يبدأ غداً الثلاثاء الأمير السعودي الوليد بن طلال زيارة إلى رام الله وسط الضفة الغربية، حيث يصل الأردن ثم يطير بمروحية أردنية إلى هناك، يلتقي خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، كما سيعقد اجتماعا مع مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين لمناقشة حزمة من المشاريع الاستثمارية المستقبلية.
الزيارة التي لن تتجاوز 4 ساعات حسب مسؤول فلسطيني سيحضرها مستشار رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ليعرض الوضع الاقتصادي والاستثماري في الأراضي الفلسطينية، أملاً في أن يعلن الأمير عن عن مشروعات جديدة تغير مجرى الاقتصاد الفلسطيني.
ويعدّ الوليد بن طلال من أهم المستثمرين للعديد من المشاريع في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل حيث يمتلك حصصاً في صناديق استثمارية مثل شركة فلسطين للتنمية والاستثمار باديكو، كما يساهم في الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار القابضة المحدودة آيبك، إضافة إلى استثمارات في شركة القدس للإعمار والتنمية، وفندق موفنبيك رام الله.
وتعد هذه الزيارة الأولى للوليد بن طلال إلى رام الله، بعد أن قام عام 1998 بزيارة قطاع غزة حيث التقى خلالها بالرئيس الراحل ياسر عرفات وقدم حينها طائرة بوينغ 727 كهدية للخطوط الجوية الفلسطينية.
من جهة أخرى، يقول مراقبون بأن إسرائيل عملت خلال السنوات الماضية إلى فتح أبواب الاستثمار للعديد من الدول والمستثمرين في الضفة الغربية تحديداً، عملاً منها على انعاش الضفة الغربية اقتصادياً وتهدئة الأوضاع الأمنية، في خطة استراتيجية طويلة الأمد للتعامل مع وضع الاحتلال .. الأمر المخالف تماماً في تعامل إسرائيل مع قطاع غزة الذي ما زالت تمطره الصواريخ الاسرائيلية بين الفينة والأخرى وتحاربه في الكهرباء والغاز وحتى الصيد، فضلاً عن حربي عامي 2008 و 2012.
وتسعى إسرائيل من خلال إنعاش الوضع الاقتصادي في الضفة عن طريق الاستثمارات إلى رفع شعور المواطن الفلسطيني بالأمان على حياته اليومية وعلى الوضع الاقتصادي والمعيشي في الضفة طالما دام الاستقرار بين الفلسطينين والاسرائيلين، عملاً منها إلى توجيه اهتمام المواطن في هذا الاتجاه، الأمر الذي يعود لصالح إسرائيل أمنياً واقتصادياً، مما يعني شعور المواطن بالاستقرار الأمني لهذا الوضع وأن أي تصعيد للمواجهة – الفلسطينية الإسرائيلية -سيؤدي إلى تهديد الوضع الاقتصادي الذي يعيش.
ولم تكن استثمارات الوليد بن طلال هي وحدها، بل إن إسرائيل سمحت بالعديد من المستثمرين – ومنهم إسرائيليون- من دخول الضفة وتنفيذ العديد من المشاريع الضخمة التي تقوم عليها دول من الإتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر وغيرها.
وتبقى إسرائيل، هي المستفيد الأول من هذه المشاريع برفع الوضع الاقتصادي كذلك داخل إسرائيل ومزيد من النفوذ الأمني، حيث يدخل الجيش الإسرائيلي اليوم إلى أي نقطة في الضفة للمداهمة والاعتقال والقتل أحيانا – مثل الشاب الفلسطيني معتز وحشة الذي قتله الجيش الإسرائيلي في منزله بالضفة الغربية بعد أن حاصره وأطلق النار عليه في 27 من الشهر الماضي، بعد أن رفض وحشة تسليم نفسه- ، وكذلك من العائدات عليها من التجارة والسياحة التي يمارسها سكان الضفة الغربية داخل إسرائيل بالتصاريح المعطاة إليهم.