بدأت اليوم الجلسة الأولى من محاكمة سليمان أبو غيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في محكمة أميركية محلية بمدينة نيويورك، لتكون محاكمته هي الأولى التي يمثل فيها مسؤول كبير بتنظيم القاعدة أمام محكمة أمريكية على الأراضي الأميركية.
وحضر المحاكمة عدد كبير من الصحفيين، فيما اتخذت الشرطة الأميركية إجراءات أمنية مشددة في محيط المكان وبداخله، ولم تسمح بادخال أيٍّ من الأجهزة الإلكترونية إلى داخل المبنى، كما خضع الحضور إلى التفتيش مرتين؛ الأولى عند مدخل البناية والثانية خضعوا خلالها إلى تفتيش دقيق قبيل دخول قاعة المحكمة.
وحسب وكالة الأناضول، تم احضار أبو غيث إلى مبنى المحكمة من خلال نفق يصل إلى المبنى. وتواصلت لجنة الدفاع مع أبو غيث الذي بدى في حالة صحية جيدة أثناء تقديم المرافعة عبر مترجم، مع العلم أن هيئة الدفاع تتكون من 4 محامين بينهم سيدتان، برئاسة المحامي “ستانلي كوهين”.
وخلال جلسة اختيار هيئة المحلفين قام رئيس المحكمة “لويس كابلان” باستدعاء المرشحين لهيئة المحلفين كل على حدة إلى قاعات جانبية، وقام بتوجيه أسئلة لهم بخصوص معلومات شخصية من شأنها التأثير على الدعوى، كما تم اطلاق مسميات رقمية على أعضاء هيئة المحلفين، بغية عدم الكشف عن هوياتهم، فيما رفض بعضهم المهمة، بينما أعلن البعض الآخر أنهم لن يلتزموا الحيادية.
وتحمل محاكمة أبي غيث أهمية خاصة، كونها المرة الأولى التي يمثل فيها مسؤول كبير بتنظيم القاعدة أمام محكمة على الأراضي الأميركية، ويعتبر أبو غيث (48 عاماً) أكثر مستشاري بن لادن ثقةً، ويواجه تهمة كونه أحد مدبري هجمات 11 سبتمبر، فيما يرفض أبو غيث الاتهامات الموجهة له.
وتقدم المحامي “كوهين” إلى المحكمة بطلب شهادة “خالد الشيخ” عبر التلفزة من خلال الأقمار الصناعية، حيث يعتبر الشيخ المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر، والذي سبق أن اعترف بمسؤوليته عن الهجمات، وهو معتقل حالياً في سجن غوانتانامو.
ومن المتوقع أن يشهد ضد أبي غيث عضوي تنظيم القاعدة السابقين “ساجد بداد” و”سهم علوان”.
وكان أبو غيث يعمل مدرسا للفقه والشريعة وخطيباً في مساجد الكويت، وبرزت شعبيته إبّان الغزو العراقي للكويت عام 1990 عندما اعتلى منابر المساجد في الكويت وقام بإلقاء الخطب المناهضة للرئيس العراقي صدام حسين.
وفي عام 1994، سافر بوغيث إلى البوسنة لمحاربة الصرب، وأمضى هناك شهرين في البوسنة قبل أن يعود إلى الكويت مرة أخرى. واتخذت وزارة الأوقاف قراراً بفصله لتغيّبه عن العمل نتيجة أسفاره الكثيرة إلى البلدان التي يُضطهد بها المسلمين كالبوسنة وأفغانستان في فترة الاحتلال السوفييتي، ليستقر لاحقا في أفغانستان ويصبح المتحدث الرسمي باسمها.
وفي أحد تصريحات بوغيث المتلفزة، حث بوغيث المسلمين الأمريكيين على عدم ركوب الطائرات وعدم اتخاذ المباني العالية سكناً في إشارة لورود مثل هذه الإماكن كأهداف لمنظمة القاعدة.
وفي يوليو 2003، صرّح أحد الوزراء الكويتيين أن الحكومة الإيرانية قد عرضت على الكويت تسليم بوغيث إلا أن الحكومة الكويتية رفضت هذا العرض بحجة أن سليمان بوغيث لايتمتع بحق المواطنة الكويتية بعد أن سحبت الكويت حق بوغيث بالمواطنة بعد تصريحات هدد فيها بمزيد من الهجمات المماثلة لهجمات 11 سبتمبر.
وتعمد السلطات الأمريكية إلى سجن قيادات تنظيم القاعدة في سجن غوانتانامو الذي يقع خارج الأراضي الأمريكي بسبب عدم قدرتها على إثبات التهم الموجهة لهم أمام المحاكم الأمريكية، كما أنها تمتنع من إطلاق سراحهم تحت ذريعة أنهم يشكلون خطرا على الأمن الأمريكي.