المتابع لما يحدث في جمهورية القرم، و أوكرانيا، من خلال وكالات الأنباء الروسية أو التابعة لها، يرى كمية التركيز على هذه القضية بشكل كبير وكأنها معركة مصيرية بالنسبة لروسيا.
الجاهزية العسكرية الروسية
روسيا تحاول توجيه العالم إلى أنها قادرة على توجيه ضربة عسكرية لأي دولة تحاول أن تنتزع منها سيادتها على المناطق التي تعتبر عمق إستراتيجي لموسكو، وقد أعلنت روسيا اليوم عن صاروخ بالستي عابر للقارات نجحت في إجراء التجربة الأولى عليه والذي أسمتها “توبول إر إس-12إم”
أما عن التجربة الروسية فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هدف الإطلاق هو تجربة المعدات العسكرية للصواريخ البالستية العابرة للقارات. مشيرة إلى أن الجزء القتالي من الصاروخ أصاب بدقة هدفه الافتراضي الواقع في ميدان “ساري شاغان” بجمهورية كازاخستان. مضيفة إلى انه إستطاع تجاوز منظومة الدفاع المضاد للصواريخ.
الدبلوماسية الروسية
الرئيس الروسي بوتين أفرغ جزءا مهما من مؤتمره الصحفي أمس الثلاثاء للحديث عن أوكرانيا والتأكيد على جاهزية قواته المسلحة مع التشديد على انه لن يقوم بإستخدامها في الوقت الحالي، مشددا في الوقت عينه أن روسيا قادرة على إستخدام اذا دعت الحاجة، مشددا في الوقت نفسه أن موسكو لن تتحرك في أي خطوة غير محسوبة من الناحية القانونية وذلك لتفادي عقوبات من مجلس الأمن .. مشددا على ان موسكو إن تحركت فإنها ستفعل ذلك ردا على نداء الإستغاثة الذي وجهه الرئيس الأوكراني لروسيا لحماية بلاده. وقال “إذا اتخذت قرارا حول استخدام القوات المسلحة فسيكون القرار شرعيا ومتفقا مع القواعد العامة للقانون الدولي إذ لدينا دعوة من الرئيس الشرعي”
وأشار بوتين إلى أن “هذا القرار سيتفق مع الالتزامات الروسية والمصالح الروسية الخاصة بالدفاع عن أناس نعتبرهم قريبين منا تاريخيا وثقافيا واقتصاديا”.
العلاقة بمجلس الأمن
تحاول روسيا أن لا تقطع علاقاتها بمجلس الأمن وذلك من خلال عدة محاور تعمل عليها وتسوق لها وأولها ترويج أن ما يحدث في أوكرانيا إنقلاب عسكري وليست ثورة شرعية إذ أعلن الرئيس بوتين أن أوكرانيا شهدت انقلابا حقيقيا واستيلاء مسلحا على السلطة.
وقال إن “تقييم أحداث أوكرانيا واحد وهو انقلاب واستيلاء مسلح على السلطة”. وأشار إلى أن أحدا لا يشك في ذلك والسؤال الذي لا يمكن أن يجيب عنه هو: ما هو الهدف من كل ذلك؟ وقال بوتين إنه يجب إقرار دستور جديد لأوكرانيا في استفتاء عام، إلا أن السلطات الشرعية المستقبلية يجب أن تتخذ قرارا بهذا الشأن. وقال الرئيس الروسي: “من الصعب للغاية فهم ما حدث، إلا أننا رأينا رجال أمن من وحدات “بيركوت” يقفون بدروعهم ويتعرضون لإطلاق النار من الأسلحة النارية وليس بنادق الهواء المضغوط .. واخترقت دروعهم”
التهديد المباشر للولايات المتحدة الأمريكية
الخارجية الروسية قالت أنها تدرس عمليا سحب سفيرها من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى ان قرار كهذا سيتم إتخاذه في حالات طارئة فقط، وأن موسكو لا تحبذه.
وكان بوتين قد صرح أن روسيا ليست الوحيدة المعنية بتطوير التعاون مع شركائها على الساحة الدولية في مجالات الاقتصاد والسياسية والأمن الدولي بل والشركاء الدوليون معنيون أيضا بتطوير هذا التعاون مع روسيا.
يشار إلى أن أن لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الاتحاد الروسي وافقت على مشروع دعوة موجهة للرئيس بوتين بسحب السفير الروسي من واشنطن، وذلك بسبب إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا في حال تدخلها في الشؤون الداخلية الأوكرانية.
من جهة أخرى اقترح بوتين على الدول الغربية تقييم شرعية سياساتها، مذكرا بأعمال واشنطن في أفغانستان والعراق وليبيا.
وقال إن القوات الغربية تدخلت في هذه الدول دون أي تفويض من قبل مجلس الأمن الدولي على الإطلاق أو بتشويهها لقراراته. وأضاف بوتين أن قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا نص فقط على إنشاء منطقة محظورة للطيران، إلا أن الأمر انتهى بالقصف ومشاركة وحدات خاصة في عمليات على الأرض.
اللامبالاة الروسية
تحاول روسيا أن تظهر عدم مبالاتها بالتهديدات الموجهة لها، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي بوتين سيحضر مراسم افتتاح الألعاب البارالمبية في سوتشي التي ستنطلق في مدينة سوتشي الروسية 7 مارس/آذار. وهذا حسب مراقبين للإشارة فقط إلى أن روسيا قوية و غير مكترثة بكل ما يوجه لها من تهديدات