بعد عضوية “الإنتربول”.. أمريكا و”إسرائيل” تعدان خطة لمعاقبة السلطة الفلسطينية

fe966a4f5403bece9ee7c1abd010548a

بعد أيام قليلة من الانتصار الدبلوماسي الكبير الذي حققته دولة فلسطين بقبولها كعضو في الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” بأغلبية ساحقة من الدول الأعضاء، بدأت “إسرائيل” تنصب الفخاخ وتضع الخطط لمواجهة النجاح الفلسطيني، ومحاولة التصدي له بكل الطرق المتوفرة. 

“لن تمر من دون رد”، كان هذا أول تصريح صدر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتنياهو، ردًا على انضمام فلسطين للشرطة الدولية، رغم كل الضغوطات التي مارستها “إسرائيل” وحليفتها أمريكا لإحباط هذا القرار خلف الكواليس، فسرعان ما ترجمت تصريحات نتنياهو بتهديد مباشر وإعلان حرب باردة جديدة على الفلسطينيين. 

الخطة الجديدة التي تم وضعها الآن من قبل حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية وبالتعاون مع الكونغرس، لمواجهة خطوة انضمام فلسطين لـ”الإنتربول”، بالضغط عبر كل الاتجاهات لتعطيل خطوات محاكمة “إسرائيل” في المحاكم الدولية، من بينهم “الإنتربول”، والتحرك باتجاه إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. 

تفاصيل المخطط الجديد 

قناة “كان” العبرية قالت: “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بادر إلى خطة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وأعضاء في الكونغرس للضغط على الفلسطينيين ووقف خطواتهم أحادية الجانب في الساحة الدولية”. 

وأفادت القناة العبرية بأن تل أبيب تعمل بالتعاون مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي على صياغة خطة لوقف نشاط الفلسطينيين في المحكمة الدولية، كما سيعملون على إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. ولفتت النظر إلى أن العمل على إعداد الخطة يأتي في أعقاب الموافقة على قبول السلطة الفلسطينية بصفوف منظمة الشرطة الدولية الجنائية “الإنتربول”. 

وصف نتنياهو انضمام الفلسطينيين للإنتربول بـ”خطوة تنتهك الاتفاقيات التي وقعت عليها “إسرائيل”

وأشارت إلى أن خطة إغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن استعرضت خلال اجتماع نتنياهو الأخير مع سفير الولايات المتحدة في تل أبيب ديفيد فريدمان والمبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات والسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة رون درمر، ونقلت عن نتنياهو تصريحه: “الحرب الدبلوماسية التي يخوضها الفلسطينيون لن تمر من دون رد”. 

ووصف نتنياهو انضمام الفلسطينيين للإنتربول بـ”خطوة تنتهك الاتفاقيات التي وقعت عليها “إسرائيل”، مدعيًا أن “الإجراءات التي تتخذها القيادة الفلسطينية تقوض بشكل خطير فرص السلام”. لكن مصدراً في مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صرّح بأن “الانضمام للإنتربول لا يهدف لإصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين”.

وأوضح أن “هدف العملية يتلخص في الاعتراف وتعزيز مكانة مؤسسات السلطة الفلسطينية على الساحة الدولية، والأشخاص الذين من المرجح أن يكونوا قيد الاعتقال هم منافسو عباس السياسيين داخل السلطة وعلى رأسهم محمد دحلان”. 

ونوه المسؤول الفلسطيني الكبير إلى أن واشنطن “منزعجة من إمكانية انضمام الفلسطينيين للمنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة”، مضيفًا : “في واشنطن أوضحوا للفلسطينيين أن قبولهم بالمنظمة سيجبر الولايات المتحدة على الخروج منها بحسب قرار الكونغرس، وهي خطوة يمكن أن تسبب أضرارًا اقتصادية وتجارية”. 

وقبلت منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، في الـ27 من سبتمبر 2017، فلسطين عضوًا بها بتصويت 75 دولة مع القرار، مقابل 24 ضد طلب العضوية الفلسطيني، وامتنعت 34 دولة عن التصويت، وذلك خلال اجتماع الجمعية العامة للمنظمة في بكين. ويعد “الإنتربول” أكبر منظمة شرطة دولية أنشئت في 1923، مكونة من عناصر تابعة لـ190 دولة، وتتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرًا لها. 

علاقات ثنائية 

سفير منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الدكتور حسام زملط قال إن “مسألة إغلاق مكتب بعثة المنظمة في العاصمة الأمريكية شأن فلسطيني أمريكي لا علاقة لـ”إسرائيل” أو نتنياهو به”. 

وأضاف السفير بشأن ما بثته قناة “كان” الإسرائيلية، عن مساعي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إغلاق السفارة الفلسطينية من خلال أحاديثه مع الإدارة الأمريكية والمبعوث الأمريكي جيسون غرينبلا وسفير واشنطن في تل أبيب ديفيد فريدمان وسفير تل أبيب في واشنطن رون ديرمر وأعضاء في الكونغرس الأمريكي: “هذه المسألة شأن بيننا وبين الولايات المتحدة وتقع في صلب العلاقات الفلسطينية الأمريكية الثنائية، ولا تخضع للرغبات الإسرائيلية”. 

وقال زملط إنه ليس على علم بأن الإدارة الأمريكية تبحث موضوع إغلاق البعثة بأي شكل من الأشكال، مضيفًا: “خاصة أننا جميعًا نسعى من أجل تحقيق صفقة السلام التاريخية بين فلسطين و”إسرائيل” التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أشار لها الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي”. 

وأكد أن البعثة الفلسطينية في واشنطن تعمل من أجل تعميق العلاقات الفلسطينية الأمريكية وتعزيز فرص تحقيق السلام والصفقة التاريخية و”لذلك فإن عمل مكتب البعثة يزداد نشاطًا وفعالية باستمرار وأضفنا 7 أشخاص آخرين لكادر البعثة في الأسبوعين الأخيرين”. 

كانت لجنة العلاقات الخارجية في واشنطن قد مررت، قبل أسابيع، مشروع قانون تتوقف بموجبه مساعدات سنوية قيمتها 300 مليون دولار تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية

وأضاف زملط: “مهمتنا تحقيق السلام الذي يقوم على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن ننضبط في أفعالنا وأقوالنا مع استراتيجيتنا من أجل استثمار هذه اللحظة التاريخية لتحقيق السلام، عكس ما تفعله “إسرائيل” ورئيس وزرائها”. 

يشار إلى أن السفير زملط قال في خطاب الأحد الماضي أمام اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز: “لقد أكدنا للرئيس الأمريكي أن الفلسطينيين مستعدون وجاهزون لخوض مفاوضات جادة للسلام من أجل تحقيق حل الدولتين ولكنهم لن يقبلوا بدولة منقوصة بأي شكل من الأشكال، ولن يقبلوا بدولة مؤقتة أو مرحلية، ولن يقبلوا بدولة في غزة فقط وما ذلك إلا من ضرب من الخيال، مثل دولة دون غزة، مع التأكيد أن القدس الشرقية المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية”. 

وكانت لجنة العلاقات الخارجية في واشنطن قد مررت، قبل أسابيع، مشروع قانون تتوقف بموجبه مساعدات سنوية قيمتها 300 مليون دولار تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية، “إلا إذا أوقفت صرف ما وصفها مشروع القانون بأنها مبالغ مالية تكافئ منفذي أعمال عنف ضد مواطنين إسرائيليين وأمريكيين”.