أعلنت شركة “موزيلا” عن إطلاق متصفحها الجديد “فايرفوكس كوانتوم” الذي نشرت عنه أنه أول متصفح في التاريخ يستطيع هزيمة أكثر المتصفحات نجاحًا، متصفح “جوجل كروم”، ليكون لدى “فايرفوكس كوانتم” احتمالية أن يكون المتصفح الأكثر استخدامًا حول العالم بعد الآن.
أعلنت الشركة أنه سيكون المتصفح الأكثر سرعة من بين المتصفحات المستخدمة، حيث يتمتع بسرعة تصفح أسرع مرتين من الجيل السابق من فايرفوكس، حيث أشارت الشركة أنه أسرع، وأخف من جوجل كروم، وعلى كل مستخدم للإنترنت تجربته لمعرفة ذلك بنفسه، فإن قمت بتجربته ستلاحظ شيئًا آخر جديدًا، حيث سيكون جوجل هو محرك البحث الأساسي بدلًا من ياهو.
يأتي متصفح “فايرفوكس كوانتوم” الجديد بعد هدوء دام طويلًا في الحرب المشتعلة بين متصفحات الإنترنت الأشهر، سافاري، جوجل كروم و موزيلا فايرفوكس، حتى بات الكل وكأنه راضيًا بمكانته في السوق
يبدو أن “فايرفوكس كوانتوم” يأتي ليُصلح أخطاء الأجيال السابقة من “”فايرفوكس”، حيث عقدت شركة “موزيلا” في عام 2014 اتفاقية مع ياهو، كان من المفترض أن تدوم خمسة سنوات، أن يكون ياهو هو محرك البحث الأساسي في متصفح فايرفوكس، وهو ما بدا حينها ضد رغبات المستخدمين، وما جعلهم يفضلون استخدام جوجل كروم حينها على متصفح فايرفوكس.
يبدو أن “فايرفوكس” لن تلتزم باتفاقية الخمس سنوات مع ياهو مع وجود “جوجل” كمحرك بحث أساسي في “فايرفوكس كوانتوم”، حيث وجدت الشركة أن عودة جوجل كمحرك للبحث في المتصفح الجديد هو أفضل حل بالنسبة لسمعة علامة الشركة التجارية، ومن أجل جودة البحث على المتصفح، حيث أشار الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والتجارية للشركة “دانيل ديكسون” أن “فايرفوكس كوانتوم” يحتوي على أكبر عدد من محركات البحث الثانوية غير جوجل أكثر من أي متصفح آخر.
يأتي متصفح “فايرفوكس كوانتوم” الجديد بعد هدوء دام طويلًا في الحرب المشتعلة بين متصفحات الإنترنت الأشهر، سافاري، جوجل كروم و موزيلا فايرفوكس، حتى بات الكل وكأنه راضيًا بمكانته في السوق، ليكون كروم المتصفح الأكثر استخدامًا ورقم واحد في ترتيب المتصفحات عالميًا، يليه فايرفوكس، ومن ثم يأتي متصفح شركة آبل، سفاري، في المرتبة الثالثة وذلك بشكل استمر لبضعة سنوات.
تتميز الترقية الجديدة لمتصفح فايرفوكس بسرعة تحميل للصفحات غير مسبوقة في متصفحات فايرفوكس القديمة، وتشير بعض الاختبارات إلى أنّ ترقية كوانتوم الجديدة قد استطاعت التفوق على جوجل كروم بالفعل في أكثر من موضع، فحيث تكون سرعة ومعدل تحميل صفحات الويب أسرع في الوقت الذي يستهلك فيه المتصفح 30 بالمائة أقل من الذاكرة العشوائية، كما يوضح الفيديو التالي الذي نشرته شركة “موزيلا فايرفوكس”.
ما جديد فايرفوكس كوانتوم؟
من الانطباعات الأولى، يرى الناس أن هناك أربعة أسباب يجب عليك فيها تجربة متصفح فايرفوكس كوانتوم، أولها لأنه حتى الآن الأسرع من بين كل متصفحات الإنترنت، حيث لا يقوم بتحميل الكثير على الذاكرة العشوائية RAM، حيث يستهلك أقل من 30٪ منها، حيث يبدو أن الشركة توفي بوعدها حينما أعلنت أنها ستطلق المتصفح الأكثر سرعة في التاريخ، والذي من المتوقع أن ينهي أسطورة جوجل كروم.
In all seriousness, I spent the day using Firefox Quantum and it really is faster than Chrome, with a smaller memory footprint, and less battery drain. Worth a try!
— Erik Berlin (@sferik) November 15, 2017
بكل جدية، لقد استخدمت متصفح فايرفوكس كوانتوم، وهو أسرع من كروم بالفعل، ولا يقوم بالتأثير على الذاكرة كثيرًا، ولا يستهلك من البطارية كثيرًا، يستحق التجربة!
السبب الثاني له علاقة باستهلاك المتصفح الجديد قليلًا من الذاكرة العشوائية، إذ أن ذلك يسمح للمستخدم بفتح الكثير من المواقع في وقت واحد، لتعمل كلها بنفس السرعة في نفس الوقت على متصفح فايرفوكس كوانتوم، حيث تشير نتائج اختبارات الشركة أن المتصفح قادرًا على فتح 1700 شريطًا للتصفح خلال 15 ثانية.
حافظة موزيلا هي إصدار جديد من المتصفح كبديل لشريط العناوين أو ” Bookmarks”، حيث تحفظ المواقع والصور والمحتويات المختلفة لكي يزورها المستخدم فيما بعد
السبب الثالث له علاقة بالتصميم، صُمم “فايرفوكس كوانتوم” ليُصحح أخطاء متصفح فايرفوكس القديم، حيث يحتوي التصميم الجديد على صفحة رئيسية للمتصفح بشكل مختلف تحتوي على أيقونات على هيئة مربعات كبيرة للمواقع الأكثر زيارة، تكون متبوعة بمواقع و أخبار متصدرة شبكة الإنترنت يرشحها لك المتصفح للزيارة، كما يكون في الأسفل ما يُسمي بحافظة موزيلا أو (Mozilla’s Pocket book).
حافظة موزيلا هي إصدار جديد من المتصفح كبديل لشريط العناوين أو ” Bookmarks”، حيث تحفظ المواقع والصور والمحتويات المختلفة لكي يزورها المستخدم فيما بعد، حيث تعمل بشكل أكثر سهولة وتنظيمًا من شريط العناوين الموجود في بقية المتصفحات.
السبب الرابع له علاقة بما ذكرناه سابقًا حول استخدام جوجل كمحرك بحث أساسي في شريط البحث الموجود في منتصف الصفحة الرئيسية للمتصفح وفي شريط البحث الخاص بالعناوين أو الروابط كذلك، بعد أن أنتهت الشركة عقدها مع شركة ياهو الذي كان من المفترض أن يستمر لبضعة سنوات قادمة، إلا أن محرك البحث جوجل يضيف جودة لعملية البحث على المتصفح الجديد أفضل من محرك البحث ياهو.
لماذا لا يربح الأول دائمًا؟
هناك معادلة صعبة في علم الإدارة لا يستطيع الأغلبية حلها واتخاذ القرار الصائب فيها، ألا وهي هل تكون المؤسسة أو الشركة صاحبة مرتبة القائد في السوق، أي تحتل المركز الأول في الصناعة التي تقوم بالعمل فيها، أم ترضى باتخاذ المرتبة الثانية، وأن تكون دائمًا تابعة للأولى.
يقول البعض أن التاريخ لا يذكر سوى الأول، ولكن إن سألناك من جاء أولًا لسوق الكاميرات الرقمية كوداك (Kodak) أم (Sony)، في الواقع إذا ذكرنا سوق الكاميرات الرقمية فسيخطر ببالك فورًا علامات تجارية مثل نيكون (Nikon) أو (Sony) ولكن لن يخطر ببالك أبدًا كوداك، ذلك لأن الشركة أعلنت نهايتها بعد أن كانت رائدة السوق والأولى في صناعة آلات التصوير العادية حينما قررت دخول سوق الكاميرات الرقمية.
يُعد الأمر مخاطرة في سوق التكنولوجيا، إذ أن الأول يُخاطر دومًا لأنه بشكل أو بآخر يُشكل توقعات السوق، ولا يعرف إن كانت تطوراته وترقياته تلك ستوافق رغبات المستخدمين أم لا.
كانت شركة “كوداك” الأولى في صنع كاميرا رقمية، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا في ذلك، مما جعلها تنهي مشوارها الذي توّج دائمًا بالمركز الأول، و نساها التاريخ بعد أن كانت رائدة السوق الوحيدة، ومن هنا يتذكر العالم فقط كاميرا “سوني” الرقمية كأول كاميرا رقمية على الرغم من أنها ليست الأولى.
المغزى من حالة المنافسة بين كوداك و سوني أن الأول لا يربح دائمًا، إذا لم يكن الثاني أو التابع متيقظًا دومًا لحركة وتطورات الأول، ربما في هذه الحالة يصبح المركز الأول شديد الأهمية في السوق، إلا أن الأمر يُعد مخاطرة في سوق التكنولوجيا، إذ أن الأول يُخاطر دومًا لأنه بشكل أو بآخر يُشكل توقعات السوق، ولا يعرف إن كانت تطوراته وترقياته تلك ستوافق رغبات المستخدمين أم لا.
في حالة كروم وفايرفوكس، لقد رضي الأخير أن يكون التابع لمدة طويلة، لدرجة أن الأول،كروم، ظن أنه لا محالة لزعزعته عن مكانته الأولى وإنهاء أسطورته كأكثر متصفح استخدامًا حول العالم، إلا أن التابع انتظر طويلًا وحان الوقت لحصاد ثمار انتظاره الطويل، ليطور من خدماته لتكون الأكثر سرعة و الأكثر جودة من بين بقية المتصفحات بناءًا على مراقبته لتطورات الأول وتفاعل السوق معه، حينها يمكننا القول أن الأول بالفعل لا يربح دائمًا.