كشف تقرير لصحيفة “فرانكفورتر الغماينه” الألمانية أن “الآلاف من الشبان الإسرائيليين يسعون من عام لآخر للعمل داخل جيش النخبة، وإنهم لتحقيق ذلك ينخرط العديد منهم في كورسات أو دورات خاصة خلال فترة الدراسة في المدارس”.
وتنقل الصحيفة في تقريرها عن أحد العاملين في هذه المدارس ويدعى “ماتان شوتينج”، وهو طالب طب أسنان ومسؤول عن إحدى وحدات تدريب تلاميذ المدارس وخدم كقناص سابقا في وحدة “دوفدوفان” إحدى وحدات النخبة والتي تنحصر مهمتها في قتال الشوارع واقتحام البيوت قوله: “التدريبات المسبقة والتي يتعلمها التلاميذ الآن ليست من فراغ، عليهم أن يتعلموا كيف يشكلوا سلسلة من أربعة أفراد وإسعاف جندي مصاب وإخراجه من دوائر القتال”.
ويضيف “شوتينج” لتلاميذه “عندما تصبحون في الجيش، أول شيء ستتعلمونه وترونه، الجندية والانضباط، سيكون أصدقاءكم فقط من الجنود داخل الثكنات طيلة فترة حياتكم”.
تقول كاتبة التقرير “العديد من التلاميذ الذين يدربهم “شوتينج” يريدون الالتحاق بوحدات النخبة، هناك من يحلم بأن يصبح طيارا مقاتلا، أو العمل داخل أجهزة المخابرات، لذلك يسعى هؤلاء التلاميذ إلى الاجتهاد في التدريب كي ينال كل واحد منهم ما يريد وأن لا يترك الخيار للجنة الاختبارات في الجيش أو للقدر”.
يقول “إلاد إبن” 17 عاما: “لا أعلم ماذا أريد أن أدرس، لكني أعلم أنني أريد أن أصبح جنرالا في هيئة الأركان العامة، هناك خدم بينيامين نتنياهو و إيهود باراك، أعلم أن ذلك صعبا فمدة الاختبار تمكث أسبوعا كاملا، وعلي أن أعمل الكثير لذلك حيث يتم تصفية العديد من المشاركين في فترة التدريب والاختبار”.
“نوعا” ابنة 18 عاما أنهت الاختبار الأول والذي يدعى بالعبرية (كاراكال) ومعناه (ثعالب الصحراء) حيث يتم اجتياز الاختبار في مكان قريب من الحدود المصرية، تقول للصحيفة: “أريد أن أثبت ذاتي، فهو شيء مهم لي ولبلدي”.
من جهتها تقول منظمة “أهاري” الشبابية والتي تعمل على تدريب هؤلاء التلاميذ: “يجب أن تكون القدرة العقلية للتلاميذ عالية، يجب أن يدفع هؤلاء الطلاب الرسوم الشهرية للمنظمة، والتي مقدراها حوالي 80 يورو، وبالرغم من الرسوم العالية إلا أننا لا نستطيع ضم كل التلاميذ لأن أعدادهم تفوق مقدرتنا، فهناك الآلاف من يريد أن يلتحق بجيش النخبة”.
يقول “آهاري بريموفيتش” والذي قاتل في صفوف الوحدات الخاصة، والذي يعمل حاليا في منظمة “هاري” الشبابية: ” الجيش شيء مهم في حياة كل إسرائيلي، نريد من هؤلاء التلاميذ أن يكونوا مواطنين صالحين، وأن يكونوا على قدر من المسؤولية من أجل غيرهم، لذلك يعتبر العمل الاجتماعي أحد أهم ركائز التدريب، على سبيل المثال، التلاميذ الذين يتدربون تحت إمرة شوتينج يتوجب عليهم مساعدة المختلين عقليا لمشاهدة “ماراثوان القدس”، يجب أن يكون تلاميذنا والذين يقدر عددهم بـ5 آلاف شخص قدوة، تماما كما يعني مؤسستنا (أهاري) والذي معناه (اتبعني)”.
يقول “أيلام” والذي عمل في وحدة الدفاع الجوي رقم 669 ومن بعدها في الوحدات الخاصة “المدارس لا تهيئ التلاميذ للجندية كما في السابق، فالتلاميذ يأكلون الوجبات الدسمة والسريعة ولا يتحركوا كثيرا”.
من جانبها قالت ميرة بشارة الباحثة القانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان: “عندما نتحدث عن القانون الدولي وموقفه من تجنيد الأطفال، فنحن نتكلم عن حظر لتجنيد الأطفال خاصة أولئك الذين لم يبلغوا الخامسة عشر من العمر؛ كما أن توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة تنص بأن على الدول أن تعمل على ألا يتم التجنيد الإجباري لأي شخص لم يبلغ الثامنة عشر من عمره.
وتضيف “في ضوء ذلك يغدو المهم في المسألة المعروضة أمامنا هو البحث في أعمار هؤلاء الأطفال الذين يتم تدريبهم وتجنيدهم ومعرفة طبيعة المهام الملقاة على عاتقهم لتحديد ما إذا كانت تشكل تجنيداً أو تقتضي المشاركة في العمليات العدائية، وهو ما يجعلها تقع في النطاق المحظور من القانون الدولي أم لا”.
سلسلة تقارير مشتركة بين نون بوست وشبكة قدس الإخبارية