يذهب الكتاب والمحللون الأتراك إلى أن الأقرب إلى الفوز بالانتخابات التشريعية التي ستعقد خلال نحو سنة من الآن هو من سيتمكن من الفوز بالانتخابات البلدية التي ستعقد نهاية هذا الشهر، كما يقولون أن سباق الانتخابات البلدية سيحسم في بلدية اسطنبول.
فبقاء محافظ اسطنبول الحالي، قادر توباش، المنتمي لحزب العدالة والتنمية يعني استمرارية الحزب وعدم خسارته لشعبيته رغم ما تعرض له من عثرات خلال الفترة الماضية من قبيل احتجاجات ميدان تقسيم وكذلك ما أثير من تهم فساد حول مقربين من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وأما فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، مصطفى ساري غول، برئاسة بلدية اسطنبول فسيفتح الباب أمام حقبة سياسية جديدة في تركيا، وسيزيد من احتمالات خسارة حزب العدالة والتنمية، لأول مرة منذ تأسسه قبل 12 سنة، في الانتخابات التشريعية المقبلة.
ويذكر أن حزب العدالة والتنمية فاز في سنة 2009 بالانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول، ففاز مرشحه قادر توباش برئاسة البلدية الرئيسية، وفاز الحزب بمجموع 26 بلدية فرعية من أصل 39 بلدية داخل اسطنبول بنسبة إجمالية بلغت 44.2 بالمائة في مقابل 37 بالمائة لأول منافس لها وهو حزب الشعب الجمهوري.
وأهم معالم انتخابات 2009 في اسطنبول، هي أن حزب العدالة والتنمية حصل على نسبة تفوق ال40 بالمائة في 24 بلدية من إجمالي ال26 بلدية التي فاز بها، وهو ما يزيد من احتمالات إبقاء الحزب على رئاسته لهذه البلدية في الانتخابات التي ستجري يوم 30 مارس آذار 2014.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، ورغم ما حصل عليه مرشح حزب الشعب الجمهوري، مصطفى ساري غول، من دعم معلن من قبل جماعة فتح الله كولن، فإن كل نتائج سبر الآراء المعلنة تشير إلى تقدم مرشح حزب العدالة والتنمية مع فرق بسيط في الأرقام.
فشركة “آنار” قالت أن قادر توباش سيفوز بنسبة 50.5، بالمائة، في حين قالت شركة MAK أنه سيفوز بنسبة 44 بالمائة، وأعلنت شركة Di-En أن استطلاعاتها خلصت إلى فوز مرشح العدالة والتنمية بنسبة 42 بالمائة، مع العلم بأن قادر توباش فاز في الانتخابات الماضية بنسبة 44 بالمائة وفي الانتخابات التي سبقتها بنسبة 45 بالمائة.
وفي خطاباته أبدى رجب طيب أردوغان ارتياحا كبيرا لنتائج الانتخابات القادمة، فقال صباح اليوم: “سأعتزل السياسة يوم 30 مارس إذا لم يفز حزبي بالمنصب الأول في الانتخابات”، متحديا رؤساء بقية الأحزاب أن يعلنوا موقفا كموقفه هذا إن كانوا واثقين من حظوظهم في الانتخابات القادمة.
ورغم أن استطلاعات الآراء التي أجرتها شركات محسوبة على المعارضة لم تدعي خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، فإن أردوغان استنكر “قيام هذه الشركات بتضخيم حجم الأحزاب المعارضة في استطلاعات الآراء”، مشيرا إلى أن حزبه يقوم بتجميع كل هذه النتائج لـ”يعرضها على الشعب ويثبت زيفها” مساء يوم 30 مارس آذار.
ويدخل قادر توباش سباق الانتخابات بثقة كبيرة متأتية مما أنجزه خلال الفترتين الماضيتين من رئاسته لبلدية اسطنبول الرئيسية، وخاصة ما قدمه من مشاريع ضخمة لحل مشكلة ازدحام الطرقات مثل نفق مرمراي الذي يمر تحت مضيق البوسفور، وشبكات المترو والمترو الخفيف، وكذلك المشاريع التي يجري العمل عليها الآن مثل الجسر الثالث والنفق الثاني الذي سيمر تحت البوسفور وسيربط بين القسمين الآسيوي والأوروبي لاسطنبول كما يظهر في الصورة: