انتابت حالة من الخوف سكان قطاع غزة بعد قرار الحظر، حيث أعرب فلسطينيون في غزة عن تخوفهم من التأثير السلبي على سكان القطاع، واصفين القرار بـ”الجائر”، ودافع لاشتداد الحصار عليهم، ويعيش في قطاع غزة 1.8 مليون نسمة ويعانون كم واقع اقتصادي وإنساني صعب في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.
فيما ازداد الغموض حول وضعية معبر رفح البرى، فهو مغلق أمام المرضى والحالات الإِنسانية منذ 27 يوما، فى الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش مداهمة جميع المناطق التى يشتبه فى وجود أنفاق به.
ووصفت حركة حماس الحكم على لسان القيادي يحيي موسى، بأنه “لا قيمة ولا معنى له”، فيما أعربت الحكومة الفلسطينية في غزة على لسان مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني “باسم نعيم”، بأن قرار المحكمة “صدمة”، أملين ألا يترجم القرار إلى “قيود مفروضة على حركة الناس”.
وفي سياق متصل أوضحت الحكومة في بيان لها: إنها تنظر بخطورة كبيرة لقرار المحكمة المصرية، وترفضه “كونه يستهدف الكل الوطني الفلسطيني”، ودعت المسئولين في مصر إلى مراجعة مثل هذا الحكم، معتبرة أن القرار يعني تخلي مصر عن دورها التاريخي في قضايا الشعب الفلسطيني.
وشددت القوى الوطنية والإسلامية في غزة، خلال اجتماع لها لمناقشة تداعيات حظر حركة حماس، أن حركة حماس هي جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية تمارس حقها إلى جانب الفصائل الفلسطينية كافة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقد أعلنت أكثر من مرة انه ليس لها أي أنشطة خارج فلسطين وبالذات في الأراضي المصرية.
وأكد الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي أن “حماس” لم تخسر شيئا من قرار المحكمة بتصنيفها منظمة إرهابية، وأن الطعنة أصابت مصر السياسة كما أصابت مصر القضاء، إذ صار القرار نقطة سوداء فى تاريخ الاثنين، وبمقتضاه انضمت مصر إلى إسرائيل فى اعتبار أهم فصيل فلسطيني مقاوم منظمة إرهابية.
وأعرب عن دهشته لهذا القرار بقوله: لم يجرؤ السادات المتصالح على ان يفعلها، ولا أقدم عليها مبارك كنز إسرائيل الاستراتيجي.
مشيراً إلى أن القرار لم يكن مفاجئا، لأن أجواء التسميم والكراهية خيمت على الفضاء المصري خلال الأشهر الماضية، وذلك بإطلاق حملة ضارية من الشيطنة روجت لها الأبواق الإعلامية طوال تلك الفترة.
أما الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان اعتبر قرار السلطات المصرية يصب في خانة “التحرش” و”الاستكبار” و”يقزم” من حجم مصر ومكانتها الاقليمية والدولية، علاوة على كونه قد يفسر على انه “ضوء اخضر” لاسرائيل بشن عدوان على قطاع غزة وسحق حركة “حماس″
أسفاً على انحراف بوصلة العداوة فهي لم تعد اسرائيل، وانما حركة “حماس”، عاداً إياه بغير المسبوق في تاريخ البلاد على مر العصور.
وقال المتحدث باسم حركة “فتح” في الضفة الغربية أحمد عساف، إنه “يتفهم” القرار المصري بحظر حماس وانشطتها، عاداً إياه نتاج تدخلات الحركة في الشأن المصري، وانحيازها لجماعة الإخوان المسلمين (التي صنفتها السلطات المصرية بأنها “إرهابية”). وعد الكاتب عطوان القرار الفتحاوي صادماً أكثر من القرار المصري.
و أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة غزة “مخيمر أبو سعدة”، أن الحالة بين مصر وحماس أصبحت في طريق اللاعودة، وأي “خيار قادم لحماس سيكون مكلفا ومحفوفا بالمخاطر”.
أما المحلل السياسي في غزة “هاني حبيب” قال: أن حكم المحكمة “شكلي” وسيكون له تأثير قليل، موضحًا أن القيود المفروضة على الحدود ليست شيئا جديدا، وأن حماس ليس لديها أي مكاتب أو أصول رئيسية في مصر.
أما المؤرخ في معهد العالم العربي جان – فرنسوا لوغرن قال أن “حماس تدفع اليوم ثمن الوضع الاقليمي والدولي الذي ادى الى تهميش الإخوان المسلمين، وثمن القرارات التي اتخذتها عندما كانت في حال صعود. ولكن على رغم ذلك، فانها ستبقى داخل اللعبة الاقليمية..”
موضحاً لوغرن أن إسرائيل لا تريد التخلص من حماس لانها الجهة الوحيدة التي تستطيع السيطرة امنياً على القطاع”.
وكتب موردخاي كيدار من صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: بأن الهدف هو زيادة شعبية السيسي “لا اصدق الاتهامات التي وجهها النظام المصري الى حركة حماس، ويبدو ان السلطات المصرية كانت في حاجة الى عدو خارجي تبرر من خلاله نجاحاتها المحدودة، في ظل تعثر الاقتصاد المصري..،
مشيراً أن معاملة مصر القاسية مع حماس قد تدفعها الى حرب ارهاب جديدة او الارتماء مجدداً في احضان إيران، الامر الذي ليس في مصلحة مصر ولا إسرائيل”.
وتبياينت ردود أفعال الأحزاب المصرية باتجاه القرار فحركة شباب 6 أبريل المصرية نددّت بقرار السلطات المؤقتة حظر حركة حماس، مؤكدة أن القرار يعد خرقًا خطيرًا للأمن القومي المصري.
فيما رحَّب حزب المصريين الأحرار بحكم القضاء بحظر نشاط حركة حماس داخل مصر والتحفظ على مقراتها، معتبرتاً إياه علامة فارقة فى نضال الشعب المصرى ضد المخططات الخارجية لإسقاط الدولة المصرية.
وأكدّ الدكتور عمرو عادل القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية أن حظر نشاط حماس دلالة على ضعف السلطات المصرية.
واستنكرت العديد من القوى العربية والإسلامية قرار الحظر، كحركة المجتمع والسلم الجزائرية المعروفة بـ”حمس”، وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن والجماعة الإسلامية في لبنان.
وانطلقت في غزة مسيرة حاشدة بدعوة من حركة حماس بعد انتهاء صلاة الجمعة باتجاه مقر السفارة المصرية المغلق غرب مدينة غزة، حيث ندد المشاركون في المسيرات بهذه الدعوة القضائية مطالبين برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح المغلق بشكل كامل.