الصين والعالم.. في مؤتمر العام

أعلنت الصين جملة من المواقف والقرارات الحاسمة حول جملة من القضايا الإقليمية والدولية، وذلك عبر تصريحات لوزير خارجيتها “واتغ يي” الذي تكلم خلال الاجتماع السنوي للبرلمان عن موقف بلاده مما يحدث في أوكرانيا ومن التوترات التي تشهدها العلاقة بين الكوريتين وملف الإرهاب في أفغانستان وكذلك الخلاف التاريخي بين الصين وجارتها اليابان.
أزمة أوكرانيا:
حسب ما نقلته وكالة رويترز، دعت الصين إلى الهدوء وضبط النفس في الأزمة الأوكرانية، قائلة إن هذه المسألة لابد من حلها من خلال المحادثات والوسائل السياسية، حيث دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي كل الأطراف أن تضع في اعتبارها المصالح الأساسية لكل الطوائف العرقية في أوكرانيا وكذلك مصالح السلام والاستقرار الإقليميين.
وفي نفس السياق أكدت الصين أنها لن تتدخل فيما تعتبره “شأنًا داخليًا” وأنها تحترم قرارات الشعب الأوكراني، وقال وانج يي: “الأولوية الآن للتحلي بالهدوء وضبط النفس ومنع مزيد من تصعيد الموقف”، مضيفًا: “من المؤسف أن الوضع في أوكرانيا وصل إلى ما هو عليه اليوم، وكلما زاد تعقد المشكلة كلما زادت ضرورة معالجتها بأسلوب حكيم”.
ووصف وانغ موقف بلاده بأنه موقف منصف وموضوعي، قائلا: “الصين على اتصال بالأطراف المختلفة، وسنلعب دور الصين البنّاء في التوصل لتسوية سياسية للمشكلة الأوكرانية”، مؤكدًا أن الصين تود الاستمرار في إقامة “تعاون ودي” مع أوكرانيا وأنها تحترم استقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها.
حرب الكوريتين:
رغم أن الصين تعتبر أهم داعم دبلوماسي واقتصادي لكوريا الشمالية، فإن وانغ يي عبّر عن نفاذ صبر الصين بسبب التجارب النووية والصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، وقال وانغ إن الصين لن تسمح بالفوضى أو الحرب في شبه الجزيرة الكورية، مؤكدًا أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق نزع السلاح النووي.
وأضاف وانغ: “شبه الجزيرة الكورية تقع على أعتاب الصين، لدينا خط أحمر وهو أننا لن نسمح بحرب أو عدم استقرار في شبه الجزيرة الكورية”، كما طالب جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس، مشيرًا إلى أن المواجهة لا تؤدي إلا إلى التوتر، والحرب لا تجلب سوى الكوارث، وبعض الحوار أفضل من لا شيء وأن يكون الحوار مبكرًا أفضل من أن يأتي متأخرًا.
الإرهاب في أفغانستان:
حمّلت الصين مسئولية الهجوم الذي تعرضت له محطة للسكك الحديدية غرب البلاد لمن اسمتهم بالمتطرفين المنتمين لإقليم شينجيانغ الذي يشترك في جزء من حدوده مع أفغانستان، وضمن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الصينية، عبّر وانغ يي عن قلق بكين بشأن الأمن في شينجيانغ، وعن ضرورة التعاون مع أفغانستان للسيطرة على الإرهاب.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي “إن بلاده ستعمل مع المجتمع الدولي على تحقيق المصالحة في أفغانستان ودعم إعادة الإعمار”، مضيفًا: “سنعمل أيضًا مع أفغانستان والجيران الآخرين لنحارب بحزم كل قوى الإرهاب”.
ويقول دبلوماسيون مقيمون في بكين “إن الصين تعزز حوارها مع الأطراف الإقليمية في الشهور الأخيرة في أفغانستان لأسباب أهمها القلق من أن يؤدي انسحاب القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي إلى عدم استقرار قد يمتد إلى شينجيانغ”.
التاريخ والأرض واليابان:
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه لا وجود لحل وسط مع اليابان بشأن المسائل المتعلقة بالتاريخ والأرض”، مشيرًا بذلك إلى ما تشهده العلاقات (الصينية – اليابانية) من توتر منذ فترة طويلة بسبب ما تعتبره الصين فشلاً يابانيًا في “التكفير عن احتلالها لأجزاء من الصين قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية”.
مع العلم أن العلاقات بين الصين واليابان تدهورت بشدة خلال السنتين الماضيتين بسبب خلاف بشأن سلسلة من الجزر غير المأهولة في بحر الصين الشرقي.