تعددت الاجتماعات التي تناقش الوضع السوري وأصبحت النتائج التي ستتمخض عنها معروفة لكثرة تجاربها، فالسوريون يتابعون بغير حماسة مؤتمر الأستانة 7، على الرغم من أنهم يعرفون مقرراته مسبقًا، ولكنهم يعتبرون هذه الاجتماعات بمثابة مسكن ألم، فالعلاج برأي الكثيرين منهم يبدو بعيد المنال في هذه الظروف.
وبالعودة للمؤتمرات التي كثرت بشأن سوريا تجتمع القوى التي تحارب في سوريا للتشاور في إدارة المرحلة وتضع الخرائط والمهام التي يجب أن يقوم بها كل من المعارضة والنظام، تلك الدول المجتمعة تلعب دور الخصم والحكم في آن واحد فهذا هو الاجتماع السابع الذي سيبحث عدة قضايا منها ملف المعتقلين المعقد كون النظام يعتقل أكثر من 200 ألف سوري، فالنظام كما جرت العادة لم يف بوعوده، والملف الثاني الذي سيناقشه اجتماع الأستانة هو تثبيت وقف التصعيد.
وقبيل هذا الاجتماع تفيد الأنباء القادمة من مناطق النظام أنه يحشد عسكريًا للقيام بعمل عسكري ضخم من عدة محاور، وفي هذا الإطار كلف النظام اللواء محمد خضور قيادة العملية العسكرية التي ستستهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري انطلاقًا من محور شرق الرهجان الذي تمكنت فيه قوات النظام من إحراز تقدم ضد تحرير الشام، وسيطرت على قريتي جب أبيض والشحاطية.
والمحور الآخر الذي يندرج ضمن هذه العملية بقيادة خضور هو محور أبو دالي في ريف حماة الشمالي، فقد تمكنت قوات النظام من إحراز بعض التقدم في تلك المنطقة وتجري اشتباكات قوية بينها وبين تحرير الشام التي فجرت عربة مفخخة يقودها سعودي في قرية أبو لفة.
تشير مصادر مقربة من تحرير الشام أن روسيا وإيران تسعيان للضغط على تركيا من خلال الأستانة 7 لكي تسمح لهما بفتح معارك على محاور ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي وكذلك الريف الشرقي لإدلب
كما تواردت الأنباء شبه المؤكدة عن حشود للنظام في ريف حلب الجنوبي يستهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري أيضًا، يذكر أن ما يسيطر على ريف حلب الجنوبي هي المليشيات العراقية واللبنانية في بلدة الحاضر وجبل عزان، وقد زار قائد أركان القوات الإيرانية محمد باقري تلك المليشيات في ريف حلب الجنوبي، وهذه الأخبار كلها تشي بقدوم حرب ضروس في تلك المنطقة.
فتركيا تريد أن تكون المناطق التي تقع شرق أوتوستراد حلب – دمشق الدولي منزوعة من السلاح الخفيف، لكن الإيرانيين والروس يريدون أن يقوموا بأعمال عسكرية تمكن النظام من السيطرة على مناطق شرق الأوتوستراد مثل مطار وبلدة أبو الظهور وبلدة سنجار في ريف إدلب الشرقي، كما تريد قوات النظام السيطرة على طريق دمشق حلب الدولي الذي يمكنها من اختصار المسافات بين دمشق وحمص مرورًا بحماة، هذه المعلومات تشير لصراع تركي من جانب وإيراني روسي من جانب آخر على هذه التوزيعة، على الرغم من أن تلك الدول تمثل الضمانة لاتفاق خفض التصعيد.
لكن هناك آراءً داخل المعارضة تعتبر أن عمليات النظام في ريف حماة وتهديده بالوصول لمطار أبو الظهور عبارة عن تسجيل نقاط في التفاوض القادم لأن الدول الضامنة اتفقت على خريطة لخفض التصعيد ولا قدرة للنظام على تغيير المعادلة.
في الوقت ذاته تشير مصادر مقربة من تحرير الشام إلى أن روسيا وإيران تسعيان للضغط على تركيا من خلال الأستانة 7 لكي تسمح لهما بفتح معارك على محاور ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي وكذلك الريف الشرقي لإدلب، وتقول المصادر إن تحرير الشام أعلنت الجهازية لما يتوقع أن يقوم به النظام في المناطق الواقعة شرقي أوتوستراد حلب دمشق وقالت تحرير الشام إن قوات النخبة فيها متجهزة للتصدي للحملة العسكرية القادمة.
تتهم هيئة تحرير الشام الفصائل المشاركة في الأستانة بأنها عقدت صفقات مع الروس كلها تصب في صالح النظام ،وتقول تحرير الشام إن المعارضة لا يحق لها تمثيل وتقرير مصير الشعب السوري من خلال اتفاقات تصفها بالمهينة والسرية
وقد تكون هذه المعركة القادمة ضد تحرير الشام في تلك المناطق تريدها بعض الفصائل المعارضة لكي تتخلص من تحرير الشام التي باتت الحاكم الفعلي للشمال السوري، كما أن هناك رأي آخر أن الأتراك قد يسمحون لروسيا بفتح هذه المعركة لاستنزاف تحرير الشام والمجيء بالبديل وهو درع الفرات والفصائل المعتدلة.
لكن الثابت أن السوريين يتوجسون من الأستانة بين الخوف من المخفي والطمع بوقف القصف الجوي الذي أنهكهم، فهم يريدون تخفيض التصعيد دون أن تكون هناك صفقات مخفية كما يقول كثير من السوريين.
في الموضوع ذاته تتهم هيئة تحرير الشام الفصائل المشاركة في الأستانة بأنها عقدت صفقات مع الروس كلها تصب في صالح النظام، وتقول تحرير الشام إن المعارضة لا يحق لها تمثيل وتقرير مصير الشعب السوري من خلال اتفاقات تصفها بالمهينة والسرية.
في المقابل تتهم الفصائل المشاركة في الأستانة تحرير الشام بالانفراد بالقرار، فقد أدخلت الأتراك من غير مشاورتها كما تقول.
وتبقى الأيام القادمة الكاشفة لكل التكهنات، لا سيما أن النظام أوشك أن ينهي معركة دير الزور ضد تنظيم الدولة وهذا أمر سينعكس سلبًا من الناحية العسكرية على المناطق في الشمال السوري الخاضعة للمعارضة.