شهد الموسم الأخير المعروض من مسلسل “صراع العروش” الكثير من التغيرات والانحرافات عن مسار الرواية الأصلي التي كتبها “جورج . ر . ر مارتن” تحت عنوان “أغنية الجليد والنار”، لكن هذا لا يعني أن هذه الانحرافات كان لها أثر سلبي على أحداث الرواية، على العكس من ذلك نجح القائمون على المسلسل في التفوق على الرواية في العديد من المواقف، خصوصًا أنهم اعتمدوا فقط على الخطوط العريضة لما تبقى من الأحداث، والتي لم ينتهِ مارتن من كتابتها حتى الآن.
ملحوظة: بعض النقاط التالية قد تتسبب في “حرق” العديد من الأحداث بالمسلسل.
1- زواج روب ستارك
اشترط والدر فراي على روب ستارك الزواج من إحدى بناته كي يسمح له بعبور “التوينز”، طلبت كاتلين من ولدها روب التفكير قبل الرد على والدر فراي، حيث إن كلمة الملك واحدة، لكن روب ستارك أصر على موافقته بالزواج من إحدى بنات والدر فراي.
بالفعل سمح له والدر بعبور “التوينز”، واستطاع روب ستارك الانتصار في معارك عديدة وكبيرة حتى إنه تمكن من أسر جيمي لانستر، لكنه رفض تبديل جيمي لانستر بأختيه سانسا وآريا ستارك، قائلًا إنهما أقل قيمة من جيمي لانستر.
كذلك أصيب روب في إحدى المعارك بسهم، وعالجته جين وسترلينجز ابنة صاحب قلعة وسترلينجز التي احتلها، وقد وقع روب في حبها وتزوجها.
على العكس من المسلسل، فالتي عالجته في المسلسل هي طبيبة من إيسوس تدعى تاليسا، وقع روب في حبها وأصبحت حاملًا بطفله.
2- وريث روب ستارك
في الكتاب لم تكن جين وسترلينجز موجودة في الزفاف الأحمر، بل تركها روب في ريفر رن مع عم أمه بلاك فيش حتى يكون حارسها، وعندما سألته أمه كاتلين لماذا لا تأخذها معك إلى الزفاف، أخبرها أنه ليس عليه وضع كنوزه كلها في سلة واحدة، كما ذكر الكاتب على الهامش احتمالية وجود وريث لروب ستارك ولدته جين، على العكس من المسلسل الذي قطع كل آمال المشاهدين بحضور تاليسا – زوجته في المسلسل – الزفاف الأحمر.
3- الزفاف الأحمر
– في المسلسل قُتل ذئب روب ستارك في قفصه دون قتال، فروب سمح بحبسه ولم يستمع إلى كلام والدته، أما في الكتاب فكانت له فرصة الانتقام في الزفاف الأحمر، ونجح في قتل عدد كبير من جنود والدر فراي.
– كما أن المرأة التي وقفت أمام روب ستارك تحميه وكأنها درعه في الكتاب هي ليدي مورمنت وريثة جزيرة الدب.
– ليدي مورمنت تحلت بالكثير من الشجاعة، وقفت أمام روب وتلقت عنه الطعنات حتى تقطعت أحشاؤها، على العكس من المسلسل، فالتي تقطعت أحشاؤها هي زوجته الحامل تاليسا.
– أيضًا الذي قتل روب ستارك لم يكن روس بولتون كما ظهر في المسلسل، بل أحد رجال البولتون.
– الزفاف الأحمر أكثر دموية في الكتاب، لذلك عليكم قراءة هذا الجزء بأنفسكم وتقارنوا.
4- ليدي ستون هارت
قبل الزفاف الأحمر سمحت كاتلين ستارك لجيمي لانستر بالذهاب إلى موطنه في سبيل استبداله بابنتيها، وجعلت من بريان أوف تارث مرافقة له، عند عودة جيمي لكينجز لاندينج كانت سانسا ستارك موجودة على العكس من المسلسل، في المسلسل هربت سانسا مع لورد بيليش في وقت زفاف جوفري براثيون.
أراد جيمي الوفاء بوعوده، لكن كاتلين ماتت، وآريا ليست موجودة، كما أن جوفري قُتل؛ فشعر أن عليه البقاء وحماية ابنه الآخر تومين براثيون.
في المسلسل أرسل جيمي، بريان للبحث عن سانسا، ومحاولة حمايتها، ففعلت هذا بريان محاولة الحفاظ على الوعد الذي قطعته لأمها الميتة.
بعد الزفاف الأحمر وموت روب وأمه، أهانهما الـ”فرايز”، فأخذوا رأس ذئب روب ووضعوها فوق جثته، كما خلعوا ملابس كايتلين بعد ذبحها ورموا جثتها في النهر.
في هذا الوقت وجدتها ذئبة آريا التي تدعى نايميريا بعد ثلاثة أيام وأخرجتها من الماء.
عثر الأخوة بلا راية على جثة كاتلين وتعرف هاروين عليها، حيث إن والده كان يعمل خادمًا في وينتر فيل، توسل هاروين إلى ثورت أوف مير كي يعيد كاتلين للحياة كما فعل مع بيرك دانديريون، لكنه أخبره أنه لا يستطيع، فالجثة تحللت، فتقدم وقتها بريك من جثة كاتلين وقبلها فعادت إلى الحياة مرة أخرى ومات هو، لكنها عادت بشكل مختلف تمامًا.
أصبحت كاتلين ستارك بشعة، وجهها متشقق من الدموع والجروح إثر خمش وجهها عند مشاهدتها لقتل ولدها روب، وحلق مقطوع بارز اللحم لا تستطيع الكلام إلا أن تضغط عليه، فتخرج حروفها غير مفهومة بل وخشنة، وأطلقت على نفسها “ليدي ستون هارت”.
قادت كاتلين الأخوة بلا راية، حتى قابلت بريان وتابعها بودريك، أخبرتهم بريان بقصتها وأنها تبحث عن سانسا ستارك حسب تعليمات جيمي لانستر، أخبرتنا كاتلين أنها خائنة، وأنها خانتها، وقتها علمت بريان أن التي أمامها هي كاتلين، لأنها لم تعد في حياتها إلا امرأة واحدة.
خيرتها كاتلين بين الموت أو إثبات ولاءها عن طريق قتل جيمي لانستر، رفضت بريان ذلك، قائلة إن جيمي أنقذها، وارسلها للبحث عن سانسا، لكن كاتلين لم تصدقها، فأحد رجال البولتون عند قتله لروب قال: الـ”لانستر” يرسلون تحياتهم.
فخيرتها بين الشنق بتهمة الخيانة أو إحضار جيمي لها، فلم تستطع بريان الاختيار، فأمرت بشنقهم، لكن في آخر لحظة صرخت بريان بكلمة واحدة، لا نعلم ما هي لكن يبدو أنها أنقذتهم.
كل هذا لم يحدث في المسلسل بالطبع، فبريان لم تقابل “ليدي ستون هارت”، ولا نعرف إن كانت ستخون جيمي أم لا.
5 – رحلة آريا ستارك
في رحلة آريا عندما أخذها الهاوند كي يعطيها لأمها وأخيها روب ستارك متوجهًا نحو “التوينز”، في سبيل استبدالها بالذهب، وقع وقتها الزفاف الأحمر، وحاول الهاوند منع آريا من دخول التوينز عن طريق ضربها على رأسها وإفقادها الوعي، فهي لم ترَ أي شخص، ولم ترَ ذئب أخيها يُقتل كما حدث في المسلسل.
6- قتال بريان والهاوند
بعد وفاة كاتلين وروب ستارك قرر الهاوند الذهاب إلى لايسا تالي خالة آريا كي يسلمها آريا، لكنه قرر بعد ذلك الذهاب إلى ريفر رن وفي وسط الطريق اضطرا إلى التوقف ودخول أحد الفنادق.
رأت آريا هناك أوليفر وهو أحد أفراد جيش “الماونتن”، والذي سرق سيفها “نيدل” الذي أعطاه لها أخوها جون سنو، ومعهم تيكلر ومرافق آخر، لم يهتم الهاوند بهم، واستمر في تناول الطعام والشراب حتى ثمل، وحدث قتال بينه وبين أوليفر، قُتِل أوليفر وتيكلر، واسترجعت آريا سيفها وقتلت به المرافق.
لم يهتم الهاوند بالموجودين، واستمر في تناول الطعام والشراب، ثمل هاوند وحدث قتال بينه وبين أوليفر، وقد مات أوليفر، ومات نيكلر واسترجعت آريا سيفها وقتله به المرافق.
الهاوند جريح من القتال ونزيف شديد لما خرجوا من الفندق لم يستطع التوازن وسقط من الحصان، طلب من آريا أن تقتله، لكن آريا اقتربت منه وأخذت أمواله وقالت له إنه لا يستحق الرحمة، باعت الحصان وأعطت لناس رايحين برافوس، لكن اللي حصل كان بريان وبتاع مش موجود .
7- عمى آريا ستارك
رأينا في المسلسل أن آريا تصل إلى برافوس وتلتقي بجاكن هجار”، وتبدأ في التخفي، وعندما حصلت على مهمتها الأولى – وهي مراقبة رجل الرهانات وتسميمه – تشتت انتباهها لدى رؤيتها ميرن ترانت، فهو أحد الأسماء الموجودة على قائمتها، لأنه قتل معلمها سيريو فوريل، وخان أباها، فلحقته إلى بيت الدعارة، ثم تخفت وقتلته بعد ذلك بعدما أخبرته بهويتها الحقيقية.
عادت آريا للمعبد بعد ذلك ليخبرها جاكن أنها أخذت روحًا خاطئة، ويجب أن يموت أحدهم لإرضاء الإله المتعدد الوجوه، فيشرب سمًا ويموت، لتكتشف آريا أنه لم يوجد من الأساس وتصاب بالعمى، لم يحدث عمى آريا في الرواية بالطريقة ذاتها، فهي لم تقتل ميرن ترانت بل قتلت داريون الذي خان عهد حراس الجدار، وأصبح مغنيًا لدى العاهرات، عندما أخبرت جاكن هجار بذلك عرف أنها لم تتخل بعد عن هويتها، فأعطاها كوبًا من الحليب شربته، وفي الصباح أصابها العمى.
8- رامزي بولتون وزواجه من سانسا ستارك
من أكثر التغيرات براعة في المسلسل هو زواج سانسا من رامزي، رُبما للوهلة الأولى تشعر أنه لم يكن لزواجهما أي معنى لكن بعد ذلك سوف تدرك التغيرات التي حدثت في شخصية سانسا نتيجة لهذا الزفاف.
في الرواية تزوج رامزي بولتون من جين بول وهي صديقة لسانسا ستارك، وادعى آل بولتون أنها آريا لإظهار شرعيتهم في حكم وينتر فيل، قد يبدو لمشاهدي المسلسل أن شخصية رامزي بولتون هي الأكثر حقارة على الإطلاق، لكن حقارتها لا تقارن حقًا بشخصيته في الكتاب، فهو أكثر وحشية ودناءة كما أنه لم يمت حتى الآن!
9- جون سنو لم يحارب الوايت ووكرز
في رواية جورج ر ر مارتن لم يغادر جون سنو حراسة الجدار قط، ولم يحارب أيًا من الوايت ووكرز، بل اكتفى فقط بإرسال بعض الأسرى الهمج إلى تورموند.
الأمر المختلف عن المسلسل تمامًا، فقد استطاع صناع المسلسل وضع معارك ملحمية، وتعريفنا بالعديد من الأشياء التي عجز الكتاب عن توضيحها مثل كيفية قتل الوايت ووكرز بالحديد الفاليري.
10- تيريون لانستر لم يقابل كاليسي
فتحت دينيرس تارجيريان حلبة المصارعة احترامًا لتقاليد أهل ميرين، حتى قُتلت إحدى المقاتلات بطريقة وحشية في حلبة المصارعة، وقتها حلق تنينها وحرق القاتل.
هذا لم يحدث في المسلسل، فقد عرض المسلسل تعرض دينيرس لتمرد من أبناء الهاربي، ودافع كل من جورا مورمنت وتيريون لانستر عنها.
لكن في واقع الرواية حلقت دينيرس بتنينها، ولم يكن هناك أي تمرد، بل حاولت السيطرة على تنيتها، كما لم يدافع جورا وتيريون عنها، فلقد كانا ما يزالان ضمن العبيد، وحتى نهاية آخر ما نُشر من الرواية، فإن تيريون لم يقابلها.
هذه أهم نقاط الاختلاف بين الرواية والمسلسل، فإذا كنت تعرف المزيد عن هذه الاختلافات، لا تنس إخبارنا بها.