ماذا تعرف عن أقاليم ما وراء البحار البريطانية؟

british-virgin-islands

لعلّه صادف أن سمعت قبل اليوم عن أراضٍ بريطانية تُعرف بـ”أقاليم ما وراء البحار البريطانية”، لكن هل كانت لك فرصة من قبل لتعرفها وتعرف خصائصها؟ في هذا التقرير نحاول معرفتها سويًا.

14 إقليمًا

تتألف هذه الأقاليم من 14 ولاية تحت سيادة المملكة المتحدة وتابعة لها، غير أنها لا تشكل جزءًا من المملكة، وهي إما بقايا الإمبراطورية البريطانية التي لم تكتسب استقلالها بعد، أو من اختارت البقاء تحت السيادة البريطانية خلال استفتاء عام، على عكس دول الكومنولث، ويبلغ عدد سكان الأقاليم مجتمعة نحو 000 .250 نسمة ومساحة أراضيها تبلغ نحو 570 727 1 كيلومترًا مربعًا، والغالبية العظمى من هذه الأراضي في أنتاركتيكا.

وخلافًا للأقاليم والأقاليم الخاصة والإدارات الفرنسية، لا تشكل الأقاليم البريطانية فيما وراء البحار جزءًا من الاتحاد الأوروبي باستثناء جبل طارق، ولا يحق لهم التصويت، وتتمتع معظم المناطق المأهولة بالحكم الذاتي مع احتفاظ المملكة المتحدة بالمسؤولية عن الدفاع والعلاقات الخارجية، أما الباقون فهم إما غير مأهولين أو لديهم سكان عابرون من الأفراد العسكريين أو العلميين، وهم يتقاسمون الملك البريطاني مثل الملكة “إليزابيث الثانية” كرئيس للدولة.

في سنة 2002 تغير الاسم الذي يطلق على هذه الأقاليم ليصبح “إقليم ما وراء البحار البريطاني” ليحل محل مصطلح “الإقليم البريطاني التابع” الذي أدخله قانون الجنسية البريطانية في عام 1981، وقبل 1 من يناير 1983، كان يُشار لهذه الأراضي رسميًا باسم مستعمرات التاج البريطاني، باستثناء الأقاليم البريطانية في أنتاركتيكا وجورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية – التي تستضيف المسؤولين فقط وموظفي محطات البحوث – وإقليم المحيط الهندي البريطاني المستخدمة كقاعدة عسكرية.

أكروتيري وديكليا كجزء من جزيرة قبرص في البحر المتوسط

منطقتان ذات قواعد عسكرية ذات سيادة بريطانية على جزيرة قبرص، احتفظت بريطانيا بهذه القواعد بسبب المركز الاستراتيجي لقبرص في البحر الأبيض المتوسط، رغم أن قبرص التي كانت مستعمرة في بريطانيا أصبحت جمهورية مستقلة من دول الكومنولث، تريد المملكة المتحدة الحفاظ على السيادة على هذه المناطق وهذا يضمن استخدام القواعد العسكرية البريطانية في قبرص، بما في ذلك قاعدة السلاح الجوي الإمبراطوري أكروتوري وحامية من الجيش البريطاني.

أنغويلا في منطقة الكاريبي

جزيرة من جزر الأنتيل الصغرى التي تقع في أقصى شمال منطقة الكاريبي، أصبحت ولاية تابعة لبريطانيا عام 1967، وتتكون من الجزيرة الرئيسية وهي أنغويلا نفسها، وطولها 26 كيلومترًا (16 ميلًا) وأقصى عرض لها 5 كيلومترات، وعدد من الجزر الصغيرة والمرجانية التي لا يوجد فيها سكان دائمون، وتبلغ مساحة هذه الجزيرة التابعة للمملكة المتحدة 96 كيلومترًا مربعًا، وعدد سكانها نحو 11.000 نسمة، ومعظمها مسطح وطقسها جاف مشمس، ويقوم مجمع سكاني يدعى ذا فالي مقام العاصمة غير الرسمية.

برمودا في شمال المحيط الأطلسي

أرخبيل في المحيط الأطلسي وهو أحد أقاليم ما وراء البحار البريطانية، أصبحت هذه الجزر مستعمرة بريطانية بعد توحيد برلمانات إسكتلندا وإنجلترا عام 1707 وتأسيس مملكة بريطانيا العظمى، أصبحت برمودا أقدم أقاليم بريطانيا ما وراء البحار في عام 1949 وذلك عندما أصبحت نيوفاوندلاند جزءًا من كندا، كما أصبح هذا الإقليم صاحب أكثر كثافة سكانية في عام 1997.

ويستند اقتصاد برمودا على التأمين وإعادة التأمين والسياحة، وهما أكبر قطاعين اقتصاديين في الجزيرة، وكانت برمودا صاحبة أحد أعلى معدلات الناتج المحلي الإجمالي للفرد في العالم في معظم سنوات القرن العشرين ولعدة سنوات، بعدها تأثر وضعها الاقتصادي في الآونة الأخيرة بسبب الركود العالمي.

المقاطعة البريطانية في القارة القطبية الجنوبية

إقليم من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) عاصمته روثيرا، تشكل هذا الإقليم في 3 من مارس/أذار سنة 1962، قبل هذا الموعد كانت المقاطعة البريطانية بأنتاركتيكا داخل نفوذ جزر فوكلاند، وتشمل أيضًا جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية.

المقاطعة البريطانية في المحيط الهندي

مجموعة جزر صغيرة في المحيط الهندي استولت عليها بريطانيا، أكبرها العاصمة دييغو غارسيا، وهي جزر أرخبيل كاجوس التي تقع شمال شرقي مدغشقر، وتبلغ مساحة الجزر ما يقرب من 78 كيلومترًا مربعًا، ولا يوجد لهذا الإقليم سكان دائمون، ويقيم فيها نحو 3.000 عسكري بريطاني وعمال للإنشاء، وتعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للإقليم.

سنة 1967 قامت الحكومة البريطانية بترحيل السكان الأصليين لهذه الجزر بالقوة، بعد أن وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة، أصبح الإقليم بموجبها قاعدة عسكرية للدولتين، وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة بحرية في دييجو جارسيا، وهي إحدى الجزر، في عام 2000 قررت المحكمة العليا في المملكة المتحدة إعطاء المواطنين الأصليين لتلك الجزر الحق للعودة إليها.

جزر العذراء البريطانية في البحر الكاريبي

أراض تابعة للمملكة المتحدة، تشتمل على أكثر من 50 جزيرة واقعة في البحر الكاريبي، منها 15 جزيرة مأهولة بالسكان، وكانت الجزر جزءًا من الإمبراطورية الهولندية ثم احتلت بواسطة بريطانيا في سنة 1672، سميت الجزر بهذا الاسم بواسطة المستكشف الشهير كرستوفر كولومبوس نسبة إلى القديسة أورسولا، التي تقول الأسطورة بأن كان لها 11 ألف جارية عذراء.

عاصمة الجزر هي رود تاون وعملتها الدولار الأمريكي، أهم هذه الجزر تورتولا وأنجادا ووجوروا، ومعظم الجزر قمم جبلية تنحدر سفوحها بشدة، عدد سكان الجزر نحو 28.054 نسمة في 2010، غالبية السكان كاريبيون من أصل إفريقي، منحدرون من سلالات العبيد الذين جلبوا إلى الجزر بواسطة البريطانيين.

جزر كايمان في البحر الكاريبي

تتألف جزر كايمان من 3 جزر، وتعرف الجزيرة الأولى باسم غراند كايمان والجزيرة الثانية كايمان براك، وأما الجزيرة الثالثة فهي ليتلكايمنا، وتقع في القارة الأمريكية غرب البحر الكاريبي، تُعد مدينة جورج تاون أكبر مُدنها وهي العاصمة، ونجد أن اللغة التي يتكلم بها معظم السكان هي اللغة الإنجليزية، ويعود ذلك كونها تخضع لإدارة المملكة المتحدة البريطانية وذلك وفق معاهدةِ مدريد، التي تم التوقيع عليها عام 1670، ومساحة هذه الجزر تساوي نحو 264 كيلومترًا مربعًا، ويتجاوز عدد سكانها 45 ألفًا.

تعد جزر كايمان، أحد أهم المراكز المالية العملاقة في العالم رغم مساحتها الصغيرة، حيث تنشط فيها الحياة المصرفية وكذلك النشاط المالي بكل أوجهه، كما تُعد هدفًا سياحيًا للملايين، حيث يقصدها الزوار طالبين الهدوء والاستجمام في أوساط ترفيهية جميلة، رغم ما تُعانيه من الأخطار الطبيعية التي تصيبها، وخاصة الأعاصير القادمة من المحيط الأطلسي.

جزر فوكلاند في جنوب المحيط الأطلسي

أرخبيل في جنوب غرب المحيط الأطلسي، يتكون من عدد كبير من الجزر التي تغطي مساحة قدرها نحو 12 ألف كيلومتر مربع، ويتألف هذا الأرخبيل من جزيرتين كبيرتين هما فوكلاند الشرقية وفوكولاند الغربية، واللتين يفصل بينهما مضيق فوكلاند، وبالإضافة إليهما ثمة 776 جزيرة صغيرة أخرى متناثرة حولهما، منها 12 جزيرة فقط مأهولة بالسكان، وتكثر بهذه الجزر المضايق والخلجان.

جبل طارق في أقصى جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية

يقع في أقصى جنوب شبه جزيرة أيبيريا على منطقة صخرية متوغلة في مياه البحر الأبيض المتوسط، تسمى محليًا بـ”جبرلتار” وهو تحريف لاسم “جبل طارق” على اسم أمير مدينة طنجة طارق بن زياد في القرن الأول الهجري.

كانت المنطقة مستعمرة بريطانية حتى 1981 عندما ألغت بريطانيا هذه المكانة وقررت إقامة مناطق حكم ذاتي فيما بقي من مستعمراتها السابقة، وبعد تغيير طريقة الحكم في منطقة جبل طارق، طالبت إسبانيا بإعادة المنطقة لسيادتها مشيرة إلى أن الاتفاقية بين البلدين تنص بإعادة المنطقة إلى إسبانيا في حال حدوث تنازل بريطاني عنها، أما بريطانيا فأعلنت أنها لم تتنازل عن المنطقة وأن الحكم الذاتي لا يلغي انتماء المنطقة إلى التاج البريطاني، مع ذلك وافقت بريطانيا على فتح ميناء جبل طارق أمام السفن الإسبانية.

مونتيسيرات في البحر الكاريبي

جزيرة كاريبية تقع ضمن مجموعة جزر ليوارد، وهي جزء من سلسلة الجزر المعروفة باسم جزر الأنتيل الصغرى في جزر الهند الغربية البريطانية، وتتميز الجزيرة بجمال وسحر خاص بها، فبها مرتفع جبلي شاهق مع المساحات الخضراء المحيطة، غير أنه في عام 1995 اندلع بركان كان نائمًا منذ مئات السنين في جزيرة مونتسيرات مما قضى على الحياة بالكامل في الجزيرة منذ ذلك الوقت.

جزر بيكيرن في المحيط الهادي

مجموعة مكونة من 4 جزر بركانية، التي من بينها جزيرة بيتكيرن (ثاني أكبرهم) المسكونة، تقع جزر بيتكيرن في المحيط الهادي الجنوبي، وهي المستعمرة البريطانية الوحيدة الباقية في المحيط الهادي، وتعاني هذه الجزر منذ سنوات من قلة قاطنيها وتناقص أعداد السكان، وكانت جزيرة “بيتكيرن” شبه الاستوائية التي تبلغ مساحتها نحو ميلين مربعين فقط، قد شهدت أوج ازدهارها قبل الحرب العالمية الثانية، حيث عاش على أرضها نحو 200 شخص، إلا أنه منذ ذلك الوقت بدأ تناقص أعداد المستوطنين بسب الوفاة وعدم وفود أي اشخاص جدد.

سانت هيلينا

مجموعة من الجزر في المحيط الأطلسي تابعة لبريطانيا، تتألف من جزيرة سانت هيلينا وجزيرة أسينشين ومجموعة جزر تريستان دا كونا، سابقًا كانت تعرف باسم “سانت هيلينا والأقاليم التابعة لها” حتى 1 من سبتمبر 2009، حيث بدأ العمل بدستور جديد ساوى بين الجزر الثلاثة في المكانة والأهمية، سميت نسبة إلى القديسة هيلينا وتتميز بأنها جزير بركانية، الجزيرة مشهورة بسبب نفي نابليون بونابرت إليها منذ عام 1815 حتى وفاته 1821.

جزر جنوب جورجيا وجنوب ساندويتش في المحيط الأطلسي

هذه الأرض عبارة عن مجموعتين من الجزر الأولى جورجيا الجنوبية، والثانية هي جزر ساندويتش الجنوبية، لا يوجد سكان أصليون على أي من هذه الجزر، السكان الحاليون هم فقط موظفو الحكومة البريطانية ونائب مدير مكتب البريد وعلماء وموظفي الدعم من المسح البريطاني لأنتاركتيكا الذين يعملون في محطات علمية في جزيرة بيرد، والعاصمة، نقطة الملك إدوارد، فضلاً عن موظفي متحف في غريتفيكن القريب.

جزر توركس وكايكوس في البحر الكاريبي

أرخبيل جزر بالكاريبي، يعتمد اقتصاد جزر توركس وكايكوس على السياحة والصيد البحري وعلى القطاع المالي الحر(أفشور) ويتم تصدير جراد البحر وصدفة الأذن ولحوم الأسماك، تعد جزر تركس وكايكوس الأفضل على الإطلاق في منطقة الكاريبي بالمحيط الأطلسي، وهناك يمكن أن تقوم بجولة سريعة للجزر على ظهر عبارة أو تطوفها بدراجة أو دراجة بخارية صغيرة مؤجرة، ومن بين أهم معالم الجذب السياحية الكبرى في هذه الجزر الخلابة والباعثة على البهجة والراحة جزيرة فرينش كاي التي تعد محمية للطيور والمتنزه الوطني لموقع نزول كولومبوس الموجود تحت الماء (كولومبوس لاندفول ناشيونال بارك) ومزرعة كايكوس كونش (مزرعة محار).