بعد حشود النظام وهجماته في ريفي حماة وحلب، برزت للسطح مسألة من سيتصدى لهجماته الحاليّة والمقبلة التي هدد بها ومنها الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري، فيما يرى بعض الناشطين أن أبرز من يقف ضد النظام ويكبده خسائر هيئة تحرير الشام مع مشاركة خجولة من بعض الفصائل، وستكون تحرير الشام رأس الحربة في كل المناطق التي سيفتح النظام بها جبهات.
فيما يذهب آخرون إلى أن جميع الفصائل ستقاتل وتتصدى للنظام بسبب اقتراب الأخير من إدلب، والدليل على ذلك كما يقولون مشاركة جميع الفصائل تقريبًا في التصدي للنظام في ريفي حماة وحلب الجنوبي، في هذا الموضوع يعتبر القيادي العسكري في تحرير الشام أبو حمزة الحصي أن الهيئة ستقاتل النظام بكل ما تملك سواء بمفردها أو معها الفصائل لأن قتال النظام دفاع عن الشرع والمسلمين وعن مناطق يقطنها المدنيون حسب قوله.
ويقول القيادي في حديث لـ”نون بوست”: “أما بالنسبة للفصائل فهي تقاتل معنا وآزرتنا في حماة، ولكن نحن نتكلم عن الفصائل الصادقة التي تقاتل لدفع الصائل وللدفاع عن حرمات المسلمين وأعراضهم ودينهم أمثال: جيش العزة وجيش أدلب الحر وجيش النصر وفيلق الشام وغيرهم”، معتبرًا أن هناك فصائل لن تقاتل النظام، “أما باقي فصائل الساحة فأعتقد أنهم يقفون موقف الشماتة مما يحصل لتحرير الشام، فهمهم البقاء بالسلطة والمنصب”.
وعن اتهام بعض الفصائل لتحرير الشام بأنها هاجمتها وأخذت سلاحها يرد القيادي بالقول: “نحن لم نعتد على أحد قبل اعتدائه علينا أكثر من مرة وما أخذنا سلاح الفصائل إلا لخذلانها لنا في حلب وغيرها وما أخذنا سلاحًا إلا ووجهناه للجبهات، فكان أفضل من بقائه مخزن في مستودعاتهم، أما الفصائل التي تقاتل النظام وترابط فنحن وهم جنبًا إلى جنب وفي خندق واحد”.
يرى الناشط الثوري خالد الجنوبي أن تحرير الشام المسؤولة عن عدم مؤازرة الفصائل لها بسبب بغيها عليها وأخذ سلاحها على حد وصفه
في هذا الصدد يرى الكتاب والباحث في شؤون الجماعات الجهادية خليل المقداد أن كثيرًا من فصائل المعارضة انخرطت في الهدن والتفاهمات الدولية، إضافة لوجود خلاف عقدي مع تحرير الشام، وتحاول الفصائل النأي بنفسها عن الهيئة مخافة التصنيفات الدولية.
ويقول المقداد في حديث لـ”نون بوست”: “من غير المعروف ما إذا كانت فصائل الحر ستؤازر الهيئة في أي معارك مقبلة باستثناء عدد محدود مثل: جيش العزة وجيش النصر وجيش إدلب الحر التي ما زالت تؤازر الهيئة، لكن علينا أن نعلم أن هناك فصائل تستعد لقتال الهيئة مثل فصائل درع الفرات التي أصبحت مهمتها تنحصر بالمشاركة في الحرب على ما يسمى الإرهاب وتحديدًا الإسلامي الجهادي”.
وعن موقف أحرار الشام يقول المقداد: “حركة أحرار الشام ليست في وارد خوض معارك إلى جانب الهيئة حاليًا، قد يكون في المستقبل أو إذا تعرضت لهجوم من النظام في المناطق التي توجد بها”، واصفًا التبريرات التي تتحدث عنها الفصائل في عدم فتح معارك مع النظام بالواهية، “من المؤسف أنا نسمع لتبريرات من قبيل وجود خطوط حمراء على فتح المعارك ومن قبيل توقف الدعم والخشية من القصف الجوي”، مستبعدًا تشكيل غرف عمليات على غرار جيش الفتح السابق.
معتبرًا أن تحرير الشام تعرف أن هناك مرحلة قادمة لحربها “طبعًا يهم الهيئة أن تحصل على أي دعم أو مؤازرة لكنها في نفس الوقت تعلم أن عشرات الفصائل تتربص بها ومستعدة لقتالها، وهي حتى اليوم تجيد لعبة الهروب إلى الأمام وتؤخر عملية استهدافها الآتية لا محالة، وبالتالي فإن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم وفتح الجبهات في أكثر من محافظة ومنطقة أو الإعداد لحرب عصابات واستنزاف طويلة تستهدف قوافل النظام ومراكز تجمعاته وعمقه الحيوي والاستراتيجي وهذا سيعني حتمًا التخلي عن السيطرة على المدن لتجنيبها الدمار”.
الناشط خالد الجنوبي: يجب أن تغير تحرير الشام تعاملها مع الفصائل ويجب أن تكون هناك مصالحة من الهيئة مع الجميع وأن تعيد الحقوق للفصائل بحسب قوله
وفي هذا الموضوع يقول فادي حسين المهتم بشؤون الجماعات الجهادية: “لن تؤازر الفصائل الهيئة في معاركها بريف حماة، فالفصائل ترغب في تقوية عزلة الهيئة عن الساحة وترغب في إنهاء كيان الهيئة ولو استدعى ذلك تدخل التحالف الدولي تحت حجة محاربة الإرهاب والقاعدة”، وقال حسين في حديث لـ”نون بوست”: “استمرار الهيئة في القتال من دون أي مؤازرة يبدو صعبًا، لكن أعتقد أن الهيئة لن تتوقف عن القتال”،من جانبه يرى الناشط الثوري خالد الجنوبي أن تحرير الشام المسؤولة عن عدم مؤازرة الفصائل لها بسبب بغيها عليها وأخذ سلاحها على حد وصفه.
ويقول الجنوبي في حديث لـ”نون بوست”: “لكن رغم ظلم الهيئة للفصائل وأخذ سلاحها، فإن الفصائل ستقاتل النظام وتصد هجماته كما يحدث الآن في ريف حماة وريف حلب”، معتبرًا أن الإعلام يتقصد عدم الحديث عن قتال الفصائل الثورية للنظام “هناك تعتيم إعلامي لإنجازات الثوار لأسباب منها إظهار أن الذين يقاتلون النظام كلهم متشددون وجهاديون، وأيضًا لإعطاء النظام مبررات في قصف المدنيين، وإعطاء العالم الحجة لتدمير المدن”، مؤكدًا “يجب أن تغير تحرير الشام تعاملها مع الفصائل ويجب أن تكون هناك مصالحة من الهيئة مع الجميع، وأن تعيد الحقوق للفصائل” بحسب قوله.