ترجمة حفصة جودة
حثت الجماعات الإنسانية والأمم المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة فتح قنوات المساعدات إلى اليمن بعد قراره بإغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية لتلك البلد المنكوبة، وكانت الأمم المتحدة قد وصفت إغلاق الباب أمام المساعدات الإنسانية بأنه أمر كارثي.
وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الطعام والدواء وغيرهما من المواد الأساسية الأخرى ضرورية للبقاء على قيد الحياة في بلد أضعفته الحرب ويبلغ عدد سكانه 27 مليون نسمة، ويقع اليمن في قبضة أسوأ تفشي لمرض الكوليرا على مستوى العالم، كما أن هناك 7 ملايين شخص على وشك التعرض لمجاعة.
أعلن التحالف يوم الإثنين أنه سيغلق الحدود لوقف تدفق الأسلحة من إيران، بعد أن تمكن من وقف هجوم صاروخي قام به المتمردون الحوثيون بالقرب من المطار الدولي في العاصمة السعودية الرياض، لكن إيران أنكرت أنها تمدهم بهذه الصواريخ، وتم منع جميع العمليات الإنسانية بما في ذلك المساعدات الجوية للأم المتحدة بسبب إغلاق المواني الجوية والبحرية بما فيها الحديدة حيث تصل معظم المساعدات الإنسانية.
أسعار غاز الطهي وبنزين السيارات وما شابه أصبحت خارج السيطرة
أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تحصل على تصريح لتفريغ طائرتين محملتين بالمساعدات الإنسانية لليمن يوم الإثنين، كما مُنعت شحنات الصليب الأحمر المكونة من أقراص الكلور لمنع انتشار الكوليرا من دخول البلاد عند الحدود الشمالية، أما المساعدات الطبية ومن ضمنها الإنسولين فما زالت تنتظر دورها، فيما يعتبر اليمن الأزمة الإنسانية الأولى لدى الأمم المتحدة.
قال جينز ليركي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في مؤتمر صحفي: “لقد سمعنا تقارير تقول إن أسعار غاز الطهي وبنزين السيارات وما شابه أصبحت خارج السيطرة، لذا فمشكلة إغلاق الحدود لها أبعاد هائلة”.
أما يوهان مويج مدير منظمة الرعاية الدولية في اليمن فقد قال: “منذ يومين لم يكن هناك ما يدخل أو يخرج من البلاد، ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 50% وهناك طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ويخشى الناس ألا يصل المزيد من الوقود عبر ميناء الحديدة”.
انعدام الأمن الغذائي يساعد بشكل رئيسي في انتشار الكوليرا
وأضاف مويج قائلاً: “انعدام الأمن الغذائي يساعد بشكل رئيسي في انتشار الكوليرا، فالناس يعتمدون على المساعدات الإنسانية وجزء كبير من أزمة الكوليرا سببه أن الناس لا تأكل وليسوا أقوياءً بما فيه الكفاية للتعامل مع عدم وجود مياه نظيفة، كما أن هناك غارات جوية يوميًا في صنعاء ويخشى الناس من تصاعد حدة الموقف”.
يقول روبرت مارديني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط: “لا يمكن أن ينتظر الإنسولين عند الحدود المغلقة، فمن الضروري حفظه مبردًا، ومن دون الوصول إلى حل سريع لمشكلة الحدود، ستكون العواقب الإنسانية وخيمة”.
أعرب مارديني عن قلقه إزاء الزيادة المطردة في أعداد ضحايا المدنيين واستهداف المؤسسات غير العسكرية مثل محطات معالجة المياه والمطارات المدنية وأضاف أن مثل هذه الأفعال تنتهك القانون الإنساني الدولي.
في الشهر الماضي وضعت الأمم المتحدة التحالف على مسودة قائمتها السوداء
اندلعت الحرب بين المتمردين الحوثيين من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والذي أطاح به الحوثيون، قامت المملكة العربية السعودية بتدخلها العسكري منذ عام 2015 لمواجهة تقدم الحوثيين وبهدف عودة هادي إلى سدة الحكم، وكانت الأمم المتحدة قد أدانت التحالف والمتمردين على حد سواء بسبب منع وصول المساعدات إلى المدنيين.
قال روبرت كولفيل المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن الوكالة سوف تدرس إذا ما كان هذا الحصار يُعد “عقابًا جماعيًا”، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، وقال بأنه يأمل أن يكون الوضع أمرًا مؤقتًا فقط.
وأعربت الوكالة عن قلقها إزاء سلسلة الهجمات الأخيرة على الأسواق والمنازل والتي أدت إلى مقتل العديد من المدنيين من بينهم أطفال، وفي الشهر الماضي وضعت الأمم المتحدة التحالف على مسودة قائمتها السوداء لتسببه في قتل وتشويه 683 طفلاً خلال الصراع عام 2016، وبسبب قيامه بـ38 هجمة أكيدة على المدارس والمستشفيات.
المصدر: الغارديان