يبدو أن الأمواج المتلاطمة التي تواجهها شطآن المملكة العربية السعودية خلال الساعات الثمانية والأربعين الأخيرة ما آن لها أن تهدأ في ظل الأحداث متسارعة الوتيرة التي تشهدها ما بين الحين والآخر، بصورة يراها البعض قفزة ثقة تعيد رسم الخريطة السياسية للمملكة في الوقت الذي يعتبرها آخرون صعودًا نحو الهاوية.
أربعة مشاهد متتابعة التزامن حملت معها عشرات علامات الاستفهام بدءًا من الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، من الرياض، والتي أثارت الكثير من الجدل بخصوص التوقيت والمكان والهدف، مرورًا بالصاروخ الباليستي الذي قيل إنه سقط في محيط مطار الملك خالد بالرياض، ثم حزمة الأوامر الملكية الأخيرة وما تبعها من حملات اعتقالات غير مسبوقة تجاوزت الكتاب والدعاة والأكاديميين لتشمل 18 أميرًا وقرابة 38 رجل أعمال ولا زال القوس مفتوحًا، وانتهاءً بمصرع نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن ومعه ثمانية مسؤولين آخرين إثر سقوط طائرة كانت تقلهم في زيارة تفقدية لمحافظة البرك بالمنطقة الجنوبية.
وفي ظل حالة الضبابية التي تخيم على أرجاء المملكة خلال اليومين الماضيين جراء الهرولة الزائدة لحصان محمد بن سلمان الجامح ارتفعت بورصة التكهنات بصورة كبيرة، وصلت في بعضها إلى حد التناقض، ليبقى السؤال الأبرز: ماذا حدث على وجه التحديد؟ وإلى أي مصير ستنتهي لعبة الكراسي الموسيقية داخل الأسرة المالكة في السعودية؟
ملامح الصفقة
كان الرهان الأول عقب قرار الاعتقال الصادر بحق عدد من الأمراء وكبار رجال الأعمال على رأسهم الأمير متعب بن عبد الله والوليد بن طلال، أن ابن سلمان ما كان ليجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة دون الاستناد إلى دعم كامل سواء في الداخل أو الخارج، فخبراته السياسية وصغر سنة أقل بكثير من أن يُقدم على مثل هذا القرار التي لم لو يكن هناك من يدعمه لكان من الممكن أن تطيح بسلمان ونجله.
صحيفة “الإنترسبت” الأمريكية صاحبة السبق في نشر تسريبات السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، كشفت في تقرير لها أمس أن ما حدث ليلة السبت الماضي كان جزءًا من الصفقة المبرمة بين محمد بن سلمان والإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب بوساطة إماراتية عن طريق محمد بن زايد.
Would very much appreciate Saudi Arabia doing their IPO of Aramco with the New York Stock Exchange. Important to the United States!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 4, 2017
التقرير استند في كشفه لملامح تلك الصفقة إلى أن “عملية التطهير” كما تصفها الصحيفة جاءت بعد أيام قليلة من زيارة مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، المقرب من يوسف العتيبة، كذلك بعد ساعات قليلة من تغريدة ترامب المثيرة للجدل، والذي تمنى خلالها أن تستثمر شركة أرامكو السعودية في بورصة وول ستريت.
إرهاصات الصفقة الأولى تعود إلى محاولة أبناء زايد عن طريق ذراعهم في واشنطن العتيبة، التسويق لمحمد بن سلمان لدى الإدارة الأمريكية من خلال العديد من المنصات الإعلامية والسياسية التي تمولها أبو ظبي في الولايات المتحدة، فضلاً عن مراكز الأبحاث على رأسها معهد الشرق الأوسط، والذي حصل وحده على دعم قيمته 20 مليون دولار من الإمارات، هذا في الوقت الذي قدم فيه ولي العهد أوراق اعتماده لأمريكا من خلال محورين رئيسيين:
كان الرهان الأول عقب قرار الاعتقال الصادر بحق عدد من الأمراء وكبار رجال الأعمال على رأسهم الأمير متعب بن عبد الله والوليد بن طلال، أن ابن سلمان ما كان ليجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة دون الاستناد إلى دعم كامل
الأول: تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة عن رعاية المملكة للتنظيمات المتطرفة، وهو ما قام به بالفعل، وتجسده قراراته الأخيرة التي تقود السعودية نحو اللبرلة بخطوات سريعة، ومن ضمنها تقليل النفوذ الديني وتحجيم دور الدعاة والعزف على وتر حقوق المرأة من خلال السماح بقيادة السيارة أو الدخول للملاعب الرياضية، ومشروع نيوم والاستثمارات المليارية ورؤية 2030 وغير ذلك من القفزات الداخلية التي تخرج بها المملكة رويدًا رويدًا من عباءة الدين التي كانت صمام الأمان الإقليمي لها طيلة السنوات الماضية.
الثاني: فيتمثل في إشباع البراجماتية الأمريكية نحو الحصول على العديد من الامتيازات المادية والاستثمارية، ولعل ما حدث في زيارة مايو الأخيرة والتي حصل من خلالها ترامب على ما يزيد على نصف تريليون دولار قيمة صفقات أبرمها مع الرياض خير تجسيد على ذلك.
ابن زايد ضليع فيما جرى يجري وانتدب شخصية إماراتية كبيرة للإشراف على العمليات وقد كانت متواجدة في فندق ريتز كارلتون الذي احتجز فيه الأمراء
— العهد الجديد (@Ahdjadid) November 6, 2017
وكان مقابل نجاح ولي العهد في تقديم أوراق اعتماده بالشكل المطلوب الحصول على المباركة الأمريكية للتحركات كافة التي تقوده نحو خلافة والده، بصرف النظر عن قانونية الطرق والوسائل المستخدمة، فواشنطن تعرف جيدًا ما تريده من السعودية في هذا التوقيت الذي تعاني فيه من أزمات اقتصادية، ويبدو أنها أيقنت أنها لن تجد أفضل من محمد بن سلمان لتنفيذ ما تريده.
يفهم مما سبق أن ما حدث ليلة السبت الماضي كانت كل من واشنطن وأبو ظبي على دراية به، وهو ما كشفه حساب “العهد الجديد” السعودي، في تغريدة له اليوم الإثنين 6 من نوفمبر 2017، الذي أشار إلى “أن ما حدث في الساعات الأخيرة كان مفاجئًا للجميع، حتى إن أقرب مستشاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن لديهم علم بما سيجري، مؤكدُا أن عدد المعتقلين أكبر بكثير من المعلن، إضافة إلى منع 200 أمير من السفر.
ما حدث كان مفاجئا للجميع، حتى أقرب مستشاري بن سلمان لم يكن لديهم علم بما سيجري، الأمر كان محصورا بأربعة أشخاص أحدهم شخصية إماراتية كبيرة
— العهد الجديد (@Ahdjadid) November 6, 2017
غير أن ما جرى وفق الحساب “كان محصورًا بأربعة أشخاص أحدهم شخصية إماراتية كبيرة”، متابعًا أن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد ضالع بما جرى، وقام بانتداب شخصية كبيرة – لم يسمها – حضرت في فندق ريتز كارلتون الذي اُحتجز فيه الأمراء، وذلك للإشراف على العمليات”.
جميع من اعتقلوا من الأمراء والوزراء والمسؤولين السابقين هم من دولة العهد القديم، وهم مؤيدين لـ بن نايف، ومعارضين للإنقلاب الذي قاده بن سلمان
— العهد الجديد (@Ahdjadid) November 6, 2017
تُجمع المجموعة المعتقلة على أمرين:
١.تُجمع على بن نايف كولي للعهد وملك قادم للبلاد
٢.غيضهم من بن زايد لتحكمه في البلد وقراره ومقدراته— العهد الجديد (@Ahdjadid) November 6, 2017
لعبة الكراسي الموسيقية
يبدو أن المحورين السابقين الذي اعتمد ابن سلمان عليهما في تقديم أوراق اعتماده لدى واشنطن نجحا في تحقيق الهدف المراد وهو ما أعطى الضوء الأخضر له لتمرير خطة أبو ظبي نحو التخلص من أبرز العقبات التي تحول دون وصول حليفهم الشاب إلى العرش، ومن ثم كان انقلاب القصر ليلة الـ21 من يونيو الماضي، حين تمت الإطاحة بالأمير محمد بن نايف ووضعه تحت الإقامة الجبرية لينصب مكانه محمد بن سلمان، وهنا كانت الخطوة الأكثر خطورة.
رغم مرور هذه الخطوة بسلام، فإن ابن سلمان ما كان يطمئن لوجود بعض الأسماء من الأسرة المالكة المحسوبين على تيار ابن نايف، ولعل بعضهم تحدث أكثر من مرة بشأن الإفراج عنه وإلغاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، وهو ما تناقلته بعض المصادر عن الأمير الوليد بن طلال مثلاً والذي هدد بنقل استثماراته خارج المملكة إن لم يتم إعادة النظر في طريقة التعامل مع محمد بن نايف.
رغم مرور هذه الخطوة بسلام، فإن ابن سلمان ما كان يطمئن لوجود بعض الأسماء من الأسرة المالكة المحسوبين على تيار ابن نايف
ومن ثم كانت ضرورية الخطوة الثانية وهي التخلص من كل رجال ابن نايف داخل الأسرة وخارجها من رجال الأعمال والسياسيين المحسوبين عليه، وهنا كانت مذبحة السبت الماضي التي أطاحت بما يقرب من 18 أميرًا في ضربة واحدة فضلاً عن 38 رجل أعمال.
يمكن قراءة ما حدث في إطار لعبة الكراسي الموسيقية التي تشهدها الأسرة الحاكمة في المملكة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد تولي محمد بن سلمان مقاليد الأمور، والذي أبدى استعداده التام لتجاوز قواعد الأقدمية والخلافة في مجتمع المحافظات التي كانت تقدر منذ زمن طويل تلك المعايير.
فالرجل لم تتوقف مساعيه عند سيطرة السدريين – وهم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود من زوجته حصة السديري – فحسب على كرسي الملك، بل تجاوز ذلك إلى سيطرته هو وأولاده فقط، ومن ثم كانت الإطاحة بالأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد وتنصيب محمد بن نايف، ثم جاءت الخطوة التي تليها بالإطاحة بالأخير لحساب ولده محمد بن سلمان الذي وضع في يده كل الصلاحيات لإدارة شؤون المملكة.
مكافحة فساد أم حلم الـ”تريليونير“؟
في تقرير لـ”نون بوست” تعليقًا على مذبحة السبت كشف أن أحد أبرز الدوافع وراء تلك المذبحة كانت الحصول على رؤوس الأموال التي تملكها قائمة الموقوفين والتي تتراوح قيمتها وفق تقديرات البعض بين 2 – 3 تريليون ريال، خاصة في ظل ما تعاني منه المملكة من أزمة سيولة نتيجة تراجع أسعار النفط في الوقت الذي كشفت فيه النقاب عن مشروعات يتجاوز بعضها حاجز الـ500 مليار دولار، ومن ثم كان لا بد من البحث عن مصادر تمويل، علمًا بأن إعلان مثل هذه المشروعات جزء من مخطط تسويق ابن سلمان لنفسه من أجل خلافة والده.
المغرد السعودي المعارض “مجتهد” على حسابه على “تويتر” أشار إلى أن الهدف الرئيسي من حملة الاعتقالات الأخيرة ليست محاربة الفساد كما يقال، لكنها تحدد في هدفين: الهدف الأول: الاستيلاء على أكبر كمية من المال للاستحواذ عليه له شخصيًا، من خلال صندوق الاستثمارات العامة ومشاريع شركة نسما والفتات للميزانية، والهدف الثاني: استخدام محاربة الفساد مبررًا لإرهابهم، وغيرهم ممن قد يتمرَّدوا عليه ولو بالكلام، ويتحقق بذلك إزالة العقبات أمام وصوله للملك.
أما الهدف الأول فقد كان يفكر فيه منذ تولى والده الحكم وكان يردد في مجالسه الخاصة أنه سيكون أغنى رجل في التاريخ وسوف يصبح أول "تريليونير"
— مجتهد (@mujtahidd) November 5, 2017
وكان يقول إن بل جيتس وعمه مشعل وع بن فهد وخ بن سلطان وم بن فهد سوف يصبحون أقزاما وفقراء أمام قدراته المالية التي ستفجّر مقياس غينيس
— مجتهد (@mujtahidd) November 5, 2017
وبحسب “مجتهد” فإن لدى ابن سلمان حلمًا بأن يكون أغنى رجل في التاريخ، وقال: “ابن سلمان كان يفكر بالهدف الأول منذ تولي والده الحكم، وكان يردد في مجالسه الخاصة أنه سيكون أغنى رجل في التاريخ، وسوف يصبح أول تريليونير”، وأضاف: “كان يقول إن بل غيتس وعمه مشعل وع بن فهد، وخ بن سلطان وم بن فهد سوف يصبحون أقزامًا وفقراءً أمام قدراته المالية التي ستفجّر مقياس غينيس”.
وحين تعاظم نفوذه بعد إقصاء ابن نايف سال لعابه على الأموال التي سرقها هواميرالأمراء وبدأ يعمل للاستيلاء عليها دون توقف عن سرقة المال العام
— مجتهد (@mujtahidd) November 5, 2017
مخطط ابن سلمان للاستيلاء على أموال الأمراء ورجال الأعمال لإنفاقها على مشروعاته المتعثرة فضلاً عن زيادة أرصدته ليس وليد اليوم، فللرجل تجربة سابقة كانت بمثابة “جس النبض” و”قياس رد الفعل” حسبما أشارت بعض المصادر حين “اعتقل الأمير عبد العزيز بن فهد، وسعى لابتزازه ماديًا ، ليقيس ردة فعل الأسرة ومدى تفاعل إخوانه مع اعتقاله، ومن ثمَّ يقرر الخطوة التالية، وحين لم تعترض الأسرة على اعتقال عبد العزيز بن فهد، ولم يغضب أحد من إخوانه قرَّر المضي قدمًا في الحملة، وهيَّأ لها بعدة خطوات تبيّن أن المقصود منها هو الأموال: منع سفر الأمراء إلا بإذنه، ووضع سقف للتحويل خارج المملكة لا يسمح بتجاوزه إلا بإذنه، وإعداد تقرير عن ممتلكات الأمراء في الداخل والخارج”.
استخدام محاربة الفساد مبررًا لإرهابهم، وغيرهم ممن قد يتمرَّدوا عليه ولو بالكلام، ويتحقق بذلك إزالة العقبات أمام وصوله للملك
وكانت التجربة الأولى اعتقال ع بن فهد وابتزازه في أملاكه ليقيس ردة فعل الأسرة ومدى تفاعل إخوانه مع اعتقاله ومن ثم يقرر الخطوة التالية
— مجتهد (@mujtahidd) November 5, 2017
أما استخدامه مصطلح مكافحة الفساد فلا يعدو كونه سلاحًا لتهديد كل من تسول له نفسه أن يغرد خارج السرب أو يعترض على أي من القرارات التي تمهد الطريق أمام ابن سلمان نحو كرسي العرش، وهو ما يفسر تضخيم هذه الحملة إعلاميًا كرسالة تحذير للجميع، خاصة بعد تعاظم نفوذه عقب الإطاحة بمحمد بن نايف ومن بعده متعب بن عبدالله وقبلهما مقرن بن عبد العزيز.
ابن مقرن.. قتل أم وفاة؟
تساؤلات عدة فرضتها حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن الذي لقي مصرعه وثمانية آخرين من كبار المسؤولين خلال زيارة تفقدية لهم في مدينة البرك بالمنطقة الجنوبية أمس الأحد، ورغم الإشارة إلى أن الحادثة جاءت نتيجة اصطدام جسم الطائرة بارتفاع جبلي، فإن التوقيت كان علامة استفهام كبيرة.
منصور بن مقرن هو نجل الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السابق المجبر على التخلي عن منصبه استجابة للضغوط التي مورست عليه، ويعد بجانب آخرين من التيار الرافض لتوسعة نطاق صلاحيات محمد بن سلمان، فضلاً عن كونه صاحب توقيع الرسالة المسربة المقدمة للملك سلمان التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بشأن اعتراض عدد من الأمراء على تنصيب ولي العهد ملكًا، والتي أثارت الكثير من الجدل خاصة أن معظم من اعتقلوا كانوا ضمن الأسماء الموقعة على هذه الرسالة وهو ما دفع البعض إلى التأكيد على صحتها رغم عدم التيقن حتى الآن من دقتها.
رغم التكتم على تفاصيل سقوط الطائرة، فإن ما يتردد على لسان البعض كونها أسقطت عمدًا مسألة غاية في الخطورة
كما كان يلقب ابن مقرن في عسير بـ”الأمير المحبوب” فهو صاحب العطاءات الكبيرة لأهالي المنطقة، ويذكر أن آخر ما كتب كان يتعلق بإعلانه سداد ديون الكثير من المتعثرين والغارمات من نفقته الخاصة، وهو ما أهله لأن يحتل مكانة كبيرة في نفوس أهالي المنطقة الجنوبية في الوقت الذي يئن فيه السعوديون من الضرائب المتتالية التي يفرضها ابن سلمان لسد العجز الناجم عن انخفاض أسعار النفط.
ورغم التكتم على تفاصيل سقوط الطائرة، فإن ما يتردد على لسان البعض كونها أسقطت عمدًا مسألة غاية في الخطورة، فهل كان المقصود عقاب الأمير مقرن بقتل ولده؟ أم كان المقصود عقاب منصور نفسه نظرًا لما يتمتع به من حب من سكان المنطقة الجنوبية؟ أم كان الهدف رسالة إرهاب لكل من يشذ عن الطريق المرسوم نحو خلافة ابن سلمان لوالده؟ أسئلة قد تكون خارج النص في الوقت الراهن، إلا أنها تفتح الباب أمام سيناريو خطير حال ثبوت صحته وهو الدخول في مرحلة التصفيات المباشرة والاغتيالات السياسية.
منصور بن مقرن كان يلقب بـ”الأمير المحبوب” في عسير
ما القادم؟
تماشيًا مع سياق الأحداث وتتابعها الزمني فإن الأيام القادمة ربما تشهد بعض المفاجآت سواء كانت في صورة مزيد من الإقالات لتشمل أمراء مناطق أخرى كما أشارت بعض المصادر على رأسها تبوك ومكة والرياض وتعيين مقربين من ابن سلمان أو في صورة اعتقالات جديدة لكل من يسعى لأن يقف أمام الطريق نحو الكرسي.
هذا إن مرت الأحداث الأخيرة دون أزمات أو رد فعل سلبي، لكن في المقابل وبحسب البعض قد تثير حفيظة عدد من أفراد الأسرة الحاكمة خشية مواجهة نفس المصير، وهنا ربما يتم تشكيل جبهة معارضة تؤجج لصراع داخل الأسرة وهو ما قد يدخل المملكة في آتون من النزاعات قد تصل في النهاية إلى الإطاحة بمحمد بن سلمان، ورغم عدم ترجيح الكثيرين لهذا السيناريو استقراءً لرد الفعل حيال انقلاب القصر الأخير وما تلاه من أوامر ملكية تابعة له وتجريد بعض الأسماء البارزة من مناصبها لحساب مقربين من ولي العهد، فإن احتمالاته قائمة وإن كانت ضعيفة، خاصة أن الشخصيات التي شملتهم حملة الاعتقالات الأخيرة لها ثقل سياسي ومالي قادر أن يحدث زلزالاً مدويًا.