لدى العديد من الدول في المنطقة بما تشمله من علاج واستشفاء. هناك بعض الدول وهبها الله طبيعة خلابة تصلح لتكون لديها سياحة علاجية أكثر من غيرها من الدول. أهم ما تقدمه السياحة العلاجية هي خدمات علاج العظام المختلفة والطب التجميلي الغير جراحي وعلاك الروماتيزم ومشكلات الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض التي غالبًا لا تحتاج إلى عمليات جراحية خطيرة.
من بين أشهر الدول في السياحة العلاجية هناك تركيا والمجر وتايلند والأردن وجنوب إفريقيا وغيرها.
هدف تركيا في السياحة الطبية
تمكنت تركيا خلال السنوات الماضية أن تحجز لنفسها مقعدًا في مرتبة متقدمة في قطاع السياحة الطبية، وتعمل على تعزيز مكانتها في هذا القطاع مع مرور الوقت. وتستقبل تركيا مرضى من 146 دولة حول العالم بحسب ما أشار إليه رئيس مجلس تطوير السياحة الطبية في تركيا، أمين جاقماق لوكالة الأناضول. وتطمح تركيا في تحقيق دخل قدره 7.5 مليارات دولارات من هذا المجال العام المقبل.
تأتي جمهوريات تركيا في آسيا الوسطى وروسيا والشرق الأوسط من أوائل الدول التي يقصدها المرضى إلى تركيا. وذكر جاقماق أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد المرضى القادمين من دول مثل العراق والسعودية، والإمارات، والكويت، خلال الآونة الأخيرة.
تهدف تركيا لتحقيق 7.5 مليارات دولار من إيرادات السياحة الطبية في العام المقبل 2018
وبيّن جاقماق أن تركيا تحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد المرضى في مجال السياحة الطبية، والثالثة على صعيد الدخل الذي يؤمنه المجال للبلاد العاملة فيه. حيث استقبلت تركيا العام الماضي 746 ألف مريض، وحققت دخلا يقدر بـ 5.6 مليارات دولار.
يُشار أن تركيا تهدف لتحقيق 7.5 مليارات دولار من إيرادات السياحة الطبية في العام المقبل، أما بالنسبة للعام المقبل، فقال المسؤول التركي، إن هدف القائمين على قطاع السياحة الطبية، تحقيق 7.5 مليارات دولار، في حين شملت خطط 2023 أن تكون تركيا الوجهة الأولى عالميًا في السياحة الطبية. وقد بين جاقماق أنهم قاموا بأنشطة تعريفية بمجال السياحة الطبية بتركيا، في القارة السمراء، وذلك إطار انفتاح تركيا على إفريقيا.
تستقبل الحمامات الطينية نحو 150 ألف زائر سنويًا، ويصل عدد زائريها إلى 3 آلاف زائر محلي وأجنبي يومياً خلال فصل الصيف.
وعلاوة على ذلك، أكّد تقرير سياحي صدر مؤخرًا عن اتحاد الفنادق في تركيا “TÜROFED” أنه من المتوقع أن تستقبل تركيا نحو مليونَي زائر بهدف السياحة الطبية بحلول عام 2023، مما سيحقق إيرادات تصل إلى 20 مليار دولار تقريبًا.
يدعم هذا التوجه أن المشافي العامة والخاصة تُفتتح واحدة تلو الأخرى، منذ 10 أعوام، والعمل جار لإقامة 22 مدينة طبية بحلول 2023. كما أن معظم جامعات البلاد التي يقدر عددها بنحو 180 تضم كليات للطب، تخرج الكوادر المؤهلة لرفد القطاع الصحي حسب ما ذكره أمين جاقماق، الذي أضاف أيضًا أنهم يستقبلون حاليًا وفودًا من 22 بلدًا إفريقيا، خلال النسخة الثانية من قمة السياحة العلاجية في مجال المياه الحارة، التي تستضيفها ولاية دنيزلي، بين 20 و24 سبتمبر/ أيلول الحالي.
استقبلت تركيا العام 2016 نحو 746 ألف مريض، وحققت دخلا يقدر بـ 5.6 مليارات دولار
وكان جاقماق قد أشار سابقًا، إلى أنه في حين شهد عام 2016 انخفاضًا نسبيًا بقطاع السياحة في تركيا بشكل عام، فقد كانت هناك زيادة في السياحة الطبية قائلًا “استضفنا 746 ألف سائح من أجل العلاج عام 2015، وارتفع هذا العدد إلى 750 ألف سائح في عام 2016، وبالمثل فقد ارتفعت الإيرادات من 5.2 مليار دولار، إلى 5.8 مليار دولار، وحوالي 90% من أولئك السياح يأتون لأجل السياحة الطبية، في حين 10% من أجل العمليات التجميلية.
مسابح للمياه الكبريتية في ولاية ملاطية
وعزا جاقماق الارتفاع في إيرادات قطاع السياحة الطبية في تركيا إلى زيادة القدرة الاستيعابية للمراكز الصحية في البلاد، حيث عملت وزارة الصحة التركية على زيادة عدد المراكز المرخص لها في عام 2015. وعدمت تركيا في العام 2015 لتشكيل مجلسًا تنسيقيًا من عدة وزارات لتنظيم السياحة العلاجية ومنح شهادات معتمدة للمستشفيات المؤهلة لممارستها.
وحسب ما أشار إليه رمزي سايغون من مديرية الصحة في إسطنبول فإن المرضى القادمين من الخارج يختارون تركيا نظرًا لجودة الخدمات الطبية التي يتلقونها فيها، موضحًا أن بلاده تشهد تقدمًا مستمرًا على صعيد تحسين نوعية العلاج.
احتلت تركيا في العام 2015 المركز الرابع على مستوى أوروبا في مجال إجراء الجراحات باستخدام “الروبوت” الآلي، بعد كل من بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا على التوالي.
من جانب آخر، تعتبر تركيا بلدا منتجا للتكنولوجيا والتقنيات الطبية، وتشهد على مدار العام مؤتمرات ومعارض تستقطب الشركات ورجال الأعمال المنخرطين في هذا القطاع من حول العالم. وتنشط في تركيا العديد من الصناعات الطبية التي تقدم حلولا بسيطة لمشاكل صحية معقدة، مثل الأحذية الطبية يدوية الصنع، والأطراف الصناعية، وعيادات الأسنان المتنقلة بسيارات الإسعاف، وغيرها، إلى جانب ما اشتهرت به من أحواض للمياه المعدنية الدافئة والساخنة التي توصف لعلاج كثير من الأمراض.
من أشهر ينابيع مياه المعدنية في تركيا تقع في باموكالي
ويُذكر أيضًا أن تركيا حققت نقلة كبيرة في عالم البحوث التقنية في القطاع الطبي، واحتلت في العام 2015 المركز الرابع على مستوى أوروبا في مجال إجراء الجراحات باستخدام “الروبوت” الآلي، بعد كل من بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا على التوالي.