دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقف بلاده من التدخل العسكري في أوكرانيا، وذلك في أول ظهور له منذ الأزمة الأوكرانية الراهنة والاطاحة بالرئيس في الـ 22 من فبراير الماضي، واصفاً المشهد الأوكراني بـ”الفوضى” وانعدام الأمن وأن الأوكرانيين غير قادرين على إدارة البلاد، مضيفاً أن المسلحين الملثمين يجوبون شوارع العاصمة كييف – في الوقت الذي تشهد العاصمة هدوءآً خلال الأيام الماضية حسب الأخبار الواردة من هناك -.
القوات الروسية كانت قد تدخلت في أوكرانيا الثلاثاء الماضي، ليبرر بوتين ذلك بأن الحكومية الموالية لروسيا “أطيح بها بطريقة غير مشروعة”، معتبراً أن الرئيس الأوكراني طلب المساعدة العسكرية من روسيا، ومضيفاً أن العسكريين الذي يرتدون زياً لا يحمل أي علامات في شبه جزر القرم هم “أعضاء جماعات الدفاع الذاتي المحلي” وليس القوات الروسية.
ولم يعلق بوتين في تصريحاته عن السفن البحرية التي تحيط القواعد والسفن الأوكرانية في شبه جزيرة القرم.
وكانت روسيا قد علقت في وقت سابق مع بدايات الأزمة بأنه لا نية لها لإرسال قوات إلى أوكرانيا اذا ما بدأت هذه الأخيرة باتخاذ الأوامر وإدارة البلاد، وأن القوات في شبه جزيرة القرم هي لحماية القواعد الروسية العسكرية وحسب.
بوتين قال وفي حديثه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال أن روسيا لها الحق في حماية “الأقليات الروسية” في أوكرانيا، موضحاً له “الخطر الفعلي الذي يتهدد حياة وصحة المواطنين الروس على الاراضي الاوكرانية” وكذلك “الاعمال الاجرامية للقوميين المتطرفين المدعومين من السلطات الحالية في كييف”.
التصريح هذا حول تواجد القوات الروسية لحماية “الأقليات” كان له بُعد آخر في الولايات المتحدة التي حلّ وزير خارجيتها جون كيري في العاصمة الأوكرانية كييف سعياً منه لاحتواء الأزمة ومعلنا قروضاً تصل لمليار دولار لأوكرانيا بالاضافة إلى اجتماع مطول مع نظريه الروسي لافروف في باريس دون أي تطور على المشهد.
اذ وصفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بوتين بـ “هتلر” حين قالت : “إذا فكرنا أين سمعنا ذلك من قبل، فسنعرف أن ما فعله بوتين هو ما فعله هتلر آنذاك في ثلاثينات القرن الماضي” في نقاش مع حشد من أساتذة جامعة كاليفورنيا وطلابها البارحة الأربعاء.
كلينتون التي تراجعت في ما سبق عن التشبيه قالت: “لا أعتقد بالتأكيد مقارنة بين الاثنين، ولكني أوصي بأن نتعلم من هذا التكتيك الذي استخدم ذات مرة من قبل”- تقصد حماية الأقليات، مضيفة: “يذكر هذا بالمزاعم التي قدمت آنذاك في الثلاثينات (من القرن العشرين) عندما كانت ألمانيا تحت حكم النازيين تتحدث دائما عن ضرورة حماية الأقليات الألمانية في بولندا وتشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى في أوروبا”.