يتمسك السوريون بذكرى ثورتهم التي انطلقت في مارس/آذار 2011 كرمز للتضحية من أجل قيم الحرية والكرامة التي ما زالوا ينادون بها، وبسبب ما تركته من أصداء وعواقب على مسار حياتهم، يختلفون فيما بينهم حول انتصار أو فشل الثورة، إلا أنهم يتفقون على أنها منحتهم فرصة كتابة تاريخهم بأنفسهم بعد عقود من هيمنة النظام السوري على سردية الوقائع.
طيلة الـ13 عامًا الماضية، عملت المعارضة السورية على توثيق وأرشفة الثورة بكل الوسائل المتاحة، بهدف تعريف العالم بحقيقة ما جرى في سوريا، وإثبات وحشية النظام في تعامله مع الثورة والمؤمنين بها.
وتزامنًا مع الذكرى الثالثة عشر لهذه المرحلة المفصلية في حياة السوريين، نمر على المحاولات والمبادرات التي قامت بها المعارضة السورية لأرشفة الثورة وتوثيق كل مرحلة من مراحلها، فأين نجحت وأين أخفقت؟ وما الذي استطاع السوريون الاحتفاظ به من ذاكرة ثورتهم على مدار أكثر من عقد؟ وما الذي نسوه أو أهملوه؟
محاولات أرشفة الثورة السورية
في سياق الثورة السورية، يمثل الأرشيف أداة مقاومة، فما إن انطلقت الثورة حتى أدرك السوريون أن سردية النظام أو الرواية الرسمية تُخفي وراءها الكثير من الأحداث التي دُفِنت ولم ترو، ما جعلهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في التوثيق، خاصةً عندما حوّل النظام المظاهرات السلمية إلى نزاع مسلح.
مقطع الطفلة نسمة من مدينة حمص وهي تغني “حانن للحرية” وتقاطع غناءها قذيفة هاون
حارب النظام منذ البداية وسائل الإعلام الخارجي، وتحديدًا قناة الجزيرة القطرية، وبحسب لجنة حماية الصحافيين منعت السلطات مراسلي القناة من الدخول إلى مدينة درعا التي انطلقت منها الانتفاضة السورية في مارس/آذار 2011، كما وأبلغت مراسل القسم الإنجليزي في القناة أن عليه مغادرة البلاد لأن تأشيرته على وشك الانتهاك، ما دفع جميع موظفي القناة العاملين في سوريا للاستقالة.
ليس هذا التضييق إلا نقطة في بحر الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون، ما دفع الشهود والمشاركين في المظاهرات لأخذ مبادرة التوثيق باستخدام كاميرات الهواتف المحمولة، فانتشرت ظاهرة “المواطن الصحفي” وحققت نجاحًا لافتًا في نقل واقع الأحداث.
عمل عدد من الصحافيين والإعلاميين على تدريب هؤلاء الشباب ليتمكنوا من إعداد الخبر ونقله بشكل مِهني، ومن بين هؤلاء الصحافيين كان الشهيد ناجي الجرف الذي أصبح فيما بعد مدير الإنتاج في مؤسسة “بصمة سورية” التي عنت بإنتاج أفلام قصيرة توثق حياة السوريين في أثناء مرحلة الثورة بكل مناطق سوريا، ورغم توقف عمل المؤسسة، فإنها ظلت جزءًا من الأرشيف.
يشمل الأرشيف المُصوَر أيضًا، لافتات “كفرنبل” التي بدأت كرد على ادعاءات قناة الدنيا التابعة للنظام بأن ما يُعرَض على القنوات الخارجية ليس إلا مؤامرة تُصوَر وتُسجَل أحداثها خارج سوريا.
حملت اللافتات في البداية هتافات الثورة ومطالبها، ثم كتابات ورسوم لها رسائل سياسية للداخل والخارج، فحازت اللافتات على اهتمام السوريين وغيرهم حتى وصلت إلى معرض أُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013. وكان للشهيد رائد الفارس الجهد الأكبر في الحفاظ على استمرارية “لافتات كفرنبل”، واليوم يُحتَفَظ بصور اللافتات على صفحة فيسبوك الخاصة بالمبادرة.
إذًا، شكلت الوثائق الأولية من أخبار وتقارير، بالإضافة إلى المطبوعات والأفلام بداية أرشيف الثورة، وكان حينها لا بد من الاحتفاظ بهذا الأرشيف بمكان واحد يشكل مرجعية، فانطلقت عدة مبادرات لهذا الهدف، منها مبادرة أرشيف المطبوعات السورية، التي انطلقت من تركيا عام 2014 خلال مؤتمر رابطة الصحافيين السوريين الأول بهدف أرشفة وتبويب الصُحف الصادرة في مرحلة الثورة السورية بكل متغيراتها وتطوراتها لحفظها من الضياع، مما يُسهم في حفظ التاريخ السوري وتشكيل ذاكرة جماعية للسوريين.
تعريف عن مشروع “أرشيف المطبوعات السورية”
ومن بين صفحات مواقع التواصل التي تحتفظ بمئات الآلاف من ملفات الثورة السورية كما تقول، صفحة أرشيف الثورة السورية الموجودة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، ونشطة بشكل أقوى على منصة إنستغرام لسهولة التفاعل مع المحتوى، ورغم أهمية ما تقدمه الصفحة من صور وفيديوهات وكتب متعلقة بالثورة السورية وباستقبالها بعنف ووحشية من النظام والتركيز على المجازر التي ارتكبها والأسلحة التي استخدمها، فإن الوصول للملفات صعب بسبب عدم الاحتفاظ بها على موقع يوفر خاصية البحث بالأبجدية أو بالتسلسل الزمني.
مقاطع توثق الأيام الأولى للثورة السورية، في حساب “أرشيف الثورة السورية”.
عندما نتحدث عن موقع يمكن الاعتماد عليه كمصدر لأرشيف المرحلة المعاصرة من تاريخ سوريا، تبرز بوضوح مبادرة الأرشيف السوري كمشروع استثنائي يكاد يكون الوحيد من نوعه، حيث يضم ملايين الفيديوهات والمستندات الرقمية التي خضعت لعمليات التحقق والتثبت قبل نشرها، ما يعطي الأرشيف السوري مصداقية وشفافية.
تتميز هذه المبادرة أيضًا بأساليبها ومنهجياتها المفتوحة المصدر التي تُمكن مجموعات أخرى خارج الأرشيف من استخدامها والاستفادة منها بسهولة.
كذلك تتيح المبادرة للباحثين والمهتمين الوصول إلى المستندات باللغتين العربية والإنجليزية وفق ترتيب زمني دقيق، تتكون تلك المستندات من فيديوهات وتحقيقات وتقارير وشهادات. بالإضافة إلى ذلك، والأمر الذي يميز المبادرة أكثر عن غيرها، هي محاولة استعادة المحتوى المفقود على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2014، بسبب عدم مراعاته لسياسات إدارة المحتوى، فهو وبحسب السياق السوري، يحتوي على مشاهد عنيفة.
أحد أعمال مبادرة “الأرشيف السوري” المهتمة بمتابعة المحتوى المفقود
يجدر الذكر أن الأرشيف السوري مشروع مستقل، يرفض استقبال الدعم المالي من الحكومات المتورطة في النزاع السوري كما يصفه، مما يضمن استقلالية وموضوعية هذا المشروع وعمله على أسس مهنية وأخلاقية.
لكن تواجه المبادرة عدة تحديات، ففي حوار له مع موقع الجمهورية، قال هادي الخطيب مدير مؤسسة الأرشيف السوري أن طبيعة المواد تشكل تحديًا أمام المبادرة وأمام محاولات الأرشفة بشكل عام، فأغلب المواد هي مواد رقمية قابلة للتلف بسهولة، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان أدلة.
إلى جانب المبادرات والمؤسسات المنظمة، تُعتبر المبادرات الفردية والمساهمات الشخصية للأفراد جزءًا لا يتجزأ من عملية الأرشفة في سوريا خلال فترة الثورة وما بعدها، فبفضل كسر حاجز الخوف الذي سمحت به الثورة، تمكن السوريون من سرد شهاداتهم الشخصية وتجاربهم التي تعكس الحياة اليومية في هذه الفترة المضطربة على نحوٍ لم يكن ممكنًا في السابق، فيقوم عدد من الناشطات والناشطين بنشر قصصهم والحديث بشكل مستمر عن الثورة وأحداثها، بهدف التركيز على ما ارتكبه النظام ويرتكبه بحق السوريين، وهو جهد ثمين في توثيق تاريخ البلد.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت الأفلام الوثائقية دورًا مهمًا في عملية الأرشفة التي نتحدث عنها، فهي تستند في الغالب إلى شهادات الناس وتساهم في تشكيل الذاكرة الجماعية.
سوريا: جامعو الأدلة على تورط الأسد في قتل الأبرياء
ورغم أهمية تلك المبادرات سواء كانت فردية أم منظمة، هناك بعض الثغرات التي لم يتم تداركها في وقتٍ مناسب، ففي مؤتمر جنيف 2 للسلام الذي دعت إليه الأمم المتحدة بهدف مناقشة إمكانية تطبيق حل سياسي في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية لهذا الغرض، طال وفد المعارضة الكثير من الانتقادات، لكن أهمها ما يتعلق بأهمية الأرشفة، فقد وصل وفد المعارضة إلى المؤتمر دون وثيقة أو قائمة تحتوي على أسماء المعتقلين في سجون النظام، للمطالبة بالإفراج عنهم قبل أي تفاوض، واضطر الوفد إلى أن يطلب من نشطاء الثورة أسماءً متفرقة دون سابق تخطيط.
يؤخذ على المعارضة السورية هذا الخطأ وهذه الثغرة في عدم إدراك أهمية وجود وثيقة أو لائحة بأسماء المعتقلين، ففي 2014 أي بعد ثلاث سنوات فقط من بداية الثورة، كان الأمل أكبر بالتفاوض على خروجهم من المعتقلات.
الرواية المضادة
لم تسلم سردية المعارضة السورية من محاربة النظام الذي كان ينكر انتفاضة الشعب السوري، ويرفض إلى اليوم تسمية ما حدث بـ”ثورة”، لكن، مع مرور الوقت وتأزم الصراع وتدخل أطراف أخرى فيه، أصبح من الضروري بالنسبة له إيجاد رواية يعتمد عليها في سرد التاريخ.
استخدم نظام الأسد منذ البداية حجة “التضليل الإعلامي” للحديث عن ما ينشره ناشطون معارضون، لكن سرعان ما اضطر لتبرير أحداث العنف، فتحول إلى سردية “محاربة الإرهاب”، مستغلًا كل فرصة لوصف المشاركين بالثورة بأنهم “مندسون” و”ممولون من الخارج”، في إشارة إلى قطر بالمرتبة الأولى كونها مقرًا لقناة الجزيرة التي تنشر أحداث الثورة في بث مباشر.
يُلاحَظُ أيضًا في السنوات الأخيرة، استخدام النظام منصات التواصل الاجتماعي من أجل تصوير سوريا قبل 2011 كواحدة من أكثر البلدان استقرارًا وازدهارًا، حيث يُظهر العشر سنين الأولى من حكم بشار الأسد كفترة من الأمن السياسي والاقتصادي، فترة “كنا عايشين” نتمتع بكل الحقوق والحريات دون عوائق ودون حاجة لـ”ثورة” تدمر هذا النجاح.
يتمسك النظام بهذه الصورة لسوريا، كسوريا خاصة به وحده، يبرهن من خلالها وجهة نظره بصور من الأرشيف، متجاهلًا تمامًا الفقر وسوء الخدمات والفساد والقمع وكل ما كانت تعاني منه البلاد.
تعقيدات المشهد السوري تصعب عملية الأرشفة، فمجزرة سجن حلب ليست إلا مثال على الأحداث التي يمكن أن تُروى من طرفين على الأقل
رغم اختلافنا الحتمي مع تلك السردية والوسائل، فإنها تُعد محاولة لكتابة التاريخ بيد المنتصر من وجهة نظره، وهي محاولات مرفوضة بشدة من المعارضة السورية، خاصة أنها تصل بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الجيل الجديد من الشباب العربي وحول العالم.
وفي إطار تعزيز الرواية و”بناء نواة لأرشيف وطني يسهم في بلورة هوية وطنية متكاملة”، أطلقت المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد بثينة شعبان مؤسسة وثيقة وطن، التي تعني بأرشفة وتوثيق “الحرب على سوريا”، وتعتمد بشكل كبير على التاريخ الشفوي وعلى إجراء المقابلات مع شهود عيان عاشوا تلك الحرب ويروونها لمحاوري المؤسسة، ومن أجل ذلك يقوم فريق من الاختصاصيين بورشات عمل يدربون فيها المحاورين الجدد.
تركز مقالات ومستندات المؤسسة بشكل كبير على المصطلحات، فمن المستحيل أن تجد مثلًا كلمة “لاجئ” للدلالة على السوريين الذين تركوا أو أُجبروا على ترك بلدهم خلال العقد الماضي، بل تُستبدل بكلمة “مهاجرين” أو “مغتربين”، ويعملون على نشر قصص العودة إلى الوطن.
من الملفت للنظر أيضًا أن موقع المؤسسة يركز على التذكير بأهدافه في كل مقال قصير ينشره، ويُصر على أهمية عملية التأريخ في رواية ما حدث “بكل صدق وأمانة” لأجيالنا القادمة، ورغم أن المؤسسة “مستقلة”، فإنها تدعم سردية النظام، ومن الطبيعي أن تستغل النزاع على المناطق السورية وما خلفته من “نازحين” وشهداء، فترسل متدربين إلى المناطق التي عادت إلى سيطرة النظام لسماع القصص والشهادات المتعلقة بفترة سيطرة الجماعات المسلحة، ومن ضمن القصص كانت قصة سجن حلب المركزي التي وُصفت بـ”أسطورة صمود سجن حلب المركزي”.
سجن حلب المركزي.. روايتان لحدث واحد
في مقال بعنوان “سجن حلب المركزي – أسطورة الصمود ومقبرة الغزاة المتطرفين“، نشر موقع “دام برس” الإعلامي التابع للنظام السوري تفاصيل وأسباب فشل مسلحي المعارضة في اقتحام سجن حلب المركزي رغم محاولاتهم العديدة، ورجحت أن متانة البناء السوفييتي هي السبب الرئيسي في عدم التمكن من احتلال السجن، وأنه علاوة على ذلك يساعد في التصدي لمحاولات الاقتحام، فمثلًا يمكن لقناص من الداخل كشف عمليات الهجوم، وإذا فكروا في اقتحام السجن عن طريق الطرق المؤدية إليه، فإن قوات الجيش على أتم استعداد لرشهم بسلاح أر بي جي.
القضاء.. مقبرة سجن حلب
لا ينفي النظام استخدامه للأسلحة، لكنه يؤكد على ضرورة ذلك في التصدي والقضاء على المتطرفين، وفي هذا السياق لم يكتفوا بكتابة مقالات وإرسال فرق لإتمام عملية الأرشفة والتأريخ، بل تم إنتاج مقابلات أُذيعت على القنوات الرسمية يروي فيها الناجون قصة الاقتحام ورواية الصمود.
فشلت المعارضة في احتلال السجن بحسب رواية النظام، لكنها حجة استخدمها لإعلان وفيات من داخل السجن. ومن جهتها، تملك المعارضة سرديتها فيما يتعلق بالسجن، وأن حصاره كان بهدف إطلاق سراح المعتقلين والسجناء.
أنتج تلفزيون سوريا فيلمًا وثائقيًا بعنوان “القضاء… مقبرة سجن حلب” يحكي عن ارتكاب قوات النظام مجزرة بحق سجناء ومعتقلي سجن حلب المركزي في أثناء فترة الحصار وينفي شهود عيان في الفيلم رواية النظام السوري بأن من قتل السجناء الذين لم يتمكنوا من الهرب هي قوات المعارضة، بل ضباط النظام بحسب الشهود.
وهذه واحدة من تعقيدات المشهد السوري التي تُصعب عملية الأرشفة، فمجزرة سجن حلب ليست إلا مثال على الأحداث التي يمكن أن تُروى من طرفين على الأقل.
مواقف خدمها الأرشيف
الهدف من الأرشفة بجانب التأريخ وإنتاج ذاكرة مشتركة، هو استخدام المعلومات أو التهيئ لاستخدامها من أجل تحقيق العدالة، وهناك مواقف نجحت فيها المعارضة السورية في تحقيق هذا الهدف، لعل أهمها إصدار ما عُرف بـ”قانون قيصر” عام 2019، الذي وضع النظام السوري تحت طائلة العقوبات الاقتصادية، وهي أقسى أنواع العقوبات التي فُرضت على النظام وحلفائه حتى اليوم، وهو ما تعتبره المعارضة السورية نجاحًا هائلًا، فالقانون كان نتيجة لأرشيف صور خرج من أقبية سجون الأسد إلى الكونغرس الأمريكي.
وفي موقف ربما يكون أكثر صدمة، كان الكشف عن مجزرة التضامن التي ارتكبتها قوات تابعة للنظام السوري في حي التضامن في دمشق عام 2013، في تحقيق للغارديان نشره موقع الجمهورية باللغة العربية بعنوان “قرابين التضامن” في أبريل من العام 2022، عمل التحقيق على الكشف عن هوية مرتكبي المجزرة عن طريق أداة البحث الاستقصائي المتخفي الذي من خلاله تقمصت الباحثة أنصار شحود شخصية أخرى لتُراسل أمجد يوسف المتورط بقتل 41 مدنيًا.
لعل أصعب ما في عملية أرشفة الثورة السورية، هو أن التأريخ لا يتم لأحداث انتهت، بل هو تأريخ للحاضر، ما زال الشهود موجودين، لكن الروايات تختلف باختلاف مواقعهم، وقد يبدو من هذه الناحية النظام السوري أكثر تماسكًا، فهو يعتمد رواية واحدة، وهو أمر غير متوافر عند المعارضة، فإننا حين نتحدث عن المعارضة السورية نتحدث عن تيارات عدة وبالتالي سرديات عدة.
يظهر الأرشيف كأداة مقاومة، بدأت من توثيق حي لأحداث الثورة لمعرفتنا من اليوم الأول بأن النظام السوري سيزور حتمًا الوقائع كما فعل في العقود السابقة، وسيستمر الأرشيف بكونه أداة محاكمة وعقاب في توفير الأدلة والشواهد ضد المسؤولين عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وتقديمهم إلى المحاكمة، فهو ما بقي لنا من صوت الشهداء ومن مَن فقدنا أصواتهم من المختفين قسريًا والمعتقلين منذ سنوات داخل سجون الأسد.