مستشار وكالة الأمن القومي الأمريكية السابق “سنودن” أحرج كلا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجعل الصحافة الأمريكية والعالمية تعمد إلى تسليط الأضواء على الخلاف الروسي الأمريكي في كل اللقاءات الصحفية الاخيرة لكلا الرئيسين.
حتى وصل الأمر بالرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى وصف الرئيس الروسي بوتين بالطفل الغير المبالي قائلا: “أعرف أن الصحافة تحب التركيز على لغة الجسد. ويبدو أن لديه هذا النوع من الجلسة وهو يبدو كطفل غير مبال يجلس في آخر الحجرة الدراسية”، ليستدرك كلامه مباشرة ويشير إلى جدية المحادثاة واللقاءات الجارية مع نظيره الروسي قائلا: “ولكن الحقيقة هي أنه عندما نجري محادثات فكثيرا ما يكون ذلك مثمرا جدا”.
وجاء تصريح أوباما الأخير بعد يوم من قراره بإلغاء لقاء قمة مع نظيره الروسي وبالتزامن مع محادثات بين وزراء خارجية ودفاع أمريكا وروسيا بواشنطن في ما سمي باجتماع “2+2” الهادف إلى إحراز “تقدم حول الدفاع المضاد للصواريخ وقضايا أخرى استراتيجية مثل أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية وسوريا”.
ومن جانبه صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه رغم إقراره بوجود مسائل خلافية كثيرة بين البلدين فإنه ما زال للولايات المتحدة “مصالح مشتركة” مع روسيا، داعيا إلى الموازنة في البحث في”المجالات التي نتفق عليها، وكذلك تلك التي نختلف حولها”. الأمر الذي أكده سيرجي لافروف بإشارته إلى المسائل الاستراتيجية الجامعة بين البلدين مثل “المسؤولية المشتركة في تجنب انتشار أسلحة الدمار الشامل خصوصاً، وفي بحث الدفاع المضاد للصواريخ”.
ورغم وجود خلافات كثيرة بين البلدين فإن إدوارد سنودن كان العامل الأساسي في تصعيد الخلاف إلى الواجهة بعد حصوله على اللجوء لدى روسيا للفرار من تهم الخيانة والتجسس وتسريب وثائق شديدة السرية لوكالة الأمن القومي الأمريكية.
وفي إطار التعليق على فضيحة وكالة الأمن القومي التي فجرها إدوارد سنودن، وعد أوباما بتدشين عهد جديد فيما يتعلق بوكالات المخابرات الأميركية من خلال خطوات عملية أولى تتمثل في تعيين مسؤول عن الحياة الخاصة في وكالة الأمن القومي وفي بدأ العمل مع الكونغرس لإصلاح البنود الواردة في قانون مكافحة الإرهاب المعروف باسم “باتريوت آكت”، والمتعلقة بالسماح لوكالة الأمن القومي بجمع بيانات هاتفية خاصة دون الحصول على إذن من جهة رقابية أخرى ودون إعلام المستخدمين.