ترجمة حفصة جودة
“ترامب يحفر الفحم” كانت هذه إحدى شعارات حملة ترامب الانتخابية حين وعد بتغييرات إيجابية فيما يتعلق بعمال المناجم، والآن يحاول ترامب تنفيذ وعده من خلال إلغاء خطة الطاقة النظيفة لعهد أوباما ويقدم اقتراحًا بدعم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، في الحقيقة هذه الخطوة لا تُصدق، فهي ليست مجرد تراجع في مكافحة تغير المناخ، لكنها أيضًا ليست ذات جدوى اقتصادية على الإطلاق منذ انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة بشكل كبير.
ترامب لا يمكنه إنقاذ الفحم
“إنه يدّعي ذلك فقط”
في يوم الثلاثاء نشرت وكالة حماية البيئة اقتراحها بإلغاء خطة الطاقة النظيفة دون اقتراح أي بديل، كانت الخطة أحد أهم الأجزاء في التزامات الرئيس السابق باراك أوباما في قمة المناخ بباريس لخفض انبعاثات الغازات الدفينة في الولايات المتحدة بحوالي 26% إلى 28% عن النسبة عام 2005 وذلك بحلول عام 2025، كان الهدف من الخطة تسريع خفض الانبعاثات في مجال الطاقة.
انخفض متوسط التكلفة العالمية لإنتاج الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية في الثلاث سنوات الأخيرة
في وقت سابق، كان وزير الطاقة في حكومة ترامب “ريك بيري” قد اقترح على اللجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة تنفيذ قواعد جديدة تتطلب من الشركات والمستهلكين وأي شخص يستخدم شبكة الكهرباء أن يدفع لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم لتكون جاهزة لتوليد الطاقة سواء عند الحاجة إليها أو لا، ويدّعي بيري أن هذه المدفوعات ستجعل الشبكة أكثر مرونة، لكن العديد من الخبراء شككوا في ذلك.
هذه الاقتراحات محاول وقحة للترويج لمصدر واحد من مصادر الطاقة، وهو انتقاد كان المحافظون يوجهونه إلى أوباما في أثناء محاولته القيام بشيء بشأن تغير المناخ، وفي الواقع فخطة الطاقة النظيفة لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن.
انخفاض استخدام الفحم
“وفي الوقت نفسه، يرتفع استخدام مصادر الطاقة الأخرى بشكل كبير”
لم يعد الفحم صالحًا للاستخدام لأن معظم المرافق الآن تستخدم الغاز الطبيعي والذي أصبح أقل تكلفة في السنوات الأخيرة بفضل ازدهار إنتاج الصخر الزيتي.
الطاقة المتجددة قادمة بقوة
“غالبا لأن إنتاجها أصبح رخيصًا”
انخفض متوسط التكلفة العالمية لإنتاج الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية في الثلاث سنوات الأخيرة وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، ورغم أن مصادر الطاقة تلك تشكل جزءًا صغيرًا من النظام الكلي، فعلى سبيل المثال شكلت نسبتها 15% من الطاقة الكهربائية التي ولدتها الولايات المتحدة العام الماضي و24% من الإنتاج العالمي، فإنها تنمو سريعًا، فثلثا قدرة التوليد المضافة عالميًا العام الماضي تأتي من مصادرة متجددة للطاقة.
طاقة الرياح والطاقة الشمسية أصبحت رخيصة
“من المتوقع أن تصبح أرخص من بعض المصادر الأخرى خلال السنوات القادمة”
في بعض البلدان مثل الهند والإمارات العربية المتحدة والمكسيك وتشيلي، انخفضت أسعار الطاقة المتجددة بشكل كبير حتى أصبحت قابلة للمقارنة أو ربما أصبحت أرخص من تكلفة بناء محطات جديدة تعمل بالفحم أو الغاز، وفقًا للوكالة التي بحثت في قطاع الطاقة في 29 من الدول الأعضاء من بينهم الولايات المتحدة، واستنادًا للاتجاهات الجديدة، تتنبأ الوكالة بأن تكلفة توربينات الرياح البرية ومشاريع الطاقة الشمسية العامة سوف تنخفض بمعدل 15% ثم 25% على التوالي خلال الخمس سنوات القادمة.
تخزين الكهرباء عند توافر الشمس والرياح من أجل أوقات اختفائهم أصبح أقل تكلفة
في الولايات المتحدة وقع مطورو مزارع الرياح الجديدة على عقود لبيع الطاقة بنحو 20 دولارًا للميجاوات في الساعة العام الماضي، وبذلك تنخفض عن تكلفة عام 2010 التي كانت 61 دولارًا للميجاوات في الساعة، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن قسم الطاقة.
يشير التقرير أيضًا إلى أن هذه الأسعار أقل من أسعار الكهرباء التي تنتجها محطات التوليد التي تعمل بالغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن تبقى هذه الأسعار ثابتة لعدة سنوات قادمة، وذلك لأن عقود طاقة الرياح سوف تظل منخفضة السعر لمدة 20 سنة أو أكثر، لكن تكلفة الغاز الطبيعي تتقلب بين اليوم والآخر، ويتلقى مطورو مزارع الرياح والطاقة الشمسية إعانات فيدرالية لكن هذا الدعم يجري التخلص منه تدريجيًا حتى يُلغى عام 2020.
التكنولوجيا تساعد مصادر الطاقة المتجددة
“لقد أصبح من السهل إنتاج الطاقة المتجددة”
لا يمكن لتوربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية إنتاج الكهرباء طوال الوقت وفي جميع الظروف الجوية، لكن هناك خطوات تكنولوجية كبيرة طورت من أدائها، فعلى سبيل المثال تستطيع توربينات الرياح الحديثة إنتاج المزيد من الطاقة عن التوربينات التي تم إنشاؤها منذ عشر سنوات فقط.
الأكثر من ذلك أن البطاريات أصبحت أرخص، مما جعل تخزين الكهرباء عند توافر الشمس والرياح من أجل أوقات اختفائهم أقل تكلفة، انخفض متوسط تكلفة بطاريات “الليثيوم أيون” بنسبة 73% للكيلووات في الساعة ما بين عامي 2010 و2016 وفقًا لتقرير شركة “Bloomberg New Energy Finance”.
يحتاج العالم إلى التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة لأنها تمثل أمل أفضل لتجنب العواقب الكارثية لتغير المناخ، كما أن الوضع الاقتصادي لتلك التكنولوجيات آخذ في النمو.
المصدر: نيويورك تايمز