ترجمة وتحرير: نون بوست
يقول الجيش الإسرائيلي إن تسعة آلاف مقاتل قُتلوا منذ بدء الحرب على غزة، لكن مسؤولي الجيش والجنود يقولون لصحيفة “هآرتس” إن هؤلاء غالبًا ما يكونون مدنيين وكانت جريمتهم الوحيدة هي عبور الخط غير المرئي الذي رسمه الجيش الإسرائيلي.
لقد كان ذلك إعلانًا روتينيًّا آخر من قبل الجيش الإسرائيلي؛ فبعد إطلاق صاروخ على عسقلان “تم التعرف على “الإرهابي” الذي أطلق الصاروخ وهاجمته طائرة تابعة لسلاح الجو وقامت بتصفيته”، وظاهريًّا، كانت هذه إحصائية أخرى في قائمة القتلى من مقاتلي حماس.
ومع ذلك، منذ أكثر من أسبوع، ظهرت وثائق أخرى للحادثة على قناة الجزيرة؛ حيث أظهر الفيديو أربعة رجال، وليس واحدًا، يسيرون معًا في طريق واسع، ويرتدون ملابس مدنية، ولا يوجد أحد في مكان قريب، فقط أنقاض المنازل التي عاش فيها الناس ذات يوم، ثم تحطم هذا الصمت المروع في منطقة خان يونس بسبب انفجار قوي، حيث قتل اثنان من الرجال على الفور، وأصيب اثنان آخران واللذان حاولا مواصلة السير؛ ربما ظنا أنهما قد نجيا، لكن بعد ثوانٍ أُسقطت قنبلة على أحدهما، ويمكن بعد ذلك رؤية الآخر يسقط على ركبتيه، وبعد ذلك دوي ونار ودخان.
وقال ضابط كبير في القوات الإسرائيلية لصحيفة “هآرتس”: “كان هذا حادثًا خطيرًا للغاية؛ فلقد كانوا غير مسلحين، ولم يعرضوا قواتنا للخطر في المنطقة التي كانوا يسيرون فيها”. بالإضافة إلى ذلك؛ يقول ضابط مخابرات مطلع على القصة، إنه ليس من المؤكد على الإطلاق أنهم كانوا متورطين في إطلاق الصاروخ، ويقول إنهم كانوا ببساطة الأشخاص الأقرب إلى موقع الإطلاق، من المحتمل أنهم مقاتلون، ومن الممكن أن يكونوا مدنيين يبحثون عن الطعام.
هذه القصة ليست سوى مثالًا واحدًا، تم نشره، للطريقة التي يُقتل بها الفلسطينيون بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة؛ حيث يقدر الآن عدد القتلى من سكان غزة بأكثر من 32,000، وبحسب الجيش، فإن حوالي 9000 منهم مقاتلون.
مشاهد حصرية حصلت #الجزيرة عليها التقطت بكاميرا مسيرة إسرائيلية تظهر ملاحقتها 4 شبان مدنيين فلسطينيين واستهدافهم بعدة صواريخ بمنطقة السكة في خان يونس جنوب قطاع #غزة
| تقرير: سلام خضر #الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/fWmdVQgNnX— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 21, 2024
لقطات من الهجوم نشرتها قناة الجزيرة. تحذير: الفيديو يحتوي على محتوى مؤلم
ومع ذلك، فإن مجموعة من قادة الجيش الاحتياطيين والقادة الدائمين الذين تحدثوا إلى صحيفة “هآرتس” شككوا في الادعاء بأن كل هؤلاء كانوا مقاتلين، مشيرين ضمنًا إلى أن تعريف “الإرهابي” مفتوح لمجموعة واسعة من التفسيرات، فمن المحتمل جدًا أن الفلسطينيين الذين لم يحملوا سلاحًا قط في حياتهم قد تم ترقيتهم إلى رتبة “إرهابي” بعد وفاتهم، على الأقل من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويقول ضابط احتياط خدم في غزة: “من الناحية العملية، “الإرهابي” هو أي شخص يقتله الجيش الإسرائيلي في المناطق التي تعمل فيها قواته”.
أرقام الجيش ليست سرًّا، بل على العكس من ذلك؛ لقد أصبحت مع مرور الوقت مصدر فخر، وربما أقرب ما يكون إلى “صورة النصر” التي حققتها إسرائيل منذ بداية الحرب. لكن هذه الصورة، كما يقول ضابط كبير في القيادة الجنوبية مطلع على هذه القضية، ليست حقيقية تمامًا؛ مضيفًا: “من المدهش أن نسمع التقارير بعد كل عملية عن عدد “الإرهابيين” الذين قتلوا”، موضحًا: “لستَ بحاجة إلى أن تكون عبقريًّا لتدرك أنه ليس لديك مئات أو عشرات من الرجال المسلحين الذين يركضون عبر شوارع خان يونس وجباليا، يقاتلون الجيش الإسرائيلي”.
إذن، كيف تبدو المعارك في غزة حقًّا؟ وفقًا لضابط احتياط كان هناك، “عادة ما يكون هناك “إرهابي”، ربما اثنين أو ثلاثة، يختبئون داخل المبنى. ومن يكتشفهم هم مقاتلون بمعدات خاصة أو طائرات بدون طيار”.
كان أحد أدوار هذا الضابط هو إبلاغ المستويات العليا بعدد المقاتلين الذين قتلوا في المنطقة التي كان يقاتل فيها هو ورجاله، ويوضح قائلًا: “لم يكن هذا استجوابًا رسميًا بحيث يريدون منك أن تظهر جميع الجثث، بل يسألونك كم عددهم وأعطيهم رقمًا بناءً على ما نراه ونفهمه على الأرض، ونمضي قدمًا”.
وشدد على “أننا لا نخترع الجثث، لكن لا أحد يستطيع أن يحدد على وجه اليقين من هو “الإرهابي” ومن أصيب بعد دخوله منطقة القتال لقوة من الجيش الإسرائيلي”. في الواقع؛ يشير عدد من جنود الاحتياط والجنود الآخرين الذين كانوا في غزة في الأشهر الأخيرة إلى السهولة التي يتم بها إدراج الفلسطيني في فئة معينة بعد وفاته. ويبدو أن السؤال ليس ماذا فعل بل أين قُتل؟.
في قلب منطقة القتل
منطقة القتال هي مصطلح رئيسي، فهذه هي المنطقة التي تتمركز فيها القوة، عادة في منزل مهجور، حيث تصبح المنطقة المحيطة به منطقة عسكرية مغلقة، ولكن بدون علامات واضحة على هذا النحو، وهناك مصطلح آخر لمثل هذه المناطق وهو “مناطق القتل”.
يقول ضابط الاحتياط: “في كل منطقة قتال، يحدد القادة مناطق القتل هذه”، وأضاف: “هذا يعني خطوطًا حمراء واضحة لا يجوز لأي شخص ليس من الجيش الإسرائيلي تجاوزها، حتى لا تتعرض قواتنا في المنطقة للقصف”؛ ولم يتم تحديد حدود مناطق القتل هذه مقدمًا، ولا بُعدَها عن المنزل الذي تتمركز فيه القوات.
ارتفاع المباني هو أيضًا عامل مهم، فلكل قوة مراكز مراقبة داخل قطاع غزة وخارجه، ويتولى جنودها مهمة تحديد الخطر. ولكن في نهاية المطاف؛ فإن حدود هذه المناطق وإجراءات العملية الدقيقة تخضع لتفسير القادة في تلك المنطقة المحددة؛ حيث يقول ضابط الاحتياط: “بمجرد أن يدخلها الناس، ومعظمهم من الذكور البالغين، تصدر الأوامر بإطلاق النار والقتل، حتى لو كان هذا الشخص غير مسلح”.
وإلى حد كبير، فإن المأساة التي قُتل فيها الرهائن الثلاثة على يد الجيش الإسرائيلي هي قصة من هذا القبيل، لأنه أثناء فرارهم من خاطفيهم دخل الثلاثة إلى منطقة القتل في وسط حي الشجاعية بمدينة غزة.
وقال قائد اللواء الكولونيل إسرائيل فريدلر، الذي كان مسؤولًا عن القوة، أثناء التحقيق في الحادث: “كانت الكتيبة 17 تحمي طريق الإخلاء اللوجستي الجنوبي الذي تستخدمه الفرقة”. وأضاف أن “نطاق الرؤية ومنطقة القتل كانا قريبين من قواتنا”. النهاية معروفة، كما أن الإجراءات لم تتبع، ولكن في وقت لاحق؛ تم تشديد الإجراءات.
في الوقت الحاضر؛ إذا عُرِفَ أن هناك رهائن موجودون في منطقة ما، فسيتم تنفيذ العمليات وفقًا لذلك، ولن يتم ضرب هذه المناطق من الجو. ومع ذلك؛ يبدو أن ما يحدث في مناطق أخرى أقل تنظيمًا، فمن غير الواضح عدد المدنيين الفلسطينيين العزل الذين قتلوا بالرصاص عندما دخلوا هذه المناطق.
ويقول جندي احتياط كان حتى وقت قريب في شمال غزة لصحيفة “هآرتس”: “الشعور الذي كان لدينا هو أنه لم تكن هناك قواعد اشتباك حقيقية هناك، فلا أتذكر أن أحدًا ناقش معنا التفاصيل بعد كل حادثة”، وهذا يتوافق مع انطباع مسؤول كبير في مؤسسة الدفاع والذي يقول: “يبدو أن العديد من القوات المقاتلة تكتب قواعد الاشتباك الخاصة بها”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لصحيفة “هآرتس” إن هذه القضية وصلت إلى مكتب رئيس الأركان هرتزل هاليفي في بداية الحرب، وعندما أدركت هيئة الأركان العامة أن قواعد الاشتباك في غزة تخضع لتفسير القادة المحليين، “خرج رئيس الأركان بأوضح صورة ضد قتل أي شخص يدخل إلى منطقة القتال، وقد تحدث عن ذلك في خطاباته”، وفقًا لما يقول هذا المسؤول الذي أضاف: “للأسف لا يزال هناك قادة، وحتى الكبار منهم، يتصرفون كما يحلو لهم في قطاع غزة”.
ولا تزال الأوامر تقضي بإطلاق النار على أي شخص يقترب من القوات في منطقة القتال، وبما أن “الاقتراب” هو مصطلح شخصي للغاية، فليس من المستغرب أن يخضع للتفسير على أرض الواقع.
ويقول ضابط احتياط له دور مهم في مركز قيادة متقدم للواء احتياطي في طليعة القتال في شمال غزة، إن العمر والخبرة يلعبان دورًا. وبعبارة أخرى، فإن المجندين الأصغر سنًّا هم أكثر عرضة لضغط الزناد، مقارنة بجنود الاحتياط.
كان هذا الضابط متورطًا في حادثة كان من الممكن أن يُقتل فيها أشخاص أبرياء بسهولة؛ حيث يقول: “لقد تعرفنا على رجل مشبوه كان على وشك دخول منطقة القتال لدينا، وكانت لدينا بالفعل طائرة بدون طيار في الهواء مع الموافقة على قتل المشتبه به. وفجأة، في اللحظة الأخيرة، رأينا نحن ومشغل الطائرة بدون طيار الرجل يدخل شارعًا وساحة، مع عشرات الأشخاص هناك”. كان ذلك على بُعد ياردات قليلة خارج حدود منطقة القتال، حيث كان هناك سوق به أكشاك، وأطفال على دراجات هوائية، وعالم موازٍ. ويقول: “لم نكن نعرف حتى بوجود مدنيين هناك”. وقرروا على الفور إلغاء القصف، مما منع وقوع كارثة على ما يبدو.
ويضيف الضابط: “ليس لدي أدنى شك في أن هناك قوى أخرى كانت ستستخدم الطائرة بدون طيار.. فهناك دائما توتر بين حماية قواتنا، التي تمثل الأولوية القصوى، والوضع الذي تحاول فيه تجنب القتل غير الضروري للمدنيين”.
وبين كل هذه الفوضى؛ يتم إعطاء وزن كبير لحكم القادة على الأرض، سواء كان لواء أو كتيبة أو قائد سرية، كما يقول العديد من المقاتلين الذين تحدثوا إلى صحيفة هآرتس. ويقولون إن هناك قادة سيطلقون النار على مبنى فيه مشتبه به حتى لو كان هناك مدنيون في المنطقة المجاورة، بينما يتصرف القادة الآخرون بشكل مختلف.
طوال مناقشاتنا مع مختلف مسؤولي الدفاع والضباط والمقاتلين، ظلت معضلة التمييز بين المدني والمقاتل تظهر، فكيف يمكنك التعرف على شخص ما إذا كنتَ في خطر، أو تحديد ما إذا كان من الصواب الانتظار لبعض الوقت دون التسرع في إطلاق النار؛ حيث يمكن أن يؤدي اللجوء إلى القادة إلى إجابات مختلفة، اعتمادًا على الشخص والموقف.
وقال جندي من لواء احتياط في وصف تجربته: “بالنسبة لقادتنا، إذا حددنا شخصًا في منطقة عملياتنا لم يكن جزءًا من قواتنا، يُطلب منا إطلاق النار بهدف القتل، ولقد قيل لنا صراحة إنه حتى لو دخل المشتبه به إلى مبنى فيه أشخاص، فيجب علينا إطلاق النار على المبنى وقتل “الإرهابي” حتى لو أصيب أشخاص آخرون”.
اختبار الزمن
ويدرك المدنيون في غزة المواقع التي تم تحديدها، على الورق على الأقل، كمناطق إطلاق نار. ومن المفترض أن يبقوا في الملاجئ الإنسانية وحولها، وهي مناطق لا يشكل فيها الجيش الإسرائيلي مناطق قتال.
لكن اختبار الزمن مهم هنا، بعد مرور نصف عام على الحرب؛ حيث يقول الضابط من مركز القيادة الأمامي: “إذا بقينا هناك لمدة شهر أو شهرين، فيمكنك الالتزام بالأمر بإطلاق النار على أي شخص يقترب، لكننا هناك منذ ستة أشهر، وعلى الناس أن يبدأوا في الخروج؛ إنهم يحاولون البقاء على قيد الحياة، وهذا يؤدي إلى حوادث خطيرة للغاية”.
هذه الأحداث تثير قلقًا كبيرًا بالنسبة للإدارة الأمريكية، التي طالبت في الأسابيع الأخيرة بأن تدير إسرائيل سياسة إطلاق النار التي تنتهجها فيما يتعلق بالمدنيين بطريقة أكثر مسؤولية. ومع ذلك، يقول ضابط مخابرات في خضم القتال: “إن ما يحدث في شمال قطاع غزة لا ينبغي أن يقلق الأمريكيين؛ بل يجب أن يقلق إسرائيل”.
ويقول إن “هناك أكثر من 300 ألف مدني، يتركز معظمهم في المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي كملاجئ إنسانية منذ بداية الحرب”، مضيفًا إن هؤلاء الأشخاص “هم الأشخاص الأكثر حرمانًا في غزة، وهم الأشخاص الذين لم يكن لديهم المال اللازم للانتقال إلى الجنوب أو استئجار شقة أو غرفة، أو حتى الحصول على خيمة”.
ويضيف أن الوضع في هذه المناطق صعب للغاية، فالناس المقيمون هناك يتقاتلون من أجل الطعام ومن أجل مكان للنوم، ويقول إنه أصبح صراع حياة أو موت يسود فيه العنف ويغيب فيه الحكم.
ويضيف قائد كبير في الجيش الإسرائيلي يشارك في القتال أنه “في أجزاء كثيرة من شمال غزة يوجد مدنيون لا يقيمون في هذه الملاجئ الإنسانية، فلقد عاد بعضهم ببساطة إلى منازلهم أو بقوا فيها لحماية ممتلكاتهم من النهب، خوفًا من أن يستولي شخص آخر على منازلهم أثناء فرارهم”.
وبالتالي، فإن الأشخاص الموجودين في منازلهم، والتي تقع خارج الملاجئ الإنسانية حيث لا يعمل الجيش الإسرائيلي، معرضون لخطر واضح. ويقول هذا القائد الكبير: “قد يكونون في مبانٍ مجاورة لمكان تواجد الجنود، وإذا رآهم أحد، عادة ما يتعرض للقصف”. في بعض الأحيان لا يعرفون أنهم يُنظر إليهم على أنهم يشكلون خطراً. وبالتالي، هناك أمر من الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بتجنب الصعود إلى أسطح المنازل، فأي شخص على السطح معرض لإطلاق النار.
ويقدر القائد الكبير أنه كانت هناك حوادث حاول فيها المدنيون الوصول إلى المناطق التي اعتقدوا أن الجيش قد تركها، ربما على أمل العثور على طعام تركوه وراءهم. ويقول هذا القائد: “عندما ذهبوا إلى مثل هذه الأماكن، تم إطلاق النار عليهم، حيث كان يُنظر إليهم على أنهم أشخاص يمكن أن يلحقوا الضرر بقواتنا”.
وأشار أحد الضباط إلى عامل آخر يزيد الاحتكاك مع المدنيين: حقيقة أن الجيش الإسرائيلي ظل في الأسابيع الأخيرة ثابتًا في أجزاء كثيرة من القطاع، دون التحرك للقتال في مناطق جديدة.
ويقول ضابط احتياط خرج لتوه من منطقة القتال في الشجاعية: “بدلًا من البدء في إعادة بناء وتفريق الناس في هذه الملاجئ، يتم إعادة الجنود إلى نفس المناطق، التي أصبحت أكثر ازدحامًا، مع الناس الذين ليس لديهم الكثير ليخسروه”. كما يعتقد هذا الضابط أن الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الجيش بأكملها يفهمان بوضوح أنه في نهاية القتال، سيتعين على إسرائيل أن تتعامل مع هذه الأحداث وتداعياتها أمام المجتمع الدولي.
وفي الوقت نفسه، يتواجد فريق تحقيق من هيئة الأركان العامة على الأرض، ويرسل استنتاجاته إلى المدعي العام العسكري. ولكن مع عدم معرفة أحد عدد المقاتلين الذين قتلوا وعدد المدنيين الذين تم اعتبارهم مقاتلين، يبدو أن مهمة هذا الفريق ليست بسيطة.
ردا على أسئلة صحيفة هآرتس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه فيما يتعلق بتصنيف الوفيات الناجمة عن نيران الجيش الإسرائيلي في غزة وعدد المقاتلين الذين قتلوا، فإن “الجيش الإسرائيلي في خضم حرب ضد منظمة حماس الإرهابية ويعمل على إحباط التهديدات ضد قواته. ويدعو الجيش الإسرائيلي المدنيين باستمرار إلى إخلاء مناطق القتال المكثف ويبذل جهودًا للسماح للمدنيين بالإخلاء بأمان قدر الإمكان”.
وأضاف: “وعلى النقيض من الادعاءات التي يتم تقديمها، فإن الجيش الإسرائيلي لم يحدد “مناطق القتل”، ويأتي دعم ذلك من حقيقة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عددًا كبيرًا من “الإرهابيين” أو “الإرهابيين” المشتبه بهم خلال القتال، دون إلحاق أضرار بمناطق القتال العنيف”.
في الواقع؛ لا يوجد أمر مكتوب بخصوص منطقة القتل في كتاب قواعد الجيش الإسرائيلي. ولكن هذا لا يعني أن هذا المفهوم غير معروف للجنود، والدليل على ذلك هو التحقيق في الحادثة التي قُتل فيها الرهائن الثلاثة.
أما بالنسبة للقطات الموثقة للهجوم على سكان غزة الأربعة غير المسلحين، فقد رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن “المنطقة الموثقة في اللقطات هي منطقة قتال نشطة في خان يونس، حيث حدث إجلاء كبير للسكان المدنيين. وقد شهدت القوات هناك العديد من المواجهات مع “الإرهابيين” الذين يقاتلون ويتحركون في مناطق القتال، وهم يرتدون ملابس مدنية، ويقومون بتمويه معدات قتالية في المباني والممتلكات التي تبدو مدنية”.
وأضاف الجيش أن “الحادث الموثق في اللقطات تم فحصه من قبل جهاز التحقيق في هيئة الأركان العامة، وهي هيئة مستقلة ومسؤولة عن التحقيق في الحوادث الاستثنائية التي تحدث أثناء القتال”.
المصدر: هآرتس