بعيدًا عن أن دور المرأة في المجتمع لا يُختزل أو يُخلد في يوم للاحتفاء به أو تذكره كل عام، إلا أن يومًا كهذا لا يجب أن يمر دون أن نقف عنده ونرى أي من القوانين تم تفعيلها في البلاد لحماية المرأة.
فنرى أن تلك القوانين لا تُفَعّل وفقط، بل ويتم التعدي الصارخ على المرأة وتخطي جميع الخطوط بشكل مبالغ فيه وبشتى الطرق، وكأن النظام يريد إيصال رسالة لنا – كجنس النساء – أنه ليس لنا دور ولا صوت ولا رأي ولا حقوق، وإذا بادرت إحدانا للمطالبة بأدنى حقوقها – كالحرية مثلاً – يكون مصيرها شيء من ثلاث: إما الاعتقال أو الموت أو الإصابة وتبعاتها.
فصار من الطبيعي أن تنزل فتاة في مظاهرة رافضة للقمع فيُقبل عليها كلاب النظام للإمساك بها وإلقائها – كالمجرمين – في سيارة ترحيلات ليكون مصيرها “المعتقل” الذي لا مجال لأن تكون آمنة على عرضها فيه بين هؤلاء الوحوش، فيكون أقل ما تتعرض له الإهانة بالكلام أو بالضرب أحيانًا، فتكون مهللةً شاكرةً أن شرفها مصان في تلك اللحظة، وتبات ليلها في خوف ودعاء إلى الله أن يحميها، ويجن جنون أهلها بالخارج مع كل ليلة تقضيها هي تحت سلطة هؤلاء.
وصار من الطبيعي أن تنطلق رصاصة “غبية” من سلاح عابث لتستقر في قلبها فتنهي حياتها، بل وحياة من حولها ويصبح في كل منزل زهرة مفقودة، مسلوبة الحياة، وينطفئ نور هذا البيت.
وصار من الطبيعي أيضًا أن يحدث لها إصابة بأي شكل من الأشكال فتعيق حياتها، وتضطر للعيش بطريقة جديدة ومؤلمة لها وتخضع للعلاج المتعدد في أماكن شتى.
باختصار.. صارت المرأه كقطعة قماش يشدها من يشاء، ويمزقها من يشاء، ويعبث بها من يشاء.
حياتها ليست ملكها، وكرامتها آخر ما يمكن أن يخطر بذهن هذا النظام الحقير.
المرأة لا تحتاج يومًا يا سادة .. المرأة تحتاج حياة كالحياة.