نفت مصادر روسية ما تناقلته وكالات أنباء وصحف عالمية حول عرض المملكة العربية السعودية شراء أسلحة روسية في صفقة ضخمة قدرت ب١٥ مليار دولار.
ونفت المصادر أن يكون الكرملين قد تلقى عرضا سعوديا بشراء أسلحة روسية مقابل التخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد والتوقف عن دعم نظامه الذي يواجه ثورة شعبية عارمة تجتاح بلاده منذ أكثر من ٢٧ شهرا.
وكانت صحف التايم والايكونوميست بالاضافة لوكالة رويترز قد نشروا أنباء عن الصفقة التي عرضها الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائهما آخر الشهر الماضي.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية قال دبلوماسي أوروبي يعمل بين بيروت ودمشق، أن السعودية عرضت على روسيا دورا أكبر في الشرق الأوسط في الفترة المقبلة، خاصة في ظل انسحاب الولايات المتحدة النسبي عن قضايا المنطقة. كما أضاف الدبلوماسي أن الوزير السعودي يقابل كل عامين نظيره الروسي، إلا أنه هذه المرة طلب لقاء الرئيس.
وبحسب مصادر سورية فقد سعى بندر إلى تهدئة اثنين من بواعث القلق الرئيسية لدى روسيا: أن الإسلاميين المتطرفين سيحلون محل الأسد وأن سوريا ستصبح ممرا للغاز الخليجي وخصوصا القطري على حساب روسيا.
المصالح السورية الروسية تبدو متشابكة إلى حد كبير. في عام ٢٠٠٩ رفض بشار الأسد صفقة قطرية تتضمن مد أنبوب نفط عبر سوريا إلى أوروبا حفاظا على المصالح الروسية في بلاده. إلا أن المسؤولين الروس يتحدثون عن أن دعم روسيا لبشار الأسد هو مسألة مبدأ، وأن “روسيا لن تغير استراتيجيتها” وهو ما قاله بوتين في لقائه مع بندر بن سلطان
وأكد ذلك محللون حيث كتبت آرين باكر في التايم البريطانية تقول أن “الاعتقاد بأن روسيا من الممكن أن تتراجع عن دعم الأسد في مقابل صفقتي سلاح وضمانات تتعلق بسوق الغاز هو اعتقاد مضحك”، كما أن الباحث السوري بمركز كارنيغي ببيروت يزيد الصايغ كتب يقول أن في هذه الحالة “لن تستطيع السعودية شراء” الموقف الروسي.
كما أن العديد من المحللين يرون آنه حتى لو اوقفت روسيا، لسبب ما، دعمها لنظام الاسد، فليس من المؤكد كلياً ان يكون لهذا تأثير كبير. ذلك ان ايران لها نفوذ اكبر بكثير على سوريا حتى وإن صار حسن روحاني الاكثر اعتدالاً رئيسها الجديد، اذ ان مصالح ايران في سوريا – التي تعتبرها حصنها في العالم العربي – تستبعد اي تحولات في تلك العلاقة.