حذر محمد المهدي -أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر المصرية- من موجة ثورية جديدة قريبًا بسبب الحالة النفسية للمصريين قائلا: “أقولها بتحليل نفسي، وليس بمنظور سياسي: احتمالات الموجة الثورية لازالت قائمة مادام هناك هذه الحالة من الفوران الداخلي والقلق العام، وأخشى أن يفسر الهدوء القائم حاليًا على أن الأمور قد رجعت إلى وضعها الطبيعي، ولكنه يمكن تفسيره بالهدوء الذى يسبق العاصفة”.
وحول أسباب احتمالية اندلاع ثورة جديدة قال: “سببها الرئيسي سيكون أن الجيل الذي قام بهذه الثورة مازال بعيداً عن الحكم، وأن كل المنظومة السياسية القائمة الآن هي لنفس الوجوه القديمة، فلايزال هناك الشخصيات المتقدمة في السن التي لا تؤمن بالفكر الثوري.”
ورغم أن المصريين يميلون إلى الوداعة والاستقرار إلا أنه من المعروف عن الشخصية المصرية أنها تثور فى حالة الإهانة الوطنية أو المساس بالمعتقد الدينى، أو حينما يكون هناك تهديد للقمة العيش، وهذه هى الحالات الأساسية الثلاث للثورة، وغير هذه الحالات فإن الشخصية المصرية تميل إلى الاستقرار.
وأضاف في حواره مع جريدة “المصري اليوم” حول انسحاب الشباب من العملية السياسية:” هناك ما يمكن أن نسميه عملية “الانسحاب الاحتجاجي” وربما هذا ما انعكس في نسبة الإقبال على الاستفتاء على الدستور، ولذلك فإن فكرة الثورة مازالت في فترة الحضانة، وهي تدور فقط في عالم الشباب الافتراضي على الإنترنت، وهى تقريبًا نفس الصورة التي كانت قائمة قبل سقوط نظام مبارك”.
وأوضح أن من الأسباب الرئيسية عودة النظام القديم، وإن كان في مسميات أخرى أو أشخاص مختلفة أو مجموعات المصالح التي كانت تستفيد من هذا النظام، خاصة في عالم الاقتصاد والأعمال والحقل الإعلامي.
وأضاف: “للأسف الجهاز الإعلامي عمومًا مازال يتحرك بنفس المنطق القديم الذي كان سبباً فى اندلاع الثورة، السبب الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول هو تردّي الحالة الاقتصادية التي ستحوِّل الموجة من إطار نخبوي إلى إطار شعبي ربما تشارك فيه عدة طوائف وشرائح مجتمعية”.
وأضاف المهدي في حواره أن المصريين أمام مرحلة نكوص سياسى، فالإعلام يمهد لعصر الرجل الواحد والكيان السياسى الواحد، وهو ما يعود بنا إلى مرحلة الستينيات، ولذلك بعض السياسيين يروجون إلى فكرة استنساخ الحقبة الناصرية فى غير توقيتها، بل إن حتى إيجابيات الحكم الناصرى لم تعد موجودة الآن كالإصلاح الزراعى والقاعدة الصناعية، فلا يجوز أن نتحدث عن الرؤية الواحدة فى السياسة وعن الزعيم الأوحد دون أن تكون هناك أسانيد واقعية على الأرض لهذا الحديث.