نجحت أخيراً مفاوضات الإفراج عن 13 من الراهبات المسيحيات و 3 مساعدات أخريات، مقابل الإفراج عن 150 معتقلة من سجون النظام السوري، في صفقة لعبت فيها الحكومة القطرية دور الوسيط الأساسي مع الجهة الخاطفة والتي كانت تنظيم جبهة النصرة.
الراهبات كُن اختطفن في 6 ديسمبر العام الماضي عندما سيطرت جبهة النصرة على بلدة معلولا المسيحية من ريف دمشق، ليفرج عنهن البارحة.
وكانت عملية التبادل قد بدأت في مكان قرب الحدود اللبنانية السورية بتسليم امرأة وأطفالها الـ 3 كانوا في سجون النظام السوري الى عناصر جبهة النصرة، فيما كانت باقي المعتقلات ينتظرن في أربع حافلات في مكان آخر على الحدود بعهدة المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الذي كان يتابع ملف الراهبات المختطفات منذ البداية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال أن 15 امرأة من المفرج عنهن كن يقبعن في سجن عدرا، أما باقي المعتقلات فكنّ في فروع المخابرات، مشيراً الى أن قطر لعبت دورا اساسيا في عملية لتفاوض مع الجهة الخاطفة وهي جبهة النصرة، بينما لعب اللواء ابراهيم كان وسيطاً مباشرا مع النظام السوري.
خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري بدوره قال بأن الوساطة القطرية نجحت في إطلاق سراح 12 راهبة أرثوذكسية تم اختطافهن من دير مار تقلا في مدينة معلولا بسوريا في ديسمبر، مضيفاً أنه “بتوجيهات من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قامت الأجهزة المعنية في الدولة بجهود حثيثة منذ شهر ديسمبر الماضي للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا إيمانا منه بمبادئ الإنسانية وحرصه على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة”.
ويسود أبناء الطائفة العلوية استياء عارم من عملية تبادل الأسرى هذه، حيث أن سبقت هذه العملية عمليات تبادل أسرى لبنانيين وإيرانيين وأتراك، دون أن تتم ولو عملية واحدة لتبادل أسرى علويين لدى الثوار مقابل أسرى لدى النظام.
ناصر، أحد أبناء الطائفة العلوية في سوريا كتب على حسابه الشخصي في فيسبوك :” سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد!
اليوم فقط تأكدت أننا كعلويون مجرد أرقام لا قيمة لها في دولتكم!.فرحت لتحرير الراهبات من قلبي و أشكر المسلحين لعدم إشتراطهم إعدام لنقل ألف علوي مقابل الراهبات!!؟
أين علوي عدرا ؟ أين علويات الساحل سيادتكم ؟؟ هم أكثر 176 إمرأة وطفلة!؟ أم أننا بتنا لمسؤوليكم مجرد أرقام لا قيمة لها؟؟ هل نحن مملوكون لأشخاص لا نعرفهم سيادتكم؟ أخبرونا الحقيقة؟؟ هل لديكم طابو أخضر بنا كعلويين؟؟
عهر محافظيكم و اللصوصية التي نشرها المسؤولين المعينين من قبلكم لم يكونوا علويين سيادتكم!!، لكن نحن من دفع وندفع الثمن فخامة الرئيس!، من طالب بجثماين شهداؤنا في الكندي أو في اي مكان آخر؟
إعذرني سيادة الرئيس! سياستكم باتت تشكل خطر حقيقي ووجودي على العلويين و من هذه اللحظة أعتبر نفسي ملزم بفعل أي شيء يضمن لي كعلوي الحماية من سياسة سيادتكم القاتلة ضدي و ضد العلويين!
نحن بشر سيادتكم! لدينا احاسيس و نبكي أيضا!!؟ صدقني نحن كالجميع و أتمنى الا تنسوا ذلك!
خلال كل تاريخ العلويين منذ القرن الثالث الهجري و لغاية الساعة لم يتعرض العلويين الى هكذا إبادة و ممن؟ من دولة رئيسها علوي!!؟”.
الراهبات اللاتي وصلن مساء البارحة الأحد إلى نقطة “جديدة يابوس” على الحدود اللبنانية السورية، قادمات من منطقة يبرود السورية حيث كن محتجزات حظين باستقبال رسمي وشعبي وبَدَونَ بصحة جيدة، وأكدت أكثر من واحدة منهن أنّهن حظين بمعاملة جيدة من الجهة الخاطفة.
وقالت أحدى الراهبات أن الخاطفين “عاملونا بكل احترام وطيبة وأخلاق عالية، ولم يتعرضوا لنا بأي ضرب أو أذى”، مشيرة إلى أن الخاطفين لم يطلبوا منهنّ أن يخلعوا الصلبان عن صدورهن، وأنهن كن يصلين “بكل حرية وأمان”، وأضافت أنهن كانوا يؤمّنون لهن كل ما يحتاجونه من طعام ومشرب وملبس.
https://youtu.be/ZgwbZ1SoQh0?t=2m19s
ابو عزام المهاجر من #جبهة_النصرة حاملا احدى الراهبات خلال تسليمهن أمس الى #لبنان ضمن صفقة التبادل #سورية pic.twitter.com/jS9nD8iq56
— Zaid Benjamin (@zaidbenjamin) March 10, 2014
يُذكر أن الصفقة لم تشمل المطرانين المخطوفين في سوريا بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، اللذين اختطفا في 22 أبريل الماضي في قرية “داعل” غرب مدينة حلب شمالي سوريا.
ومن الجدير ذكره بأن اللواء إبراهيم قد استطاع بوساطة قطرية كذلك أن يؤمن الافراج عن تسعة لبنانيين في أكتوبر الماضي، كانوا قد اختطفوا في مدينة اعزاز السورية شمال مدينة حلب في نوفمبر 2011، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلات السوريات، وطيارين تركيين كانا قد اختطفا في بيروت أغسطس الماضي.