يتيح لك التداول عبر الإنترنت الفرصة لتكون المدير والموظف في الآن ذاته، وتحدد ساعات العمل الخاصة بك، فضلا عن العمل من المنزل (أو حتى من الشاطئ)، وكسب ما تريده من الأموال دون وضع مبلغ محدد للرواتب. ومع ذلك، يواجه المتداولون المبتدؤون في الكثير من الأحيان صعوبة في فهم كيفية عمل السوق، إذ أن حجم المعلومات المنبثقة عن وول ستريت تعد أكثر من كافية لإبقاء المبتدئ في حالة من التعلم المستمر. ونتيجة لذلك، لا يشعر المبتدؤون على الإطلاق أنهم مستعدون لخوض مغامرة التداول.
من جانب آخر، أدت التطورات التكنولوجية في القطاع المالي إلى إزالة حاجز الدخول إلى عالم التداول. ففي الوقت الراهن، أصبح بإمكان أي شخص أن يبدأ كسب المال عبر الأسواق بالاعتماد على فهم قواعد كيفية عمل السوق، وامتلاك رأس مال مناسب للتداول، فضلا عن أدوات التداول الصحيحة. في الواقع، تجعل أدوات التداول المالي، من قبيل البوتات، وخوارزميات التداول، والذكاء الاصطناعي، والتداول الاجتماعي، من السهل على أحدهم أن يصبح ناجحا في مجال التداول وذلك دون الحاجة للحصول على شهادات علمية متقدمة أو أي تدريب متخصص.
أنواع التداول المختلفة
قبل التطرق إلى أساسيات التداول، فيما يلي عرض لمختلف أنواعه:
– تداول الأسهم: يتمثل هذا الصنف من التداول في فن شراء، أو الحفاظ على، أو بيع الأسهم (أو ما يُعرف أيضا بالحصص) المدرجة في سوق الأوراق المالية العامة من قبيل “بورصة ناسداك” و”بورصة نيويورك” و”شركة أمريكان إكسبريس”.
– تداول العملات الأجنبية: يُعرف هذا الصنف أيضا “بالفوركس” أو تداول العملات وهو عبارة عن فن شراء وبيع العملات على أمل تحقيق أرباح قائمة على الفرق في قيمة هذه العملات ضمن المشهد الاقتصادي العالمي.
– تداول الخيارات: يعدّ شكلا من أشكال تداول المشتقات، التي يتداول الأشخاص في إطارها العقود التي تمنحهم الحقوق (ولكن لا تلزمهم) لشراء أو بيع أصل أساسي بسعر محدد سلفا.
– تداول الخيارات الثنائية: يمثل أحد أشكال التداول التي يتوقع المتداولون من خلالها كسب عائد محدد سلفا أو لا شيء على الإطلاق (كما تُدعى أيضا خيارات كل شيء أو لا شيء). ويعتمد هذا التداول على نجاح “تكهنات” المتداولين بشأن نتيجة حدث معين في السوق.
القيام بأول تداول
أما الآن، وبعد أن أصبحت تمتلك فهما للقواعد المتعلقة بكيفية عمل السوق، ينبغي عليك اتخاذ قرار بشأن نوع الأصول أو الأوراق المالية التي ترغب في تداولها. ويتمثل القرار التالي الذي يتعين عليك اتخاذه في اختيار الوسيط المناسب أو شركة الوساطة المالية المناسبة، التي ستتمكن من خلالها من الدخول إلى الأسواق.
في هذا الصدد، سيكون للوسيط الذي تختاره تأثير مباشر على نوع الأوراق المالية التي ستكون قادرا على تداولها، بالإضافة إلى أدوات التداول التي ستكون تحت تصرفك، ومقدار المال الذي ستدفعه كرسوم، ونوع العائدات النهائية التي يمكنك توقع الحصول عليها من التداولات الخاصة بك.
في المقابل، يميل بعض الوسطاء عديمي الضمير إلى جعل سير عملية التداول مبهمة ومربكة ومعقدة كجزء من الجهود الرامية لسلب المتداولين المبتدئين المزيد من الرسوم وتكاليف المعاملات والعمولات. نتيجة لذلك، يجب عليك العثور على وسيط سيطالبك برسوم منخفضة نسبيا، وفي الوقت ذاته يستطيع أن يوفر لك مجموعة كاملة من الموارد لتسهيل تجربة التداول الخاصة بك.
تظهر لقطة الشاشة أعلاه مثالا لصفقة شراء 100 سهم من أسهم شركة تيسلا موتورز (بورصة ناسداك: تيسلا) بسعر 354.25 دولار للسهم الواحد. والجدير بالملاحظة حيال ذلك أن الصفقة عليها عمولة تقدر بدولار واحد، كما أن التكلفة الإجمالية للصفقة ستبلغ 35.456 دولارا
تطوير إستراتيجية للتداول
يتمثل العامل الرئيسي، الذي يحدث الفارق بين التداول والاستثمارات، في سعي المتداول النشط إلى رصد تحركات السوق لتحقيق الربح فيما ينتظر المستثمر عادة للاستفادة من تحركات الأسعار على المدى الطويل بالنسبة للأصول التي تحتوي عليها محفظته الاستثمارية. وفي الوقت الذي سيقوم فيه المتداول عادة بعشرات أو مئات الصفقات في غضون أسبوع، سيكتفي المستثمر بشراء أو الاحتفاظ بأحد الأصول لشهور أو حتى لسنوات.
خلافا لذلك، لا يقدر أي متداول على الاستخفاف بأهمية إستراتيجية التداول، إذ تتمثل الخطوة الأولى في عملية وضع الإستراتيجية الخاصة بك في امتلاك خطة للتداول. مما لا شك فيه، تعتبر خطة التداول أقرب منها إلى كتابة خطة عمل في إطار السعي الريادي. وفي هذا السياق، تساعدك خطة التداول على اتخاذ قرار تقليدي ومنطقي خلال فترات تحركات السوق السريعة، في حين أنه بإمكان العواطف أن تقودك إلى اتخاذ قرارات متهورة.
بناء على ذلك، يجب أن تتضمن إستراتيجية التداول الخاصة بك أيديولوجية متعلقة بالسوق، وذلك من خلال رسم هدف محدد (على غرار التخلص من الديون، أو التقاعد في وقت مبكر، أو تحصيل أول مليون دولار لك) الذي يعد بمثابة العامل المحفز الخاص بك للسعي وراء تحقيق ثروتك في السوق. كما يجب أن تشتمل إستراتيجية التداول الخاصة بك على تخصيص الأموال وتحركات التنويع. وباعتبارك مبتدئا، لا ينبغي أن تتجاوز نسبة رأس مال التداول الخاص بك 55 بالمائة على صفقة واحدة.
في الواقع، يظهر الرسم البياني لعملية التداول أعلاه أن شركة تيسلا شهدت نموا تصاعديا ثابتا من خلال زيادة الدعم. فعلى سبيل المثال، يلاقي السهم رواجا بسبب عامل محفز من قبيل إطلاق منتوج أو التغييرات الحاصلة في الإدارة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. من جانب آخر، تستطيع المعلومات التي يوفرها الرسم البياني للأسهم تشجيعك على الاحتفاظ أو شراء المزيد من أسهم شركة تيسلا في حال كنت تعتقد أن النمو التصاعدي سيستمر. وبطبيعة الحال، لن تتردد في بيع أسهمك في شركة تيسلا لتحصيل أرباحك إذا كانت لديك أسباب تجعلك تعتقد أن تيسلا بلغت ذروة نموها التصاعدي.
فضلا عن ذلك، ينبغي أن تتضمن إستراتيجية التداول الخاصة بك الحدود المتعلقة بالمخاطر على غرار مقدار المال الذي بإمكانك خسارته خلال جلسة تداول (التي لا يجب أن تتجاوز 5 بالمائة من رأس المال من الناحية المثالية). بالإضافة إلى مقدار الخسارة التي يمكنك تكبدها للحجز في كل صفقة (التي لا يجب أن تزيد عن 1 بالمائة من رأس مال التداول الخاص بك من الناحية المثالية).
في سياق متصل، يجب أن تتأكد من أن إستراتيجية التداول الخاصة بك تتضمن مزيجا من التحليلات الأساسية (مثل الأحداث العالمية من قبيل الحروب التي تؤثر على أسعار النفط) والتحليلات الفنية (مثل قواعد التداول القائمة على أسعار وحجم التحويلات). ومن هذا المنطلق، لا بد من استخدام هذه المعلومات لتحديد دخولك في الصفقات أو خروجك منها حين تتجاوزك، أو هروبك حين تعارض الصفقة الخطط التي وضعتها. كما ينبغي أن تدرج ضمن مصلحتك الفضلى ضرورة تطوير مخطط يتضمن حدود الخسارة ومعرفة متى ينبغي عليك إيقاف عملية التداول في كل صفقة تقوم بها.
استخدم التكنولوجيا للتغلب على منحنى التعلم
يمكن للتكنولوجيا أن تساعد المتداولين الجدد على تجاوز عوائق الدخول في السوق عبر إدراج النظام الآلي في العديد من الأنشطة التي قد تتطلب قدرا كبيرا من الجهد العقلي حتى يمكن إنجازها. وفيما يلي بعض المؤشرات التي يمكن فيها استخدام التكنولوجيا، لأجل أن تصبح متداولا جيدا في أقصر وقت ممكن.
راصد الأسهم
إذا كنت من متداولي الأسهم فإن إيجاد السهم المناسب قد يكون أمرا صعبا، لأنه وببساطة يوجد الكثير من الأسهم التي يجب أن تختار من بينها. لهذا السبب، يميل الكثير من المتداولين الجدد إلى إتباع “عقلية القطيع”، بمعنى أنهم يتداولون فقط بالأسهم “المشهورة” التي تتصدر عناوين الأخبار، في حين أن مئات الأسهم “الهادئة” قد توفر للمتداولين المخضرمين فوائد ثابتة. وإذا كنت تتداول الأسهم على أساس ما ينشر في الأخبار وحدها، فإنك على الأرجح تفوت على نفسك مكاسب كبيرة، خاصة وأن خبراء هذا المجال يشترون أو يبيعون تلك الأسهم قبل أن تتحدث عنهم وسائل الإعلام.
وبالتالي، يمكن لراصد الأسهم أن يساعدك في غربلة الآلاف من الأسهم في السوق، ليستخرج لك الأسهم الأوفر حظا قبل قدوم الفرصة الكبيرة. وسيساعدك على تحديد الأسهم الرابحة والخاسرة، والأسهم الصاعدة بقوة، والأسهم التي على وشك كسر ضغوط السوق أو الانهيار. ويعتبر ماركيتواتش وغوغل وفينفيز وزاكس من بين البرامج المجانية المتوفرة لرصد الأسهم، مع العلم أن الوسيط الذي تعتمد عليه قد يكون هو أيضا يستخدم إحدى هذه البرامج. ما تشاهده في الصورة أدناه لقطة من شاشة الأسهم لبرنامج فينفيز.
كما هو مبين في هذه الصورة، تظهر هذه الشاشة تداول أسهم التكنولوجيا بسعر سهم لا يقل عن 30 دولارا للسهم الواحد، مع قيمة سوقية لا تقل عن 10 مليار دولار، وهو ما يمثل متوسط حجم تداول أكثر من 500 ألف صفقة في بورصة ناسداك. فضلا عن ذلك، يجب أن توفر الأسهم حرية الاختيار (بين الشراء والبيع) ويجب أن توفر تصنيف المحللين بين “الشراء أو الاحتفاظ”.
بوتات التداول
يمكنك أيضا إدخال النظام الآلي للصفقات الخاصة بك على الإنترنت باستخدام بوتات التداول. إن البوتات هي ببساطة برامج حاسوبية تحتوي على تعليمات مفيدة تساعد على القيام بالتداول نيابة عنك، مستندة على مجموعة محددة سلفا من مؤشرات السوق والثوابت.
في الحقيقة، يمكن استخدام أنظمة التداول الآلي لتداول الأسهم والخيارات والعقود الآجلة ومنتجات الصرف الأجنبي استنادا على مجموعة محددة سلفا من القواعد، التي تخبرنا عن الوقت المناسب لإدراج طلب بيع أو شراء سهم، أو الانسحاب من وضع محدد، أو عن مقدار المال اللازم للاستثمار في كل منتج تجاري.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبوتات التداول زيادة احتمالات نجاح المتداولين الجدد لأنها تسد الفجوة بين قلة الخبرة وما يقع في السوق، من أجل اتخاذ قرارات تداول أسهم سليمة. كما يمكن لهذه النظم الآلية أن تقلل أيضا من مشاركتك المباشرة في الأسواق، حيث يكون لديك من يمثلك في السوق ويراقب محفظتك الاستثمارية في غيابك. فعندما تكون في العمل أو في السفر أو نائما، سيقوم البوت الخاص بك بالبحث عن فرص جديدة لتحقيق مكاسب جديدة في السوق.
وفقا لهذه المعطيات، يبدو جليا أن بوتات التداول تقدم فائدة عظيمة بشكل خاص للمتداولين المبتدئين، لما تحتويه من منطق في التعامل واتخاذ قرارات التداول استنادا إلى الوقائع، في حين قد تسيطر المشاعر على قرارات المتداولين عديمي الخبرة. كذلك، من المهم أن نفهم أن إنشاء بوتات التداول لم ينشأ لمساعدتك على حجز الأرباح فقط، بل يمكن أن يكون أبرز حليف لك في السوق من أجل تقليل خسائرك.
خوارزميات التداول
يميل العديد من المتداولين للخلط بين بوتات وخوارزمية التداول، بيد أنها شديدة الاختلاف. فخوارزميات التداول هي ببساطة أداة مصممة لمساعدة المتداولين على تنفيذ طلبات البيع والشراء تلقائيا بناء على تعليمات التداول المبرمجة مسبقا مثل السعر والحجم والتوقيت. ويمكنك أيضا استخدام خوارزميات التداول لإلغاء الطلبات الكبيرة التي تعجز منصة التداول الخاصة بك على تنفيذها في صفقة واحدة.
مما لا شك فيه، تتمثل المهمة الأساسية لخوارزميات التداول في مساعدتك على التحكم في التكاليف والتقليل من المخاطر. كما أن استخدام هذه الخوارزميات في الطلبات الكبيرة يمكن أن يساعد المؤسسات الاستثمارية أو الأفراد أصحاب الثروات على تجنب مخاطر الأسواق.
التداول الاجتماعي
يعتبر هذا التداول الخيار الثالث الذي يجب على المبتدئين اعتماده في حال كانوا يريدون التقليل منحنى تعلم التداول. فالتداول الاجتماعي ببساطة هو نوع من التداول الذي يعتمد فيه المتداولون على المحتوى المالي الذي ينشئه المستخدمون، والمجمّع من مختلف الشبكات، من أجل اتخاذ قرارات التداول المناسبة. كما يوفر لك التداول الاجتماعي منصة تسهل عليك الدخول في مجتمع من المتداولين الناجحين، حتى تمكنك من اكتساب الحكمة العامة لاتخاذ قرارات التداول.
كما يمكنك الاستفادة من التداول الاجتماعي للمشاركة في مختلف أنواع الضمانات، مثل الأوراق المالية والأسهم والعملات الأجنبية والسلع والعملات المعماة. كما يرتبط التداول الاجتماعي ارتباطا وثيقا “بنسخ التداول” التي تسمح لك بالاطلاع على صفقات المتداولين الآخرين لاتخاذ قرارات التداول الخاصة بك.
3 أخطاء شائعة يجب على المبتدئين تجنبها
– عدم استخدام خطة للتداول
يحرص العديد من المتداولون الجدد على دخول السوق للعقد الصفقات وكسب المال السريع. ومع ذلك فإن دخول السوق دون خطة تداول مدروسة بشكل جيد سيؤدي غالبا إلى خسائر فادحة. بدون خطة تداول، ستكون تصرفاتك في السوق مجرد ردود أفعال عن الوقائع بدلا من التصرف بمنطقية.
– التقليل من أهمية مجلة التداول
مجلة التداول هي أداة مفيدة للتداول يمكن أن تساعدك على سرعة تعقب تعلمك للأسواق. قد يساعدك تسجيل كل الصفقات، وأطروحات الاستثمار المعدة للصفقات والملاحظات حول تغير الصفقات في تحسين فطنتك في التداول. كما تسهل مجلة التداول القيام بتحاليل ما بعد التداول من أجل حسن دراسة البيانات والاستعداد للتجارة المقبلة.
– تغيير إستراتيجية التداول بعد كل صفقة
ينتاب بعض المتداولين شعور بقلة التجربة عندما يبدؤون التداول. ومع ذلك، يميل معظم المتداولين الجدد إلى خسارة المال بسبب استعدادهم لارتكاب أخطاء تداولية. ولكن، ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار أن تغيير إستراتيجية التداول الخاصة بك بعد كل خسارة سيضر بمستوى منحنى التعلم لديك لأنك لن تتقن فعلا أي من إستراتيجيات التداول.
أما الآن، بعد أن حصلت على معلومات كافية يمكن تطبيقها لتخوض رحلة التداول الخاصة بك، حان الوقت لتسير وفق المسار الصحيح. لذلك، قد يساعدك إتورو على تحسين احتمالات نجاحك التداولي من خلال توفيره لمنصة يمكنك من خلالها نسخ الصفقات من المتداولين الناجحين وذوي الخبرة تلقائيا.
المصدر: ذا نيكست ويب