قالت مصادر سعودية إن حالة من الارتباك الشديد تسود في دوائر اتخاذ القرار السعودي، بعد البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية باعتبار الإخوان وجماعات إسلامية أخرى تنظيمات إرهابية.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن بعض دوائر القرار السياسي السعودي تشعر بأن بيان الداخلية السعودية كان متعجلا، وأنه انطلق من دوافع تتعلق أساسا بالأوضاع في مصر، ولكنه أهمل، بحسب المصدر، النظر بشمولية إلى تشابك علاقات جماعة الإخوان مع السعودية في أكثر من ساحة عربية ملتهبة.
وفي هذا السياق؛ يذكر المصدر إن قرار الداخلية السعودية ترك الباب مفتوحا حول أسئلة كبرى تتعلق بنفوذ ودور السعودية في الإقليم، ولم يراع أن مصلحة الرياض، وإن اختلفت في مصر مع الإخوان، إلا أنها توافقت ولوعلى المدى التكتيكي في دول عربية أخرى ليست بعيدة عن السياسية السعودية.
وبحسب المصدر، فإن بعض اللاعبين الأساسيين في دوائر صناعة القرار السعودي تتساءل عن طبيعة تأثير هذا القرار على علاقة الرياض مع جماعة الإخوان في سوريا على سبيل المثال، بالنظر إلى أن الطرفين يتفقان على محاربة وإسقاط نظام الأسد، كما أن السعودية تعتبر من أهم الداعمين للائتلاف السوري المعارض الذي يشكل الإخوان عنصرا أساسيا فيه، وهو الأمر الذي يطرح إشكالية أمام السياسة السعودية حول طريقة التعاطي مع الإخوان السوريين: فهل هم إرهابيون؟ أم أنهم حلفاء في المعركة ضد نظام الأسد؟
ولكن تبعات القرار السعودي لا تقتصر على الملف السوري، إذ أن البحرين تشكل أزمة أخرى للسياسة السعودية قد تتعقد بفعل القرار الجديد، حيث يقول المصدر السعودي إن الإخوان هم حليف أساسي للنظام البحريني “السني” ضد المعارضة ذات الأغلبية الشيعية، و “كما هو معروف فإن السعودية هي الضامن الحقيقي لاستقرار النظام البحريني، لأنها تعتبر البحرين ملعبا خلفيا للصراع مع إيران”، وهو ما يطرح تساؤلا حول تأثير القرار السعودي باعتبار الإخوان جماعة إرهابية على قوة التحالف “السني” ضد المعارضة البحرينية “الشيعية” التي تتهمها السعودية بالتبعية لإيران؛ خصمها الأول في المنطقة. ويرى المصدر في هذا الخصوص أن الرياض تعجلت في قرارها، وأنها على ما يبدو لم تحسب تأثيراتها على حلفائها في المنامة.
وأشار المصدر السعودي في تصريحاته لموقع عربي 21 إلى أن قرار الرياض سيعقد من علاقاتها مع دول خليجية مثل الكويت؛ حيث يعتبر الإخوان الكويتيون جزءا من النسيج السياسي للبلاد، ومن المستبعد أن تتجاوب الحكومة الكويتية مع التوجه السعودي بالتعامل مع الجماعة باعتبارها إرهابية.
واختتم المصدر حديثه بالإشارة إلى قلق داخل بعض دوائر صنع القرار في السعودية من تأثيرات القرار على النفوذ السعودي في بعض الدول العربية الأخرى، مثل اليمن التي يخوض الإخوان وحلفاؤهم فيها حربا ضد الحوثيين، الذين بدورهم، يمثلون جماعة معادية للسعودية، مضيفا أن الرياض قد تكسب أيضا عداء طرف تونسي فاعل، هو حركة النهضة التي تصنف فكريا ضمن تيار الإخوان المسلمين.