الكثير منا يسمع عن هوليوود، تلك المنطقة التي تقع في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية التي اشتهرت عالميًا باحتضانها استوديوهات تصوير أفلام سينمائية وشركات إنتاج ونجوم سينمائيين عالميين، مما جعلها مركزًا تاريخيًا لصناعة السينما الأمريكية والعالمية، وتحمل لقب عاصمة التسلية في العالم، لكن قليل منا من سمع عن مدينة ورززات، التي يطلق عليها هوليوود المغرب التي احتضنت تصوير أفلام عالمية عديدة، في هذا التقرير سنلقي الضوء على بعض الأفلام العالمية التي تم تصوير أجزاء منها في مدينة ورززات وغيرها من المدن المغربية.
120 سنة على أول فيلم
خلال الفترة الممتدة بين 2010 و2015، شهدت مدن المغرب تصوير 150 فيلمًا ومسلسلاً أجنبيًا، بقيمة 281 مليون دولار، وترجع أهم الأفلام التي تم تصويرها في المملكة المغربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أفلام فرنسية متوسطة وبعض المسلسلات البريطانية.
المصور السينمائي الفرنسي لويس لوميير (1864 – 1948)
يعود أقدم الأفلام التي صورت في المغرب إلى ما يقارب 120 سنة، حيث صور الفرنسي لويس لوميير عام 1897 أول فيلم له على الأراضي المغربية أطلق عليه “Le Chevrier marocain” ويعد أقدم فيلم أجنبي صور في المملكة، إذا اعتبره لويس لوميير طفرة تصويرية، وكان هذا الاكتشاف للأراضي المغربية سينمائيًا مدعاة لقدوم مخرجين وكتاب سيناريو ووضع أقدام السينما المغربية على السكة.
“المغرب”
في عام 1930، اختار المخرج النمساوي جوزيف فون سترنبرغ المملكة المغربية لتصوير فيله الذي أطلق عليه اسم “المغرب”، وقد جمع هذا الفيلم النمساوي الأمريكي أبرز ملمحين من الشخصيات الكبيرة في السينما، الممثلة الأمريكية من أصل ألماني مارلين ديتريش وغاري كوبر من الولايات المتحدة، اقتبس الفيلم من رواية السيرة الذاتية «Amy Jolly, die Frau aus Marrakesch» لـ”بينو فينيي”، ويحكي قصة حب بين مغنية ملهى ليلي وعسكري خلال حرب الريف، ويعرض الفيلم أيضًا باسم “قلوب تحترق”.
فيلم “عطيل” لأورسن ويلز
أواخر الأربعينيات من القرن الماضي احتضنت المملكة المغربية تصوير فيلم يحمل اسم “عطيل” لأورسن ويلز، المقتبس عن مسرحية شكسبير الكبيرة، وتم تصوير الفيلم في مدينة الصويرة المغربية، وبهذا العمل حصل المغرب على سعفة “كان” الذهبية سنة 1952، ذلك أن مخرج الفيلم شارك بـ”عطيل” في مهرجان “كان” لدورة العام 1952، باسم المغرب لأنه وجد في وجهه مجموعة من الظروف والضواغط التي تمنعه من أن يقدم فيلمه باسم بلده، الولايات المتحدة، أو باسم فرنسا أو إيطاليا (المشاركتين في إنتاجه).
فيلم “لورانس العرب”
في سنة 1962، تمّ تصوير أجزاء من فيلم “لورنس العرب” في المغرب، الفيلم من إخراج البريطاني ديفيد لين وإنتاج سام سبيجل، وبطولة بيتر أوتول في دور لورنس، وعمر الشريف في دور الشريف علي، وقد نال الفيلم جائزة الأوسكار Oscar على التصوير.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية عن حياة الضابط البريطاني توماس إدوارد لورانس والذي كان ضمن القوات الإنجليزية في القاهرة خلال الحرب العالمية الأولى، ولذكائه يتم إرساله إلى الصحراء العربية لمساعدة الأمير فيصل في ثورته ضد السلطان العثماني، حيث نظم لورانس حرب عصابات سببت إزعاج شديد للإمبراطورية العثمانية.
فيلم “المصارع”
إضافة إلى ذلك، احتضنت ورززات جنوب جبال الأطلس المغربية، فيلم المصارع “Gladiator”، للمخرج ريدلي سكوت الحائز على خمس جوائز أوسكار Oscar سنة 2001، من بينها جائزة أفضل فيلم، كما نال جائزة غولدن غلوب Golden Globe لأفضل فيلم دراما وأفضل موسيقى.
وتدور أحداث فيلم المصارع، الصادر في 2000 في عصر الإمبراطورية الرومانية، عن رغبة الجنرال الروماني ماكسيموس في الانتقام من كومودوس ابن الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس الذي قتل زوجته وأبناءه وسلب حريته ليجعله مصارعًا يقاتل حتى الموت.
الفيلم العالمي “الإسكندر الأكبر“
في سنة 2003، استقبلت مدن مراكش والصويرة وورززات المغربية تصوير الفيلم العالمي “الإسكندر الأكبر” الذي بلغت ميزانيته 200 مليون يورو، ويحكي الفيلم الذي أخرجه أوليفر ستون وشارك في بطولته أنجلينا جولي وأنطوني هوبكنز وفال كيلمر، قصة حياة وفتوحات القائد الروماني التاريخي الإسكندر المقدوني.
فيلم “مملكة السماء”
من بين أهم الأفلام التي تم تصويرها في المغرب أيضًا، فيلم “مملكة السماء” الذي عرض في صالات السينما سنة 2005، يحكي قصة فتح القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس، الفيلم من إخراج ريدلي سكوت، ومن بطولة غسان مسعود وأورلاندو بلوم وخالد النبوي ونيام ليسون.
تدور أحداث الفيلم استنادًا للنص في أثناء الحروب الصليبية المسيحية خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وهي قصة حداد باليان من قرية فرنسية يرحل إلى القدس للمشاركة في المعارك التي دارت بين المسيحيين والمسلمين في محاولات استرداد المسلمين للمدينة بقيادة صلاح الدين الأيوبي في حروبه لاسترجاع المدينة التي احتلها الصليبيين.
فيلم “بابل”
سنة 2006، صدر الفيلم الدرامي “بابل” من إخراج أليخاندرو غونزالس إناريتو وتأليف غييرمو أرياغا، مكون من ثلاث قصص درامية متكاملة يدور جزء من أحداثها في المغرب، الفيلم من بطولة براد بيت وكيت بلانشيت، وقد فاز بـ28 جائزة منهم جائزة أوسكار أحسن موسيقي تصويرية إلى جانب ترشيحه لـ75 جائزة منها، ونالت قرية تازارين المغربية، حيث صورت بعض المشاهد، شعبية عالمية إثر نجاح الفيلم.
ويحكي الفيلم قصة طفلين يرعيان قطيع الماشية المملوك لعائلتهما، ويقرران أن يختبرا بندقياتهما، ولكن عندما تذهب إحدى الطلقات بعيدًا جدًا، تتغير حياة خمس مجموعات من الناس في ثلاث قارات مختلفة، تشمل المجموعات زوجين أمريكيين (براد بيت، كيت بلانشيت) بحيث تصاب الزوجة بالطلقة وهم في الحافلة السياحية، مراهقة يابانية صماء ووالدها بحيث أن البندقية كانت ملكًا للياباني، ومربية أطفال مكسيكية برفقة طفلين أمريكيين عبرت بهم الحدود وهذان الطفلان هما ابنا الزوجين الأمريكيين والمربية أرادت فقط حضور زفاف في العائلة لكن ذلك سيكلفها الكثير. ولا ننسى عائلة الطفلين الذين أطلقا النار على حافلة السياح والرجل الذي باع البندقية لوالديهما وزوجته.
فيلم “ملكة الصحراء”
احتضن المغرب كذلك سنة 2015، تصوير فيلم “ملكة الصحراء” (Queen of the Desert) للمخرج الألماني فيرنر هيرتزوغ، وأدت دور البطولة فيه الأسترالية نيكول كيدمان التي لعبت دور العميلة، ويحكي الفيلم قصة حقيقية عن عالمة الآثار والمؤرخة المستشرقة جيرتروود بل التي سافرت إلى العراق وسوريا والأردن وإيران ومصر وغيرهما بصفة مستشارة للمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في بدايات القرن الماضي، ولعبت دورًا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاع المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى.
إضافة إلى هذه الأفلام شهدت مدن المغرب على رأسها مدينة ورززات، تصوير العديد من الأفلام العالمية الأخرى من قبيل “الرجل الذي عرف أكثر من اللازم” لألفريد هيتشكوك و”الإغراء الأخير للمسيح” لمارتن سكورسيزي و”شاي في الصحراء” لبرناردو برتولوتشي و”أنديجين” لرشيد بوشارب و”بابل” لأليخاندرو غونزاليث أنريتوي و”جوهرة النيل” الذي قام ببطولته في الثمانينيات مايكل دوغلاس وكاثلين تيرنرو، إضافة إلى فيلم المخرج مارتن سكورسيزي عن الدلاي لاما “كوندون” و”كونجدوم أوف هيفين” و”إستريكس وأوبليكس” و”كليوباترا”، كما صورت مشاهد عديدة من فيلم ريدلي سكوت “سقوط الصقر الأسود” “Black Hawk Down” في ورززات وسلا المجاورة للرباط.