مصر تحظر حماس، والحركة: قرار يخدم العدو

%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%8A

“قررت المحكمة حظر أنشطة منظمة حماس مؤقتًا داخل مصر وما ينبثق منها من جمعيات أو جماعات أو منظمات أو مؤسسات تتفرع منها أو منشأة بأموالها أو تتلقى دعما منها ماليًا أو نوع من أنواع الدعم وذلك لحين الفصل في الدعوى الجنائية المنظورة أمام جنايات القاهرة باتهامها بالتخابر واقتحام السجون”.

هكذا جاء منطوق حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، التي قضت اليوم الثلاثاء، في دعوى تطالب باعتبار “حماس” منظمة إرهابية بحظر أنشطة الحركة في مصر، وغلق جميع مقارها إن وجدت.

وذكر المحامي المصري سمير صبري في دعواه، أن حركة حماس نشأت كحركة مقاومة إسلامية في فلسطين، غير أنها تحولت لمنظمة إرهابية ، مشيرًا الي ارتباطها بعلاقات مع الإخوان المسلمين.

الحكم جاء بعد شهور من التحريض المتواصل من جهات عديدة في مؤسسات الدولة المصرية، مثل الحكومة بوزاراتها المختلفة والعديد من الإعلاميين المقربين من الجيش في مصر وغيرهم. 

https://www.youtube.com/watch?v=1195Guw0Axw

وتقول النيابة المصرية أن حماس شاركت في اقتحام السجون إبان الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك.

وتضمنت قائمة المتهمين في قضية اقتحام السجون 71 فلسطينيًا من بينهم حسام الصانع، عضو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذي استشهد في 2008، كما ضمت القائمة الأسير حسن سلامة، المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 1996، والمتهم بقتل 48 جنديا إسرائيليا، والمحكوم بـ48 مؤبدا في واحد من أطول الأحكام القضائية في التاريخ.

عميد كلية الحقوق في جامعة القاهرة قال في مداخلة له على فضائية مصرية خاصة عقب الإعلان عن حكم الحظر أن “محكمة الأمور المستعجلة فرع من فروع القضاء المدني وليست متخصصة في إصدار حكم في هذا الشأن لعدم وجود أثر مترتب عليه.”

حماس لا تمتلك أي مكاتب في مصر بحسب أحد مسؤوليها في لبنان سوى سكن لنائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق.


ومن جانبه استنكر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عزت الرشق، قرار محكمة مصرية في القاهرة، حظر نشاط حركته والتحفظ على مقراتها، واعتبره قرارا سياسيا يستهدف الشعب الفلسطيني ومقاومته. 

وكانت حماس قد حذرت قبل صدور القرار، بأن إقدام القضاء المصري على قبول مناقشة دعوى قضائية باعتبار حماس منظمة “إرهابية” والنظر فيها؛ يقدّم خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني الذي يتربّص بفلسطين وشعبها وأمتنا العربية والإسلامية.

التفاعل مع الخبر كان قويا في مصر والعالم العربي، إذ علق مئات المتابعين على الشبكات الاجتماعية على الخبر بين مستنكر ومؤيد.









وكان المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي ميلمان، أحد أبرز معلقي الشؤون الاستخبارية بإسرائيل، قد قال في  تقرير نشره بموقع “ذى بوست” الإسرائيلي في سبتمبر الماضي، إنه على الرغم من أن هذا السيناريو يبدو الآن غير واقعي، فإنه من غير المستبعد أن يتطور التوتر بين الجيش المصري وحماس إلى حد قيام الجيش المصري بشن حملة عسكرية كبيرة في قطاع غزة لإسقاط حكم الحركة.

أما صحيفة هآرتس فقد نشرت مقالا لمحللها العسكري عاموس هارئيل يحذر من استمرار الضغط على حماس والذي بات يطال كافة اوجه الحياة في قطاع غزة، مؤكدا أنه سوف يؤدي الى انفجار لن تكون اسرائيل في معزل عن اثاره.
وقال هارئيل أن أحد خيارات حماس الرئيسية هو العودة الى النمط الدائم أي التصعيد امام اسرائيل وفي كل الأحوال، يقول هارئيل، فان دفع حماس الى الحائط سيؤدي الى انفجار سوف يصيب اسرائيل ايضا.

وفي تقرير آخر نشره موقع صحيفة “معاريف” أكد المحلل أرييه كهانا أن التعاون الأمني بين إسرائيل والجيش المصري “لم يكن من العمق والاتساع في يوم ما كما هو في هذه الأيام”.