ترجمة وتحرير نون بوست
كتبت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا عن المخاوف التي تقلق القاهرة من بناء سد النهضة العظيم الذي تقوم به إثيوبيا بالقرب من الحدود السودانية والذي سيتكلف قرابة 4 مليار دولار.
القاهرة قلقة للغاية من المشروع الضخم الذي بدأ بناءه عام 2011 ويُتوقع أن يتم الانتهاء منه عام 2017، القلق ينبع أساسا من خوف القاهرة من أن السد سيخنق تدفق المياه القادم من الجنوب في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى موارد مائية أكثر لتغطية احتياجاتها المتزايدة.
إثيوبيا لن تتخلى عن مشروع سيوفر لها ثلاثة أضعاف الطاقة التي تنتجها البلاد حاليا! يقول سفير إثيوبيا في الولايات المتحدة إن السد قد يكون بداية تعاون بين البلدين لكن “التاريخ يخبرنا أنه قد يكون بداية مشاكل أخرى بين البلدين”
وزير الري المصري السابق قال قبل يومين إن مصر لا تفعل شيئا يُذكر بخصوص السد، وهو ما يهدد الأمن المائي المصري. أكد الوزير حينها على المخاطر التي ستنتج من البناء.
السفير الإيطالي في القاهرة عرض المساعدة في الوساطة لوقف بناء السد، فشركة إيطالية هي التي تبنيه.
كان السد حلما لإثيوبيا منذ فترة طويلة، تحديدا منذ الخمسينات، حين جاء علماء من الولايات المتحدة وفحصوا الموقع الأنسب للسد، لكن بسبب غياب التمويل الكافي وبسبب قوة مصر تأجل البناء حتى بعد الربيع العربي، ومع الثورة المصرية واستمرار القلاقل في مصر بعد ثلاث سنوات من الحكم العسكري أو العسكري المقنن.
وطبقا لمعاهدة أُبرمت عام 1929، أعطى البريطانيون لمصر أكثر من نصف مياه النيل، وفي 1959 زيدت تلك النسبة لتصل إلى الثلثين تقريبًا، مصر والسودان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تستفيدان من الاتفاقية، ولذلك فهما الدولتان الوحيدتان اللتان يتمسكان بها.
إثيوبيا بدأت بالفعل الضغط من أجل تعديل الاتفاقيات والسماح لها بحصة في المياه، لكن الرئيس المصري محمد مرسي كان قد أعلن أن “مصر لن تفقد قطرة واحدة من حقها في مياه النيل”، كما أن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي – الذي أطاح بمرسي لاحقًا – أكد على الأمر نفسه قبل أسابيع ، بل إنه حذر من التحرك عسكريًا في حال الاستمرار في بنائه.
المتخصصون لا يتوقعون أن يؤثر السد على حصة مصر من مياه النيل فقط، لكنه سيؤثر بشكل جذري على الطاقة الكهربية التي يولدها السد العالي في أسوان، وهو ما سيضع مصر أمام تحد حقيقي.
مصر صارت دولة ضعيفة للغاية خاصة بعد الانقلاب العسكري وانشغال الجيش المصري بالسياسة وإفساد علاقات مصر الخارجية بمعظم دول العالم خاصة عمقها الإفريقي، وإثيوبيا تبدو مستمرة في توجهها الأساسي وهو ما ينذر بعواقب قد تكون وخيمة.
وفي سياق متصل قال دبلوماسى إثيوبى إن إسرائيل لديها رغبة فى العمل على إيجاد توافق بين إثيوبيا ومصر فيما يتعلق بأزمة سد النهضة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية عن الدبلوماسي، أمس، فإن هذا الأمر «جاء خلال لقاء رئيس الوزراء الإثيوبى، هيلى ماريام ديسالين، فى مكتبه بالعاصمة أديس أبابا، مع وزير الزراعة الإسرائيلى، يائير شامير، حيث بحثا أوجه التعاون بين البلدين فى عدد من المجالات».
كان وزير الزراعة الإسرائيلى، يائير شامير، قد وصل أديس أبابا، قبل أيام على رأس وفد يضم 60 من رجال الأعمال الإسرائيليين، فى زيارة لم يعلن عن مدتها، والتقى شامير خلال زيارته إلى جانب رئيس الوزراء الإثيوبى، عدداً من المسؤولين هناك، بينهم نظيره الإثيوبى، تقرا دربو، ووزير الخارجية، تيدروس أدحانوم في إشارة واضحة حول نفوذ إسرائيل في المنطقة وسيطرتها على منابع النيل.