استخدم بعضهم تصميم الجرافيك كوسيلة لإعادة إحياء اللغة العربية في التصاميم الحديثة، واستخدم البعض الآخر مهاراته في الإدارة وريادة الأعمال في خدمة وتحسين الوضع المعيشي لسكان بلاده لخدمة قضية الشعب الفلسطيني، ولف بعضهم العالم بأسره لتذوق كل أنواع القهوة في البلاد المختلفة لتحسين صناعة القهوة في بلاده، إليك 10 من شباب العرب المهلمين عليك متابعتهم.
1- أول شركة في الشرق الأوسط لحدائق الأسطح
الصورة من موقع شركة “آستر” الرسمي
أسس الشركة الناشئة شاب أردني يُدعى “كمال الحمود”، مبرمج ورائد أعمال اجتماعي، بدأ مشروعه “شركة آستر” وهو في السنة الثالثة في الجامعة عام 2012 ، الهدف من الشركة استغلال المساحات الفارغة غير المستخدمة وزراعتها من خلال فكرته “حدائق الأسطح” واستغلالها في توليد الطاقة الشمسية.
بدأ المشروع بزراعة الأسطح العليا للمنازل السكنية والمباني التجارية في عمان بالأردن من خلال استخدام وسائل مبتكرة ومبدعة للري على أسطح تلك المباني والتي من شأنها أن تقتصد كميات هائلة من المياه من خلال إعادة الاستخدام، بالإضافة إلى استخدام تلك المساحات في توفير الطاقة الشمسية أيضًا، حيث عملت الشركة على توفير حلول صديقة للبيئة ومرضية لعملائها في نفس الوقت.
وجد كمال أن من أفضل الإنجازات أن يعمل المرء على شيء يحبه ويخدم بيئته في نفس الوقت، حيث وجد أن قلة المساحات الخضراء في الأردن مشكلة حقيقة يجب على الشباب الواعد ابتكار حلول لها، ولهذا وجد أن مشروعه “آستر” له فرصة أن يكون له قيمته التجارية التي يطمح لها، وفي نفس الوقت يكون له أثره المجتمعي المفيد.
بدأ المشروع بزراعة الأسطح العليا للمنازل السكنية والمباني التجارية في الأردن من خلال استخدام وسائل مبتكرة ومبدعة للري على أسطح تلك المباني
2- عمر ويوسف والحرف العربي في التصميم
كل منهما مصمم للجرافيك ومؤسس لمشروع “عين” للتصميم في الأردن، يهدف بشكل أساسي لتكوين شبكة من المصممين والمفكرين المبدعين من مختلف التخصصات وكل من لديه أفكار مبدعة وجديدة بخصوص الحرف العربي في التصميم.
لدى كل من عمر ويوسف خبرة في تصميم أيقونات العلامات التجارية والهويات البصرية للمنصات الإلكترونية والشركات، وبالأخص تلك التي يتم تصميمها بناء على نموذج الحرف العربي، حيث يرى كل منهما أن الجوهر الخاص بالتصميم يجب أن يطغى على المظهر وألا يرتبط بزمن معين ويكون له الأثر المرتبط بجمال التصميم والغاية منه.
3- الدين والثقافة والمجتمع في التصميم
عُثمَانْ خُنْجِي هو مصمم بحريني متعدد التخصصات، يعمل الآن في متحف قطر كمتخصص في تصميم المعارض، حيث يعمل على تصميمات تدمج السلوكيات الاجتماعية مع المنظور الإسلامي لتعبر عن العلاقة بين الدين والثقافة والمجتمع من خلال لغة التصميم.
كمصمم متعدد التخصصات يهدف عثمان خنجي لمتابعة شغفه في مناقشة السلوكيات الاجتماعية المختلفة في المنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص، حيث يعمل في تصاميمه على إعادة إحياء واستكشاف الممارسات الدينية والقضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية التي ستخلق بدورها منابر للحوار من أجل إحياء مدارس جديدة للتفكير والإبداع في التصميم.
أحد تصاميم عُثمَانْ خُنْجِي
4- هبة خوري والواجب نحو فلسطين
فتاة أردنية تربت في منزل يؤمن بالقضية الفلسطينية منذ بدايتها، قررت تأسيس مبادرة “حب واحد” بعد حرب القطاع على غزة عام 2014، بدأت المبادرة بفكرة صغيرة تمثلت في “حملة الشتاء” لتوزيع الأغطية والملابس والاحتياجات الشتوية على سكان المخيمات الفلسطينية، ومن ثم تطورت المبادرة إلى ترميم الأسقف الخاصة بالمخيمات، ومن ثم ساعدت التبرعات على تطور الحملة لتصبح مبادرة “حب واحد”.
وجدت هبة أن مخيم غزة في الأردن يمر بظروف معيشية قاسية ولا يجد اهتمام أهل الأخير المطلوب، وعليه كوّنت فريقًا من المتطوعين من مختلف الجنسيات والأعراق للتطوع في مساعدة الفلسطينيين المقيمين في مخيم غزة، واستطاعت المبادرة منذ 3 سنوات أن ترسم البسمة على وجوه اللاجئين في المخيم وأن تبث فيهم الأمل وتشركهم في العمل المدني.
5- السفر حول العالم لصنع أفضل قهوة في الأردن
عاش “هشام أبو بكر” لأكثر من عشر سنوات في دوامة التسويق والمبيعات، واكتسب خبرة دولية في شركات الصيدلة متعددة الجنسية، إلا أنه قرر ترك الصيدلة والسفر لـ15 دولة حول العالم لغرض معين، ألا وهو تذوق كل أنواع القهوة المحلية في أوروبا وإفريقيا وجنوب آسيا، ليصنع أفضل مذاق للقهوة في الأردن.
قضى هشام مئات الساعات في زيارة محلات القهوة المحلية في البلاد التي زارها لتذوق أنواع القهوة المختلفة ومعرفة ثقافات القهوة المختلفة في كل بلد، وفي النهاية استطاع تأسيس مشروعه من الصفر لتحميص وإعداد القهوة في “قهوة ديميتري”.
يؤمن هشام أن عمل المرء في المجال الذي يحبه أهم من هدف المشروع التجاري المادي، ولهذا فإن تأسيس المشروع من الصفر لا يعني أن الوقت سيطول حتى ينجح ويأتي بالربح المراد منه، بل يعني أن المرء حقق إنجازًا في تأسيس العمل الذي يحب ومن بعده يأتي الربح المادي على أي حال.
6- عمار كالو: التصميم بين القديم والحديث
“عمار كالو” مصمم ومعماري من الإمارات العربية المتحدة، يسعى في تصاميمه أن يدمج بين التكنولوجيا الرقمية الحديثة والحرف اليدوية التقليدية، حيث يهدف إلى تطوير مشاريع التصنيع من خلال أبحاثه في عالم التصميم والمعمار.
درس عمار أنظمة مواد التصنيع بالإضافة إلى التكنولوجيا الرقمية في التصنيع والمعمار، ونال عدة جوائز دولية بسبب تصاميمه الجديدة من نوعها التي تتمحور في الأساس حول تصميم الأثاث الخشبي ودمجه مع التكنولوجيا الرقمية لصناعة تصاميم تشاهدها لأول مرة.
7- دايانا ريان ومبادرة كيس شيك
تعتبر مبادرة “كيس شيك” حركة مجتمعية أكثر منها عمل تجاري، قامت بتأسيسها “ديانا ريان” فلسطينية مقيمة في السعودية، وهي أيضًا صاحبة الفكرة التي وردت إليها بعد حضورها أحد المؤتمرات الخاصة بالبيئة في “يوم الأرض”، لتقرر بعدها رائدة الأعمال الناشئة أن تؤسس مبادرة “كيس شيك”.
يقع على مبادرة “كيس شيك” عائق تقديم منتجات تقابل احتياجات المشتري العصرية والحديثة، وفي نفس الوقت تقديم الوعي البيئي من خلال شراء منتجات مصنوعة من أكياس البلاستيك في الأساس، وذلك من خلال تقديم طراز جديد من المنتجات للسوق المهيمن عليه الصناعات البلاستيكية بشكل أساسي.
8- أول مصري يسافر 96 دولة حول العالم
فادي حنا هو أول مصري يسافر 96 دولة حول العالم من أصل 200 دولة، ليحقق الرقم القياسي في زيارة نصف دول العالم، إذ قام بزيارة 4 دول أخرى، وهو أول شاب مصري يقوم بتلك الرحلة دون تمويل من أي مؤسسة أو شركة راعية.
يقول في صفحته على فيسبوك “ترافل ديليتس” بأن أكثر الأسباب التي دفعته للقيام بتلك التجربة، إثبات أن كل البشر بتشاركون في الإنسانية، وأغلبهم لا يشجعون العنصرية، ويشجعون الوجود معًا في نفس المكان بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق، وأن الأرض وطن للجميع، ويجب علينا أن نتعارف من مختلف الأركان في العالم من أجل أن نجعلها مكانًا أفضل لنا ولمن سيخلفنا من بعدنا من أجيال.
9- نتالي الطحان: الزي الفلسطيني يعود من جديد
نتالي الطحان مصممة أزياء فلسطينية، قامت من خلال مشروعها “مطبوعات فلسطينية” بإحياء الزي الفلسطيني التقليدي من جديد عن طريق تطريز ملابس عصرية ملائمة للصيحات الحديثة، حيث تدمج الثقافة الفلسطينية من خلال تطاريز الأزياء التي تختلف من مدينة لأخرى في فلسطين، وتسلط الضوء على الزخارف التاريخية الخاصة بالقدس وغزة ويافا ورام الله.
تُعيد نتالي تلك التطاريز التقليدية في شكل عصري نابض بالحياة، فكل تطريز خاص وفريد من نوعه ويمثل تاريخ معين وثقافة معينة، بل ولهجات ولغات معينة كذلك، ليعيد تمثيل الهوية الفلسطينية في شكل جديد وعصري ممثلًا اختلافات الشعب من خلال تطاريز الملابس.
10- “بالنسبة لهند”
هند مدونة وباحثة مغربية، تؤمن بصنع التغيير من خلال شباب الوطن العربي، أسست مشروع “بيتا” لصناع التغيير في المغرب العربي من خلال المشاريع الفنية، لها مدونة بعنوان “بالنسبة لهند” يمكن للزائر أن ينتفع من نقد “هند” لكثير من الكتب والمقالات التي تنمي شخصية الفرد، أو آراء عن السفر حول العالم، حيث حصلت على أفضل مدونة مغربية عام 2012 في مهرجان جوائز الشبكة العنكوبتية في المغرب لتقدير جهود صناع التغيير من خلال الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي.
قدمت “هند” مؤخرًا برنامجًا أسبوعيًا بعنوان “من أين نبدأ” على منصة يوتيوب، تحاور فيه صناع التغيير من شباب العالم العربي، وتسلط فيه الضوء على أفكار وقدرات الشباب العربي التي لا تجد الدعم الكافي من الممولين أو المستثمرين، أو الدعم المحلي من حكوماتهم.
لا تنتهي القائمة عند هؤلاء، فهناك عشرات الآلاف من الشباب العربي الواعد في مختلف الدول العربية، لديه من الأفكار ما قد تُحدث تغييرات جذرية في صناعات بأكملها، هؤلاء وجدوا الدعم الكافي لبدء مشاريعهم التي تحولت من مشاريع ناشئة إلى شركات، فما بالك بعشرات الآلاف غيرهم ممن يبحثون عمن يستمع لأفكارهم وطموحاتهم التي من شأنها أن تصنع التغيير بالفعل.