تحولت كنيسة دومينيكية من القرن الثالث العاشر إلى مكتبة مميزة معاصرة لا تكتفي فقط ببيع الكتب إنما تخلق حوارًا ما بين التاريخ والحداثة، يعتبر مشروع سيلكيز دومينكانين متعدد الطبقات، حيث تستطيع أن تستمتع بالقهوة في أثناء قراءتك لأحد الكتب في مناخ تاريخي ينقلك إلى عالم آخر وتجربة جديدة كليًا.
توقفت الكنيسة عن استضافة أي وظيفة دينية منذ عام 1794 عندما صادرها جيش نابليون بونابرت واستخدمها لأغراض عسكرية، ومنذ ذلك الحين تم استخدام فضاء الكنيسة كأرشيف للمدينة ومستودع ومخزن لتخزين الدراجات! إلى أن أتى عام 2006 حيث قررت مجموعة بي جي إن أن تعطي حياة جديدة للمبنى بتحويله إلى واحدة من أكثر المكتبات جذبًا للزوار، حيث فازت المكتبة عام 2007 بجائزة لنسفلت المعمارية، وتستقبل سنويًا ما يقرب من 700 ألف زائر، وتحتوي أرففها على 25 ألف كتاب.
كنيسة سابقًا، ساحة تزلج حاليًا
تحولت كنيسة أثرية عمرها 100 عام إلى ساحة تزلج بإسبانيا وذلك عام 2015، فقد صمم المعماري مانويل ديل بوستو كنيسة سانتا باربارا باستورياس عام 1912 ولكن مع مرور الزمن تم هجرها وتعرضت للإهمال والانهيار، ولاحظ حال الكنيسة مجموعة من الأفراد الذين سموا أنفسهم “لواء الكنيسة” وقاموا بعمل حملة على الإنترنت لجمع التبرعات لتحويل الكنيسة لساحة تزلج أسموها معبد كاوس.
ولأن وجود ساحة تزلج بداخل كنيسة مهجورة جميلة لم يكن كافيًا لإرضاء طموح هؤلاء الشباب، تم تكليف الفنان أوكودا سان ميجل ليغطي الحوائط والأسقف بأشكال هندسية ذات ألوان جاذبة ليحول المكان إلى مكان جاذب للشباب لزيارته بعد أن تم هجره للعديد من السنين.
مساكن الكنيسة
تم بناء كنيسة جينيس الغربية بنيويورك عام 1870 ولنفس الأسباب المذكورة أعلاه تم تحويلها إلى شقق سكنية، حيث تحتوي الكنيسة على 24 شقة سكنية حديثة، مع ترك المظهر التاريخي الخارجي للكنيسة وإعادة تصميمها من الداخل لتواكب متطلبات الحياة الحديثة.
في عام 2011 عندما لم يستطع مجلس الكنيسة تجديد البناء، قرروا بيعه لأحد المستثمرين عن طريق المزاد، حيث اشتراها المستثمر بنحو 180 ألف دولار، وتكلف تحويل الكنيسة إلى حالها الحاليّ ما يزيد على 3 ملايين دولار.
من كنيسة إلى جامع
ليست تلك المرة الأولى التي تتحول بها أحد أدوار العبادة من أحد الأديان إلى دين آخر، فالتاريخ ممتلئ بتلك الأمثلة، ولكن في عصرنا الحديث قد تكون تلك الأمثلة مميزة خاصة عندما يتم بيع الكنيسة ليشتريها مجموعة من المسلمين الذين بدورهم حولوها إلى جامع.
يعود تاريخ تلك الكنيسة بستراتفيلد – أمريكا إلى عام 1920 ويمتلكها جماعة مسيحية تاريخية تعود إلى القرن السابع عشر الذين قرروا بيعها بمبلغ يعادل مليون دولار.
لاقى ذلك التصرف الكثير من السخط ولكن كان الرد من الجماعة التي باعت الكنيسة أن عملية البيع تلك تعلم العالم السلام وصنع الصداقات وأن الجماعات المختلفة يستطيعون العيش سويًا في كرامة واحترام.
ليست تلك المرة الوحيدة التي تتحول فيها كنيسة إلى جامع في أمريكا، فقد تحولت أيضًا كنيسة الثالوث المقدس بنيويورك إلى مسجد، وتحولت الكنيسة الكاثولكية بي في إم إلى مركز إسلامي ببروكلين.
مطعم كنيسة تشارلستون
تحولت كنيسة تشارلستون التي يمتد عمرها إلى ما يقرب من مئة عام في قلب مدينة تشارلستون التاريخية إلى مطعم جذاب ذاع صيته خاصة مع إعادة استخدام الكنيسة التاريخية بشكل جديد، واحتوت دعاية المطعم على الكلمات الاتية:
“مطعم أمريكي جديد يقع في كنيسة عمرها مئة عام، مميزة بتصميمها الخيالي والمأكولات الشهية والضيافة الاستثنائية، فهل ستذهب لتجرب بنفسك يومًا ما؟”.
وبار أيضًا!
قالوا عنها: هنا الشيء الوحيد الذي يُعبد هو الجعة!
تعاني بعض كنائس إنجلترا من الإهمال وذلك بسبب التكلفة العالية لترميم المباني التاريخية، ولهذا السبب يقرر القائمون عليها أن يبيعوها ليتخلصوا من ذلك العبء الكبير.
يقول أحد العاملين: “عندما كان هذا المبنى كنيسة، كان يأتيها شخصان أو ثلاثة على الأكثر، ولكن الآن، في أيام الجمعة والسبت، ستجدها ممتلئة بالأشخاص”! وفي أحد التقارير، قال أحد المشترين: “هذا غريب، أنا لا أمانع أن يُصيبني الثمل هنا، ولكنني أكن الاحترام لهذا المكان حيث إنني لن أسمح لأي شخص أن يلوث تلك الحوائط”.
بالطبع تُواجه تلك التحولات العديد من الاعتراضات من الحركات الدينية أو المُحافظة وإن لم تكن ذات قوة كافية لتمنع تلك الاستخدامات الجديدة للكنائس المهجورة، لتخبرنا بذلك الكنائس حكايات جديدة غير التي اعتدنا عليها.