تترقب الأوساط الأردنية، نتائج المؤتمر الذي دعا إليه ما يسمى “المركز الدولي اليهودي الإسلامي للحوار”، تحت عنوان “مؤتمر الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين”، بمركز “تراث مناحيم بيغن” المزمع عقده منتصف الشهر المقبل في القدس.
المثير في الموضوع، إعلان المؤتمر عن أن “عددا من الأردنيين المعارضين سيشاركون في المؤتمر، منهم الدكتور مضر زهران الذي زعم المؤتمر أنه أمين سر المعارضة، وسامر لبدة الذي وصفه المؤتمر بأنه أكاديمي بريطاني من أصل أردني، وعبد المعالي بني حسن وعبدالإله المعلا الذي ادعى المؤتمر بأنهما من قيادات المعارضة الأردنية”.
شخصيات مجهولة أردنيًا
الغريب لدى المراقب للشأن الأردني، أن هذه الأسماء التي ستشارك في المؤتمر وقيل إنها محسوبة على المعارضة الأردنية، شخصيات غير معروفة ومجهولة لدى غالبية الشعب الأردني، عدا أنه لا يوجد بينها أي شخصية وازنة أو ذات ثقل شعبي أو سياسي أو صاحبة إنجاز وطني.
في حين يهدف المؤتمر الذي ينظمه اليمين المتطرف الإسرائيلي، إلى “الإعلان عن حكومة الظل الأردنية برئاسة المعارض الدكتور مضر زهران، وأن إعلان هذه الحكومة يأتي تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية في الأردن”.
برنامج المؤتمر المزمع عقده في 17 تشرين أول / أكتوبر المقبل
ويشارك في المؤتمر شخصيات إسرائيلية، بينها عضو الكنيست اليميني المتطرف يهودا غليك، الذي يدعو إلى بناء الهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى وقبة الصخرة، كما يشارك فيه الدكتور مايكل روس أحد قادة المنظمات الأميركية اليهودية، وعضو الكنيست المتطرف السابق أرييه إلداد، والمستشرق اليميني المتطرف مردخاي كيدار، والمستشرق العنصري رفائيل يسرائيلي وغيرهم.
عطية: المؤتمر يشكل خرقا واضحا لاتفاقية وادي عربة وأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، لا سيما أحكام المادة 2 من اتفاقية وادي عربة
ويبدو أن عقد هذا المؤتمر محاولة من اليمين الإسرائيلي، خدمة لأجندات خارجية وإثارة قضايا سياسية حساسة تتعلق بالاستقرار الداخلي، بهدف إرباك الساحة الداخلية وممارسة الضغوط على الدولة في جميع الملفات المتعلقة بالموضوع الفلسطيني.
الإعلان عن عقد المؤتمر ومشاركة أردنيين فيه، أثار النائب الأردني خليل عطية الذي قام بتوجيه سؤال للحكومة الأردنية عبر مذكرة خطية عن المؤتمر، معتبرا عقد المؤتمر أمر “غاية في الخطورة يهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية في الأردن”.
وقال عطية لـ”أردن الإخبارية”: “تساءلت عبر المذكرة عن صمت الحكومة وموقفها من المؤتمر، وعن إجراءاتها في سبيل إفشاله، وعن كيفية تصرفها مع المشاركين الأردنيين”.
يرى خبراء أن عقد هذا المؤتمر بأهدافه المعلنة والشخصيات المشاركة فيه خاصة الأردنية، يعني طرح الأوساط اليمنية الإسرائيلية من جديد خيار الأردن كوطن بديل للفلسطينيين
واعتبر عطية أن “المؤتمر يشكل خرقا واضحا لاتفاقية وادي عربة وأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، لا سيما أحكام المادة 2 من اتفاقية وادي عربة التي تنص على اعتراف واحترام الطرفين لسيادة كل منهما وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي”.
ماذا سيكون موقف الدولة الأردنية؟
في السياق، يرى خبراء أن عقد هذا المؤتمر بأهدافه المعلنة والشخصيات المشاركة فيه خاصة الأردنية، يعني طرح الأوساط اليمنية الإسرائيلية من جديد خيار الأردن كوطن بديل للفلسطينيين. ويعتبر الخبراء أن مشاركة شخصيات أردنية هو غطاء للترويج للوطن البديل، متسائلين عن دلالات توقيت الإعلان عن هذا المؤتمر وعن موقف الأردن منه.
في هذا الصدد، رأى المحلل السياسي الدكتور عامر سبايلة أن “الغرابة والمؤسف مشاركة شخصيات أردنية في المؤتمر الإسرائيلي، أما من حيث عقد المؤتمر فليس غريبا على اليمين الإسرائيلي في ظل تنكره للحقوق الفلسطينية”.
السبايلة: الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يرفض تماماً التفريط بالتراب الفلسطيني على حساب الأمن الوطني الأردني
وقال السبايلة لـ”أردن الإخبارية” إن “فكرة المؤتمر ليست بجديدة، لأن كثير من الأحزاب الصهيونية يطرح الأردن كوطن بديل، ويعتقدون أن الضفة الغربية جزءا مما يسمى أرض إسرائيل التوراتية”. وشدد على أن “الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يرفض تماماً التفريط بالتراب الفلسطيني على حساب الأمن الوطني الأردني، أو استبدال الهوية الفلسطينية بالهوية الأردنية”.
وبخصوص ردود الفعل والإجراءات الأردنية تجاه المؤتمر، طالب السبايلة “بموقف حكومي قوي بعيدا عن الاكتفاء بالشجب والاستنكار، خاصة أن عقد المؤتمر يأتي بعد أحداث السفارة الإسرائيلية في عمان وما تبعها من أزمة في العلاقات بين الطرفين، ففيما يبدو أنه نوع من الضغط الإسرائيلي على الأردن”.
أصدر المحامي بريزات بيانا نفى فيه أن تكون له أي علاقة مع مضر زهران
وكان الدكتور مضر زهران وجه دعوة إلى المحامي الأردني علي بريزات، كممثل عن المؤتمر التحضيري للمؤتمر الوطني العام الذي عقد في معان الجمعة الماضية، للمشاركة في المؤتمر الإسرائيلي.
وخصّ زهران الذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، بالتهنئة من وصفه بالصديق علي بريزات، وهو ما دعا ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل عن العلاقة بين الاثنين. من ناحيته، أصدر المحامي بريزات بيانا نفى فيه أن تكون له أي علاقة مع مضر زهران.
ما هي اطروحات المؤتمر؟
إلى ذلك، يعتبر المؤتمر أن فكرة الأردن هي خيار فلسطين، تستند إلى “اتفاقية فيصل – وايزمان” 1918، التي تتضمن نصاً يعتبر الدولة الفلسطينية هي كل الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، بينما كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن هي إسرائيل”.
ومن أبرز المتحدثين وعناوين أبحاثهم، سيكون الأردني مضر زهران الذي سيتحدث تحت عنوان “ما هو حل خيار الأردن، وكيف يمكن تحقيق الخيار الأردني دون التسبب بكارثة”. ويتحدث عضو الكنيست يهودا غليك تحت عنوان “الأردن هي فلسطين.. الحل الوحيد”، ويتناول المؤرخ الصهيوني موردخاي نيسان ملفا تحت عنوان “الأردن هي فلسطين.. حل خارج الصندوق أم الحل الوحيد”.
بينما سيلقي الكاتب الصهيوني المقيم في أمريكا مارتن شيرمان كلمته تحت عنوان “هل تحتاج إسرائيل لأن تكون يهودية حتى تبقى؟ إسرائيل كدولة قومية لليهود..ضرورات أساسية للبقاء”.
ويتحدث الباحث الإسرائيلي، والمحاضر في جامعة بار إيلان، إيدي كوهين، تحت عنوان “ملك الأردن عدو لإسرائيل، نظام الأردن مصدر المشكلة”، بينما ستناقش الكاتبة راشيل أفراهام العنوان “ماذا يُبقي حدود إسرائيل مع الأردن آمنة؟ من يتحكم في جيش ومخابرات الأردن؟”. في حين سيتحدث الأردني سامر لبدة حول عنوان “هل ستدعم دول الخليج التغيير في الأردن؟ رؤية للأردن كصانعة سلام إقليمي”.
المصدر: أردن الإخبارية