العالم يرفض التدخل الروسي في أوكرانيا

بينما تستمر روسيا في بسط سيطرتها بخطوات ثابتة على شبه جزيرة القرم ومنها على القسم الجنوبي الغربي لأوكرانيا، تتوالى التصريحات والخطوات الدولية بشأن خطورة ما تقدم عليه روسيا، وكان أهم هذه التصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي قال أن بلاده تدرس كافة الخيارات تجاه روسيا، بما فيها تجميد أموال وحظر منح تأشيرات وعزل تجاري واستثماري.
وأضاف كيري في تصريح لشبكة NBC التلفزيونية: “الثمن سيكون غاليا … روسيا معزولة. وهذا ليس موقف قوة.. روسيا اختارت هذا العمل العدائي السافر وأرسلت قواتها إلى أوكرانيا بناء على مجموعة من الحجج المبالغ فيها”، مؤكدا أن واشنطن تدرس بجدية عدم المشاركة في قمة مجموعة الثمان التي ستقام في مدينة سوتشي الروسية.
وفي نفس الإطار أدانت مجموعة الدول السبع الصناعية “التدخل العسكري الروسي”، معلنة تعليقها لاستعدادتها للمشاركة في قمة مجموعة الثماني في يونيو/ حزيران المقبل. وقال بيان صدر عن البيت الأبيض، باسم المجموعة: “اجتمع زعماء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية ومجلس أوروبا والمفوضية الأوروبية، على إدانة انتهاك روسيا الاتحادية، لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.
وأما وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، فقد أشار في حوار تلفزي بث على قناة TRT أنَّ الفيتو الروسي المتعلق بسوريا أعطى روسيا ثقة زائدة بالنفس، قائلاً: “لا أحد ينكر المصالح الاستراتيجية الروسية الموجودة في أوكرانيا وسوريا، ولكن الأمر الذي لا يمكن قبوله أن يتم ربط التوازنات الداخلية لدولة ما بالمصالح الاستراتيجية لدولة أخرى”.
وأشار داود أوغلو، أن تركيا ستتخذ كافة التدابير اللازمة من أجل تجنيب تتار القرم الوقوع في أي صدام إثني في شبه الجزيرة، مع المحافظة على الخصوصية العرقية والدينية للأتراك والروس والأوكرانيين، مضيفا أنَّ “إحلال السلم في شبه جزيرة القرم قد يحولها إلى سنغافورة جديدة في منطقة أوراسيا”.
وكان مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى، قالوا لوكالة الأناضول أن “القوات المسلحة الروسية تسيطر على كافة أنحاء جمهورية القرم، ذات الحكم الذاتي التابعة لأوكرانيا”. وأضاف المسؤولون أن “روسيا تنشر أكثر من 6 آلاف جندي من القوات البحرية والجوية، في جمهورية القرم، وتتواجد العديد من المعدات العسكرية الروسية في الأماكن المهمة فيها”.
وعقب اجتماع مجلس شمال الأطلسي، هيئة صنع القرار بحلف الناتو، دعا الناتو موسكو لسحب قواتها من أوكرانيا، وأدان البيان الذي ألقاه الأمين العام للحلف، أندريه فورغ راسموسن، روسيا لتسببها في ارتفاع حدة التوتر في جمهورية القرم، معربا عن انزعاجه الشديد من سماح البرلمان الروسي للقوات المسلحة للبلاد باستخدام السلاح في القرم.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريه فورغ راسموسن
وأضاف راسموسن في البيان الذي وقعت عليه جميع الدول الأعضاء بالحلف ونشرته وكالة الأناضول، أن “ما قامت به روسيا يعتبر انتهاكا للقوانين الدولية، ويتعارض مع المبادئ المشتركة التي أقرها مجلس روسيا-الناتو للسلام”، مضيفا: “يجب على موسكو أن تتحمل مسؤولياتها تجاه القوانين الدولية المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة، وأن تحترم مبادئ منظمة التعاون والأمن الأوروبية من أجل إحلال السلام في أوروبا”.