وفي يوم المرأة العالمي..
لي صديقة لم تبلغ العشرين من عمرها حين اُستشهدت بالرصاص يوم مجزرة فض رابعة العدوية.
وصديقة اُعتقلت بعد فض مسيرة مناهضة للانقلاب العسكري في مصر، ثم خرجت على ذمة قضية ملفقة وكان حكمها 5 سنوات من الاعتقال، فخرجت مجبرة إلى بلد أخرى مطاردة وهي العفيفة الحرة.
وصديقة سافرت أمس بعد إصابة أجبرتها على الرحيل بعيدًا عن وطن تحبه وكانت آخر كلماتها “البلد دي حلوة” رغم أنها لم تر من حلاوتها إلا رصاصة استقرت شظاياها في الظهر والبطن فأقعدتها.
وابنة عم يقبع زوجها الطيب الثائر المأسور منذ مجزرة فض ميدان النهضة خلف قضبان الظلم دون ذنب أو جرم إلا مهنته.
وابنة خالة اُعتقل زوجها منذ أيام قليلة من الشارع ولُفقت له قضيتين وهو الحر الكريم.
وصديقة غيبوا زوجها الصحفي الحر منذ أشهر ثمانية، وقد بلغ إضرابه الكلي عن الطعام يومه السادس واﻷربعين بعد اعتقاله دون تهمة ودون قضية فقط ﻷنه صحفي ينقل الحقيقة بصدق دون تزييف.
وصديقة اختفى زوجها وهو شقيق صديقتي اﻷخرى في ظروف غامضة ولم يستدلوا على مكانه منذ أيام خمسة.
وصديقة مطاردة هي وأسرتها في بلادها بعد أن اقتحم الأمن منزلها 3 مرات بحثًا عن أخيها فاضطروا لمغادرة المنزل دون معرفة أين اللجوء؟! ومتى الرجوع؟!
وصديقة كانت تهمتها “الكاميرا” فاعتقلوها وانهالوا عليها ضربًا وبذاءة ﻷنها في عيونهم مجرمة تستحق وتثير الشغب بالصورة.
وصديقة اُعتقل أخاها .. وأخرى استشهد زوجها.. وثالثة ورابعة وخامسة .. والقائمة طويلة والانتهاكات مستمرة.
ولازالوا يتشدقون بحق المرأة ويومها العالمي.
إن أردتم أن تعرفوا المرأة بحق فانظروا في وجوه زوجات وبنات وأخوات الشهداء والمعتقلين، واقرأوا ملامح الحرائر في سجون الظلم والطغيان.
في مصر .. سوريا .. فلسطين .. العراق.
ثم أخبروني بعد ذلك .. ماذا يعني يوم للمرأة وهي كل اﻷيام والساعات والسنين؟!