في 2011 جلست المعارضة السعودية منال الشريف خلف المقود في سيارة أخيها، وجرؤت أن تقودها في شوراع المملكة السعودية، لكنها لم تكن الأولى لتحتج على حظر المملكة لقيادة النساء للسيارات، فقد اُعتقلت 47 امرأةً للقيام بالفعل ذاته منذ عام 1990، لكن الشريف سجلت ذلك على فيديو ووضعته على يوتيوب.
وبعد تعرضها لحملة من الأكاذيب، تسجل منال الشريف مذكراتها لابنها، في كتاب “الجرأة للقيادة: صحوة المرأة السعودية” (Losfahren: A Saudi Woman’s Awakening)، لكنها لم تكن لتنشرها، قائلة: “سجلتها لأشرح تفاصيل مشاركتي في حملة (سأقود سيارتي بنفسي)، وتفاصيل المواقف الشجاعة التي وقفها نساء ورجال يرفضون الخضوع بصمت، كتبته لأعبر عن رفضي لفتاوى تنظر لي نظرة دونية، فأخرست صوتي الفتنة وطمست وجهي العورة وسرقت اسمي العيب، كتبته للنساء اللواتي دفعن أثمانًا غالية بسبب فقدانهن لحرية قرارهن، كتبته حبًا في الوطن لا هجاءً له”.
كتاب السيدة الشريف الأول الذي نشرته مؤخرًا دار “سيسيسيون فيرلاغ” (Secession Verlag) الألمانية، بعد نشره بالإنجليزية ( Daring to Drive: A Saudi Woman’s Awakening)، هو مذكرات عن بلوغها سن الرشد السياسي، وأيضًا صورة عن الاضطرابات والاستبداد في المملكة العربية السعودية على مدى العقود الأربع الماضية، وعن علاقة المملكة المعقدة مع الولايات المتحدة.
هذا حقي في القيادة
منال الشريف واحدة من أهم رائدات حقوق المرأة في العالم الإسلامي، قصة حياتها المثيرة والمنفتحة بمثابة وثيقة للقهر والتحرر، وفيها تتحدى أشد المحرمات الثقافية السعودية (قيادة السيارة)، وتتحدى أيضًا نظام الوصاية ومعه الرجال، فقد سئمت طلب الإذن من شقيقها، عندما تريد أن يوصلها بسيارتها الخاصة إلى اجتماع عمل.
وتروي الخبيرة الحاسوبية في شركة “أرامكو” في مذكراتها تفاصيل مغامرتها، ومن ساعدها على تنفيذها وشعورها وقتها: “ومثل غيري من أبناء جيلي، ممن كانوا آنذاك يحتشدون في المدائن والشوارع عبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مَن رفعوا أصواتهم وأياديهم حاملين هواتفهم الجوالة وكاميراتهم في وجه القمع والاستبداد والتقاليد، كنا نحن في تلك اللحظة نتصدى لإحدى أشد المحرمات الثقافية في السعودية ترسخًا”.
وتعود التجربة المحرمة إلى عام 2011، حيث اجتاحت موجة الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية معظم أنحاء العالم العربي، وعادت السيدة الشريف إلى السعودية في ذلك الوقت، وكانت تعيش في مجمع أرامكو، وهي أم مطلقة، ولديها ولد وحيد (عبد الله)، واشترت سيارة، وسمح لها بقيادتها داخل مجمع أرامكو.
وفي صباح أحد أيام مايو/أيار 2011، قررت أن تأخذ السيارة للقيام بجولة في الخارج، فجلست على مقعد سيارتها أمام المقود، وجلس صديق لها (أحمد) في مقعد الراكب، وسجل مقطعًا مصورًا لجولتها بالسيارة على هاتفها، ووضعته على شبكة الإنترنت، فكان وثيقة عصيان مدني على سلطات المملكة.
لكنها لم تتوقع أن المقطع المصور الذي نشرته عام 2011، في أثناء قيادتها للسيارة في شوارع الرياض ليلاً سيحدث كل هذا التأثير، ولم تصدق أن الفيديو أصبح الأكثر مشاهدة في أنحاء المملكة، حيث حقق أكثر من 700 ألف مشاهدة خلال يومين.
عادة ما تستخدم السجون للنساء المهاجرات غير الشرعيات، اللواتي يخدمن السعوديين وليست للسعوديات، فهناك 7 سعوديات فقط من 168 امرأة في السجن، وأربع منهن في احتجاز مؤقت ولا يقضين حكمً
تلقت الشريف كثيرًا من الدعم المعنوي من زملائها في أول يوم عمل لها بعد نشر الفيديو على موقع يوتيوب، ولم تنس أيضًا التحذيرات ورسائل التهديد التي بلغت حد التهديد بالقتل، وما وصلها عبر البريد الإلكتروني الخاص بعملها، وأوضحت أن الوصول إلى مكان عملها في شركة “أرامكو” للبترول كان سهلاً نظرًا لأن الشركة تتيح على موقعها أسماء العاملين بها وعناوينهم الإلكترونية.
وبحلول فترة ما بعد ظهر اليوم التالي، انتشر المقطع على “يوتيوب”، وجاءت التغطية الإخبارية الدولية، وخلال ساعات، طرقت مجموعة من الشرطة السرية باب شقتها، وحملوها في الفجر إلى سجن النساء بين الصراصير، حيث بقيت فيه لتسعة أيام، وكان من المحتمل أن يطول الأمر عن ذلك بكثير، إذا لم تقم تيارات احتجاجية في جميع أنحاء العالم بتحريرها.
وعادة ما تستخدم هذه السجون للنساء المهاجرات غير الشرعيات، اللواتي يخدمن السعوديين وليست للسعوديات، فهناك 7 سعوديات فقط من 168 امرأة في السجن، وأربع منهن في احتجاز مؤقت ولا يقضين حكمًا، ولم تختلط سوى بسجينة سعودية خلال الأيام التسع التي قضتها في السجن، وخرجت الشريف من هذه المحنة أقوى، مصممة على أن تحصل على حرية النساء في قيادة السيارة من الدولة السعودية الظالمة.
وعن مرحلة اعتقالها، كانت “أكثر الأمور رعبًا أن تكون امرأة في سجن النساء، لكن ليس لكونه سجنًا، بل لإدراك مدى الانتهاكات التي يتعرض لها الآخرون فيه، وليس لديهم إمكانية الحصول على مساعدة قانونية أو مترجمين في المحاكمة، كانت العديد من السجينات لا يعلمن لمَ تم سجنهن، وقد جعل ذلك معاناتي تبدو تافهة مقارنةً بهن”.
وتسترجع الشريف في مذكراتها أيضًا استياء مديرها في العمل من تزايد الضغوط وطلبه عدم الزج باسم الشركة في معركتها، وتتذكر السؤال الذي وجهه إليها حين قال: “كيف يمكن أن يسهم ما تقومين به في تغيير أي شيء في المجتمع؟”، وأجابته الشريف وقتها: “نحن في 2011 وقد حان وقت التغيير”.
#NewProfilePic#Women2Drive @LatuffCartoons ❤️ pic.twitter.com/KQ4n0Zblp1
— منال مسعود الشريف (@manal_alsharif) September 26, 2017
طفلة خلف الأبواب المغلقة
كانت القيادة خطوة مباشرة للانتفاضة، بدأت من خلالها منال الشريف في تشكيل حركة نسائية، وهو ما أزعج المسؤولين بالمملكة، لكن الأمر كان أكبر من ذلك بكثير، فنادرًا ما أعطى كتاب مثل هذه النظرة العميقة على الحياة اليومية الصارمة لأسرة سعودية.
ولدت السيدة الشريف عام 1979، وهي الابنة الثانية لأب سعودي وأم ليبية، كانوا يعيشون في شقة ضيقة في مكة المكرمة، أقدس مدينة وأكثرها محافظة دينيًا في المملكة العربية السعودية، والدها قاد سيارة أجرة، استوحت والدتها ملابسها من التصاميم في مجلات الموضة، لم تكن الأمور تسير بسلاسة دائمًا، كان هناك الكثير من الاعتداءات، والدها يضرب والدتها، شقيقتها تضربها، وبعد ذلك زوجها الأول ضربها، الكثير والكثير من الضرب.
الشريف عبرت عن طفولتها وشبابها بأسلوب منفتح وصريح، عندما كانت في طريقها لأن تصبح مسلمة متطرفة، تعرضت لتربية صارمة جدًا في البيت والمدرسة: “لم يكن يسمح لي بمناقشة القواعد أو التعبير عن شكوكي، لطالما شعرت بأن هناك أمرًا خاطئًا بالطريقة التي يعلموننا بها كنساء، وأننا في مرتبة أدنى في كل شيء، نحن فتنة، نحن مصدر كل الشرور في المجتمع، ويجب أن نبقى وراء الأسوار العالية للملكة”.
عايشت الشريف بنفسها الطبيعة المتناقضة للبلاد، التي حققت ثروة هائلة في بضعة عقود، كانت تتعرض للضرب عندما كانت طفلة صغيرة، وكان عليها أن تقاتل للحصول على مكان لها في الجامعة، حيث كانت تدرس بشكل منفصل عن الطلاب الذكور
ومن بين قصص الطفولة التي تذكرها الشريف في الصفحات الأولى من كتاب مذكراتها قصة الأمير الصغير الذي صفعه معلمه دون سبب، فأضمر أن ينتقم عندما يصبح ملكًا، وعندما أصبح ملكًا استدعى أستاذه، وقال له لماذا صفعتني؟ فقال له الأستاذ أردت أن تذوق طعم الظلم قبل أن تصبح ملكًا.
السيدة منال الشريف كانت في الرابعة عشر من عمرها حين أحرقت أشرطة أخيها الموسيقية ومجلات الأزياء العائدة لوالدتها، وحين تخلت عن رسم الصور البشرية وقراءة روايات أغاثا كريستي التي كانت محظورة في السعودية، لقد عرفت منال في أجواء الإسلام المتشدد الذي يجتاح المملكة جميع أنواع المحظورات على النساء: ممنوع نتف الحاجبين، ممنوع تصفيف الشعر بشكل عصري، حتى الكشف عن الوجه بالأماكن العامة ممنوع أيضًا”.
وبسبب هذه البيئة المكتظة بترهلات التقاليد العمياء، أرادت السيدة الشريف أن تكتب كتابًا لتحريض النساء من أجل التغيير في بلدها، وقد أقنعها أحد الوكلاء بالكتابة عن نفسها، وهو أمر لم يكن سهلاً، ولا سيما عن شيء واحد لا يتحدث عنه السعوديون، وهو الختان الذي تصفه بأنه “أصعب جزء في طفولتي”.
نحن نكافح لنتملك مصيرنا بين أيدينا
عايشت الشريف بنفسها الطبيعة المتناقضة للبلاد، التي حققت ثروة هائلة في بضعة عقود، كانت تتعرض للضرب عندما كانت طفلة صغيرة، وكان عليها أن تقاتل للحصول على مكان لها في الجامعة، حيث كانت تدرس بشكل منفصل عن الطلاب الذكور.
طلبت السيدة الشريف إذن والدها لدخول الجامعة، درست علوم الكمبيوتر، وقالت إنها تحتاج إلى إذنه للسفر إلى الخارج لرحلة عمل وللحصول على جواز سفر، وغيرت رحلة عمل خاضتها السيدة الشريف إلى “نيو هامبشاير” في الولايات المتحدة نظرتها إلى أشياء كثيرة، لقد ذهبت إلى المسرح، وللتزلج وتعلمت القيادة.
لم تسع الشريف لأن تكون ثائرة، وكونها شابة لم تفعل أكثر من أنها حصلت على وظيفة، وحتى تلك كانت خطوة كبيرة، فلم تكن في العائلة امرأة أخرى تعمل، وأبقى والداها هذا الموضوع سرًا، ولم يخبرا أي فرد من العائلة، وعندما التحقت بالعمل في شركة النفط “أرامكو” التابعة للدولة، وكانت جنبًا إلى جنب مع الرجال الذين درسوا معها، وصفت بالعاهرة .
وبعد احتجاجها العلني على قمع المرأة، اضطرت الشريف للتخلي عن موقفها، بسبب العداء المستمر لها، وهاجرت إلى دبي، وأرادت – لالتزامها المستمر بحقوق الإنسان – أن تشجع النساء في بلدها الأم، للقتال من أجل حقهم في تقرير مصرهم: “أعتقد أنه لا يمكن للأطفال أن يكونوا أحرارًا، إذا لم تكن أمهاتهم حرائر، ولا يمكن للآباء أن يكونوا أحرارًا، إذا لم تكن بناتهن حرائر، ولا يمكن للأزواج أن يكونوا أحرارًا، إذا لم تكن نساؤهن حرائر، والمجتمع لا يساوي شيئًا، إذا كانت المرأة لا تساوي شيئًا”.
إلى بني جيلي
بإصرار، ترصف منال الشريف طريقها لكي لا تكون عالة على أحد، تجتهد في التحصيل العلمي، تصبح امرأة عاملة قادرة على تقديم المساعدة لا استجدائها، ترفض أن يُنظر إليها على أنها قاصر، بشجاعة تصر على حقها، وتندفع للمشاركة مع أخواتها في النضال من أجل حقوق النساء في بلدها، لتزرع الأمل بدل الإحباط، كتبت منال الشريف بقلمها، بقدر ما كتبت بدموعها سيرة كفاحها التي بين أيديكم.
تجربة الإقصاء التي مرت بها الشريف مبكرًا في حياتها جعلت منها ناشطة شجاعة، لكن تلك الصحوة والثورة يجب ألا تكون ضد الظلم الواقع على الشخص وأبناء جلدته فقط، بل أيضًا الظلم الواقع على من لا يعترف تقريبًا بإنسانيتهم في السعودية والاقتصاد العالمي، وعندما تستطيع منال أن تقود السيارة منتشية بالنصر في السعودية، لعلها تفكر في الذهاب إلى السجن الذي احتجزت فيه، حيث تبقى مئات النساء دون أمل في الحرية.
وتقول السيدة الشريف في الكتاب: “من السابق لأوانه أن نقول كم من جيلي تعود على أن يُحتقَر ويُظلَم ويتعرض للضرب والإساءة اللفظية والقسوة العامة، لكني أعرف أنني واجهت ذلك، وأنا أعلم أنني سأحمل هذا الدرس معي دائمًا”.
تؤكد الشريف المتمسكة بتعاليم دينها: الإسلام كرم المرأة، لكن مؤسستنا الدينية أساءت استخدام اسم الإسلام
كان جيل السيدة الشريف ملزمًا بإطار جامد من الإسلام، وهي تذكر الزعماء الدينيين الذين يأتون لإلقاء محاضرات عن كيفية مخاطبة الجمهور في مدرستها، لقد تم نشر منشورات في الشوارع تصف ما يجب أن يفعل الناس وما يجب ألا يفعلوه.
لقد وجدت عمة مسنة كانت تلبس دائمًا العباءات السعودية التقليدية الملونة فجأة نفسها في عباءة سوداء من الرأس إلى أخمص القدمين، لأن أطفالها أخبروها بذلك، لقد تم تشجيع الشباب بشكل روتيني على الانضمام إلى القتال ضد القوات السوفييتية في أفغانستان.
هذا النوع من العقيدة، بحسب السيدة الشريف، يتطلب “الكراهية للكافر”: “جيلنا الذي ولد في السبعينيات والثمانينيات، هو جيل متطرفين، أنت تتخلى كثيرًا لمتابعة هذه القواعد، إنها تحت جلدك”.
ومع أحداث 11 سبتمبر/أيلول، شعرت السيدة الشريف بالجزع لأن العقيدة المتطرفة التي نشأت فيها قد حفزت 19 خاطفًا، 15 منهم من السعودية، على قتل الكثير من الناس، “كان لديهم ما يكفي من الكراهية”.
Europe, please don't read my UK book (the one with green cover), important parts were removed. Please order my original US or German book pic.twitter.com/I1zGxNGdLH
— منال مسعود الشريف (@manal_alsharif) October 5, 2017
مملكة القهر
في هذا الكتاب، تعيد الشريف تاريخ قمع المملكة لحقوق المرأة إلى عام 1979، عندما احتلت مجموعة يقودها جهيمان العتيبي المسجد الحرام في مكة في الحج، وقالوا إن آل سعود ابتعدوا كثيرًا عن تعاليم الإسلام، واقتحم الجيش الحرم، حيث قتل نحو 250 شخصًا، وجرح 500، ولتعيد العائلة الحاكمة رجال الدين إلى جانبها وافقت على تبني السلفية، في نسخة أكثر تزمتًا من الإسلام، وأن تصدرها على مستوى العالم، وكانت النساء من تحملن العبء الأكبر من هذا الترتيب.
وتؤكد الشريف المتمسكة بتعاليم دينها: “الإسلام كرم المرأة، لكن مؤسستنا الدينية أساءت استخدام اسم الإسلام، أغضبتهم كلماتي وأفعالي، اقتبست أقوالًا من الأحاديث الشريفة في مسألة تكريم المرأة، لأثبت لهم بأنهم على خطأ، ونتيجةً لذلك بدأت المزيد من النساء يشككن بسلطتهم الدينية، وكانت لدي الشجاعة للوقوف في مجتمع متشدد جدًا، ولن أتراجع”.
المنع من القيادة في العقود الماضية كان واضح المشروعية والهدف، بسبب أن “مجتمعي محافظ جدًا، وتُعامل المرأة فيه على أنها قاصر تحتاج الحماية والإذن من الرجال لكل شيء تقريبًا، وهناك ثلاثة عناصر رئيسة في السعودية تمنع النساء من القيادة: المجتمع المحافظ أولًا، ثم المؤسسة الدينية والحكومة”.
تعرضت حياة الشريف لتغيير جذري، فهي معروفة الآن بتحدي القوانين والأعراف التي تبقي المرأة السعودية في الخلف، بما في ذلك حرمان المرأة من حق قيادة السيارة قبل قرار السماح المشروط لها بقيادتها
وتكتسب المؤسسة الدينية سلطتها من خلال فرض السلطة على النساء، ولا ترغب الحكومة بإثارة غضب المؤسسة الدينية، والمجتمع عمومًا يقبل النظر للمرأة على أنها قاصر، حين دخلت السيارات إلى السعودية، تقبل المجتمع مبدأ عدم قيادة المرأة للسيارة”.
ووصل الأمر حد قول دكتور جامعي: “لو سُمح للنساء بالقيادة في السعودية، فلن يبقى هناك عذراء في البلاد في غضون 10 سنوات”.
اليوم، تبلغ منال الشريف 38 عامًا، وقد تعرضت حياتها لتغيير جذري، فهي معروفة الآن بتحدي القوانين والأعراف التي تبقي المرأة السعودية في الخلف، بما في ذلك حرمان المرأة من حق قيادة السيارة قبل قرار السماح المشروط لها بقيادتها.
أصبحت أكثر وعيًا بالأقل حظًا في بلدي وأصبحت أكثر معرفة بأن هناك عقابًا خاصًا بالمرأة التي تجرؤ على الكلام، وقد نالني شيء من الأمر شخصيًا حين رفعت صوتي وتصرفت في مجتمع محافظ مثل المجتمع السعودي، فقد تم جلبي لبيت الطاعة عند زوجي، لكنني كسرت هذه القاعدة.
وتعيش السيدة منال في أستراليا، مع زوجها البرازيلي، وابنها البالغ من العمر 3 سنوات، وقد تقدمت بطلب إلى الحكومة السعودية للاعتراف بزواجها الثاني ولم تتلقه بعد، وتقول: “المنفى محبط، عندما كنت في السعودية كنت لا أتحدث فقط كنت أقوم بأفعال، أشعر بالعجز قليلا الآن”.
أما ابنها البكر فيعيش في السعودية مع والده، ويزور السيدة الشريف أكبر عدد ممكن من الزيارات، ويسألها جميع أنواع الأسئلة عن جميع الأشياء، مثل ما إذا كنت تريده أن يتحدث مع فتاة.
تقول إنها تجيبه: “عبد الله، أنت صبي ذكي جدًا، سأعطيك إجابتين، الجواب الذي أومن به، والجواب الذي سوف يبقيك بعيدًا عن المتاعب”، يبلغ عبد الله الآن 12 عامًا، وتأمل أن يقرأ كتابها يومًا ما ويفهم خياراتها، تقول “إنه يروي قصتي كلها”.