أطلقت جماعة الإخوان المسلمون في سورية بالتحالف مع قوى أخرى علوية ومسيحية وكردية، البارحة الخميس الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)، في منطقة “كلي” من محافظة إدلب في سورية في مؤتمر جماهيري حضره العديد من الشخصيات والوجهاء المحليين والإعلاميين والمثقفين والنشطاء.
هذه الإنطلاقة كان قد تم تأجيلها منذ الثاني عشر من نوفمبر العام الماضي حين أوقفت السلطات التركية إنطلاق الحزب من أراضيها لعدم تواصل الجهات القائمة على المؤتمر معهم، لينطلق البارحة من داخل الأراضي السورية.
ويقول مراقبون بأن حزب وعد هي محاولة خلق لذراع سياسيّ لجماعة الاخوان المسلمين في سورية باشراك تيّارات أخرى بعيدة عن التنظيم.
ونقلت وكالة مسار برس المقربة من الجماعة أن رئيس الحزب الوطني للعدالة والدستور الدكتور محمد حكمت وليد ألقى كلمة الافتتاح حيث تضمنت الحديث عن ظروف ولادة الحزب، مشيراً إلى أن عملية التحضير لتأسيس الحزب استغرقت شهورا طويلة.
كما نقلت عن الناطق الرسمي باسم “وعد” جهاد أتاسي أنه سيتم “افتتاح فروع للحزب في معظم المناطق المحررة التي يمكن فيها ذلك”، كاشفاً عن نية حزبه إجراء حوار مع مؤسسات المعارضة السورية السياسية بغرض الانضمام إليها، لا سيما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والسورية.
المؤتمر هذا كان قد سبقه مؤتمر تحضيري في أواخر يونيو من العام الماضي في في اسطنبول دعيت اليه أكثر من 100 شخصية سياسية سورية من مختلف أطياف الشعب السوري بما فيها تيّارات مسيحية وعلوية نوقش فيها النظام الداخلي وبرنامج الحزب اضافة الى صياغة الرؤى والأهداف والمبادئ التي يقوم عليها الحزب، كما تم تشكيل لجان قانونية وسياسية متخصصة وانتخاب رئيس ونائب للرئيس وهيئة تنفيذية من 11 عضواً جلّهم اسلاميون.
ويترأس الحزب الطبيب وعضو جماعة الاخوان المسلمين محمد حكمت وليد الذي ولد ونشأ في اللاذقية ثم تخرج من كلية الطب بجامعة دمشق و أكمل دراسته في بريطانياً متخصصاً في طب العيون وله اهتمامات ومؤلفات في الأدب و الشعر اضافة الى كونه عضواً في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ونبيل قسيس نائباً للرئيس والدكتور أحمد كنعان أميناً عاماً للحزب.
ويقول الحزب على موقعه الالكتروني بأنه حزب وطني مستقل، ذو مرجعية إسلامية وسطية، يعمل على ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة بالوسائل الديمقراطية.
كما يضم الحزب شخصيات وطنية مثل الناشط والصيدلي سعد وفائي نائباً للأمين العام، و في رئاسة المكتب القانوني الدكتور هشام مروة الذي شغل منصباً قيادياً في رئاسة الائتلاف الوطني السابقة، اضافة الى شخصيات أخرى متعددة من جماعة الاخوان وهم الدكتور محمد علي العظيم والدكتور جهاد الأتاسي ومحمد معتز الحمي والسيدة رفاه المهندس والسيدة رشيدة الرشيد، والعضو المسيحي في المجلس الوطني السوري ريمون معجون.
ومن الجدير ذكره بأنه أعلن في الثاني من شهر مارس الجاري في اسطنبول عن إطلاق حزب سياسي تركماني سوري جديد، باسم حزب الحركة الوطنية التركمانية، بحضور والي شؤون اللاجئين السوريين في تركيا فيسل دالماز وشخصيات من المعارضة السورية.