بانورما الفيلم الأوروبي بدأت عام 2004 خلال شركة أفلام مصر العالمية –يوسف شاهين- لإعطاء فرصة للمشاهد لتوجيه ناظريه بعيدًا عن الأفلام التجارية، وأن يجد لنفسه فرصة مشاهدة أفلام متعددة. في هي هذا العام تنظم شركة “سينما زاوية” الدورة العاشرة من البانورما الأوروبية بالشراكة مع عدد من المعاهد والمؤسسات الثقافية المختلفة، واحتفالًا بهذا الحدث –البانورما العاشرة- قررت عرض 50 فيلم على مدار 11 يومًا –كما هو المعتاد كل عام- ونقل بعضهم إلى تسع مدن أخرى خارج القاهرة. سواء كان بها فرع لسينما زاوية كالأسكندرية، والإسماعيلية، وبورسعيد، أو لم يكن كقنا وأسيوط والمنيا ودمياط والمنصورة والزقازيق. وبالرغم من أن عادةً ما تتعارض عروض البانورما مع مهرجان القاهرة السينمائي، إلا أن الجمهور يتردد عليها بشكل ملحوظ، وقد يزيد عن جمهور مهرجان القاهرة السينمائي.
في إطار عروض البانورما الأوروبية بمدينة بورسعيد والتي تتخذ كغيرها هذا العام شعار كرسي السينما يأخذنا إلى أماكن متعددة؛ فقد بدأت جولتها بفنلندا وفيلم:
الوجه الآخر من الأمل (The other side of hope)
الفيلم من كتابة وإخراج عملاق السينما النفلندية: “آكي كوريسماكي” الذي قبل تأسيسه شركة إنتاج وتوزيع عمل بوظائف مختلفة كساعي بريد، وغاسل أطباق، وناقد سينمائي فيما بعد. ونال جائزة أفضل إخراج في مهرجان برلين السينمائي عن هذا الفيلم.
الفيلم يسير في إطار كوميدي درامي، ماذا يمكن أن يحدث إن تلاقى رجل ستيني فلنندي مقامر بشاب سوري لاجىء؟ “فيكستروم” وهو الرجل الستيني الذي قام بدوره “سكاري كوسمانن”؛ شخص مقامر وهو ما سيتضح أن ذلك أسلوب حياته رغم أن لعبه للمقامرة يتم في مشهد واحد فقط؛ إلا أنه منذ المشهد الأول للمشهد الأخير في الفيلم يقامر بحياته كلها، فتركه لزوجته، وتغيره لمهنته ومساعدته للاجىء سوري، رغمًا عن أنف الحكومة الفنلندية وقرارتها، وبدون سبب واضح، هو نوع من أنواع المقامرة.
أما خالد، المهاجر السوري الذي قام بدوره الممثل السوري وأستاذ التمثيل “شيروان حاجي” –والذي نال جائزة أفضل ممثل في مهرجان برلين، وهو أول ممثل سوري يكرم بهذا المهرجان- يبدأ ظهوره بهروبه عبر شاحنة فحم إلى فنلندا ومن ثم يبدأ بطلب اللجوء، والذي سيبدو للوهلة الأولى متاحًا وسهلًا ثم تأتي الصدمة برفض طلبه في نفس اليوم الذي تتجدد به الغارات على مدينته حلب، مما يدفع الممرضة المقيمة بمعسكر اللاجئين إلى تهربيه قبل ترحيله في اليوم التالي.
فلنندة واللجوء
فنلندا كانت بالفعل من أكثر البلدان الأوروبية التي يتوافد عليها اللاجئين العراقيين والسوريين وغيرهم من الجنسيات، ومن ثم تغيرت الإجراءات اللازمة للجوء وأصبحت دولة صعبة المعيشة بها. بجانب العنصريين والذين يتكرر ظهورهم بالفيلم بأكثر من شكل، وربما هذا ما يدفع خالد إلى البحث عن طريقة لترك فنلندا بالرغم حبه الشديد لها.
كيف ذهب دور البطولة إلى حاجي؟
يروي “شيروان حاجي” في إحدى اللقاءات الصحفية معه أنه كان قد ألقى من باله أمر التمثيل عندما وصل إلى فلنندا، وقرر التركيز على التدريس، وأنه لم يحلم قط أن يلعب دور البطولة في أحد أفلام السينما الفلنندية، ولكنه كان قد وصله رسالة إلكترونية على سبيل الصدفة عن البحث عن ممثل من الشرق الأوسط، ويفضل من أصول سورية، مع إجادة اللغة العربية والإنجليزية، وبالرغم من انشغاله بدراسته في ذلك الوقت إلا أنه قرر المضي قدمًا والتقدم لهذا الدور والذي اعتقد في بادىء الأمر أنه دور صغير لمهاجر سوري، ولم يكن يتوقع أنه دور البطولة وأنه سيعمل مع آكي كويسماكي شخصيًا.
موسيقى الفيلم كانت من أكثر العوامل تميزًا، بجانب السينماتوجرافي والألوان المستخدمة بالديكور والتي كانت تبعد عن الألوان القاتمة
الفيلم بالرغم من تعرضه للعنصرية ضد اللاجئين، وقرارت الحكومة الفنلندية المتعسفة وغير المنطقية ضد اللاجئين، إلا أنه يلقي الضوء على الجانب الآخر من القصة وهو الأمل في حياة إنسانية أفضل عبر أكثر من شخصية ساعدت –وبدون سبب- خالد من أجل الاستمرار في العيش بفنلنداا، الفيلم تم ترشيحه عن طريق أكثر من مهتم بالسينما في ترشيحات: “ماذا تشاهد بالبانوراما”، كما أنه سيعرض يوم 10 نوفمبر في تمام الساعة العاشرة مساءً بسينما “زاوية” وسط البلد، بالقاهرة.