ترجمة وتحرير: نون بوست
على الرغم من كون الرحلات الجوية شائعة في جميع أنحاء العالم، إلا أن السفر عبر الطائرة لا يزال يثير الكثير من الضغوط والتوتر بالنسبة لمعظم الأشخاص. من جانب آخر، تدفعنا العديد من الأسئلة من قبيل؛ مكان المقعد الذي يجب اختياره، وأي تذكرة يجب اقتناؤها، إلى اتخاذ جملة من القرارات التي لا تساهم في إزاحة الشكوك عن مخيلاتنا. وعادة ما تُتخذ مثل هذه القرارات في جو تخيم عليه حالة من عدم يقين والاقتناع.
في الواقع، للتخلص من هذه الشكوك وحالة عدم اليقين، قمنا باستشارة العديد من المهنيين، أساسا مضيفي ومضيفات الطيران. وعموما، لا يجب تجاهل العادات المتعلقة بالسفر جوا، التي يلتزم بها هؤلاء المهنيين. وفيما يلي سنعرض عدادا من النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار خلال السفر عبر الطائرة
خدمات الطائرة في المقاعد الخلفية هي الأفضل على الإطلاق
أين تقع المقاعد التي تختارها عادة؟
تعد المقاعد الخلفية من الأماكن التي يمكن للمسافر أن يتمتع فيها بأفضل الخدمات، إلى جانب أنها الأكثر أمانا وضمانا للسلامة في الطائرة. وفي هذا الصدد، توصلت دراسة أنجزتها مجلة تايم الأمريكية، إلى أن نسبة الوفيات بين صفوف المسافرين الموجودين في المقاعد الواقعة في مؤخرة الطائرة في حالات حوادث الطائرات، تكون عادة في حدود 32 بالمائة.
في هذا السياق، أكدت مضيفة الطيران آني كينغستون، التي تعمل في هذا المجال منذ أربع سنوت، أن “المسافرين بشكل عام يميلون إلى الجلوس في الجزء الأمامي من الطائرة للتمكن من النزول أولا، أو لتتاح أمامهم فرصة اختيار الوجبة المقدمة في الطائرة. في المقابل، يرى مضيفو الطيران أن الجلوس في المقاعد الخلفية خيار يوفر خدمات أكثر جودة ويجعل الركاب يحضون بعناية أكبر”.
في سياق متصل، فسرت المضيفة آني الأسباب الكامنة وراء أفضلية الجلوس في المقاعد الأخيرة، قائلة “الأسباب بسيطة للغاية، إذ يتجنب مضيفو الطيران الإجابة عن مكالمات الركاب في الدرجة الأولى، نظرا لأن عبور الطائرة بالكامل أمر يضاعف من إمكانية تعدد طلبات المسافرين الآخرين. ولا يعود هذا الامتناع بطريقة غير مباشرة، إلى كسل المضيفين؛ وإنما يعود أساسا إلى كون كمية الوسائد وسدادات الأذن والمشروبات، محدودة ويجب التحكم فيها. لهذا السبب، يصبح من السهل لدى من يجلس في المقاعد الأخيرة أن يحصل على خدمات إضافية وكوب ماء إضافي”.
قواعد الأزياء والملابس
شأنها شأن الأماكن الفاخرة، تملك الطائرات حق قبول المسافرين من عدمه. وعلى وجه الخصوص، يمكن أن يمنع العاملون في شركات الطيران أحد المسافرين من الصعود، في حال لم يمتثلوا إلى قواعد الهندام الخاصة بهم. في المقابل، ليس من الضروري ارتداء بدلة أو كعب عال، لكن ترفض شركات الطيران بعض الملابس المكشوفة أو المثيرة للاستفزاز. علاوة على ذلك، لا يمكن ارتداء المنامة أو ملابس السباحة أو الملابس المتسخة خلال السفر عبر الطائرة.
في هذا الصدد، أشارت شركة إيبيريا للطيران في أحد التعليمات التي توجهها لمضيفي الطيران، إلى أنه “في حال كان لباس المسافر غير مناسب للمقعد الذي اختاره، يمكن اختيار موقع أقل درجة بالنسبة له، أو يمكن منعه من السفر في الطائرة. وفي حال كانت هناك إمكانية لنقل عدد من المسافرين إلى مقعد أفضل، لا يجب النظر في هذا التحديث بالنسبة للمسافرين الذين لا تتطابق ملابسهم مع الشروط المحددة”.
“تسجيل الدخول للرحلات” في وقت متأخر له مزاياه
لا تستعجل في حال كنت ترغب في الوصول باكرا إلى وجهتك
على الرغم من أن تسجيل دخول الرحلات في وقت متأخر عملية محفوفة بالمخاطر، إلا أن لهذا التأخير مزاياه. في الحقيقة، تساعد هذه الحيلة على الانتظار أقل وقت ممكن خلال عملية جمع الأمتعة. ولعل هذا ما كشف عنه توماس لو سيوتو، الذي عمل لعدة سنوات في أحد المطارات، حيث أفاد “في حال التسجيل في وقت متأخر، ستصل حقائبك أولا عند الوصول إلى وجهتك، قبل حقائب الأشخاص الذين قاموا بالتسجيل في الصف الأول. وبهذا الشكل، ستنتظر أقل وقت من غيرك”. كما ينصح العامل بالمطار بتسجيل الأمتعة مباشرة عند بوابة الصعود، وهو ما يحدث عادة بالنسبة للرحلات الصغرى.
ما هو الوقت المناسب للسفر كي لا تتأخر الطائرة؟
أكد ترافيس أونيل، الذي شغل في السابق منصب رئيس خدمات العملاء لإحدى شركات الطيران، أن “الفترة الصباحية هي الأفضل للسفر”. وأورد أونيل أنه “في حال أقلعت الطائرة في وقت متأخر من النهار، فهناك احتمال كبير بأن تتأخر في الوصول إلى وجهة السفر المحددة”.
شهدت الرحلات الجوية العديد من الحوادث، نذكر من بينها محاولة بعض الأشخاص فتح باب الطائرة خلال إقلاعها (ربما بهدف الانتحار في الفضاء). ولكن في أغلب الأحيان، لا ينجح هؤلاء الأشخاص في فتح الباب إذ يتم نهيهم من قبل المسافرين وطاقم الطائرة.
فعلى سبيل المثال، حدث هذا الأمر خلال رحلة جوية بين بالما وإيبيزا، حيث تعذر على أحد المسافرين فتح باب الطائرة، على الرغم من محاولاته المتكررة. وفي الإجمال، يكمن سبب عدم تمكن المرء من فتح باب الطائرة، في الضغط الجوي؛ علما بأنه نفس السبب الذي يسمح للركاب بالسفر جوا دون المساس بسلامتهم.
في هذا الإطار، يجدر التذكير بأن الفرق بين الضغط الخارجي المنخفض، والضغط الداخلي للطائرة المرتفع نوعا ما، هو العامل الذي يؤدي إلى بقاء الباب مغلقا بإحكام. أما بالنسبة لمسألة محاولة فتح الباب، فتختلف كيفية التعامل مع هذه المشكلة من حالة إلى أخرى، إذ يمكن أن تنزل الطائرة في أقرب مطار من أجل نقل الراكب من الرحلة.
تعليقا على مثل هذه الحالات، أشارت أنيت لونغ، مضيفة بخبرة 13 سنة في هذا المجال، إلى أن “غالبية الطيارين يدعمون قرارات المضيفين بنسبة مائة بالمائة، ويرون أنه في حال أزعج أحد الراكبين المضيفين، فسيزعج طاقم الطائرة دون استثناء”.
هل تساءلت يوما عن شكل مزلق الطوارئ في الطائرة؟
بمجرد هبوط الطائرة، ينتاب الركاب شعور بالتوتر والقلق. ونتيجة لذلك، ينزع الركاب أحزمة الأمان قبل الأوان، كما يقفون ويبدؤون بجمع أمتعتهم بعصبية. وفي إحدى المرات، أدت عجلة أحد المسافرين، الذين نزلت بهم الطائرة في مدينة سانيا الصينية، إلى الضغط على زر مزلق الطوارئ. وفي الإجمال، كلفت هذه الحركة الخاطئة شركة الطيران مبلغا يقدر بحوالي 16 ألف دولار، علاوة على تأخير بحوالي ساعتين. وبهذه الطريقة، أصبح العلاج أسوأ من المرض.
لماذا يجب تجنب شرب الماء في الطائرة؟
في حال أمعنا النظر في عادات مضيفي الطيران، فسيتبين لنا أن هؤلاء العمال يتعمدون عدم شرب الماء الذي يقدم من حنفيات الطائرة نفسها. مما لا شك فيه، لا يعد هذا السلوك هوسا، وإنما يعود السبب في ذلك إلى أن شروط الصحة لمعدات الماء ليست مثالية خاصة في رحلات المسافات الطويلة. وعموما، تتميز العربات الناقلة للمياه إلى الطائرات بارتفاع مستوى الكلور فيها، وهو ما يجعل هذه المياه غير صحية. علاوة على ذلك، لا يستهلك مضيفو الطيران القهوة أو الشاي المعد باستعمال مياه حنفيات الطائرة.
المصدر: الكونفدنسيال الإسبانية