الشارع الأردني يشتعل إثر مقتل قاضي على يد جندي إسرائيلي

الاحتجاجات-أمام-السفارة-الإسرائيلية-في-الأردن

صرح مصدر دبلوماسي أردني اليوم الثلاثاء أن حادثة مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر وضعت العلاقات الأردنية الإسرائيلية على المحك، مضيفاً أن “القنوات الدبلوماسية شهدت اتصالات ساخنة، أمس الاثنين، واحتجاجات كبيرة من قبل الجانب الأردني ومطالبات بالتحقيق وإلحاق العقوبة بكل من اشترك بهذه الجريمة”.

وأضاف المصدر أن “الحادثة جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية تراجعًا بسبب الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المقدسات، بالإضافة إلى مشروع قرار الكنيست الإسرائيلي الذي كان يهدف لسحب الوصاية الأردنية على المقدسات”.

وكان الشارع الأردني قد اشتعل البارحة إثر مقتل القاضي الأردني في محكمة صلح العاصمة عمان رائد زعيتر البالغ من العمر 38 عاماً، أثناء توجهه من الأردن إلى الضفة الغربية عبر معبر الكرامة الرابط بين الأردن والضفة الغربية.

وتقول الرواية الإسرائيلية التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أن زعيتر حاول “خطف سلاح جندي إسرائيلي على المعبر، ما دفع الأخير إلى إطلاق النار عليه”، الأمر الذي استبعده بعض من زائري المعبر والعارفين بتفصاليه.

أفيخاي أدري الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي قال حسابه في فيسبوك اليوم : “بعد فحص أولي وشامل حول حادث اطلاق النار في معبر النبي على الحدود مع الأردن الذي شمل على استجواب العشرات من شهود العيان من قبل جهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية اتضح بشكل واضح ان المشتبه فيه حاول الاعتداء وخطف السلاح الشخصي لأحد الجنود مع اطلاقه دعوات “الله اكبر”.الجنود الذين شعروا في حالة خطر حقيقية على حياتهم تصرفوا بموجب التعليمات وأطلقوا النار باتجاه الجزء الأسفل من جسده ورصدوا إصابته في قدميه. المشتبه فيه واصل الاعتداء على الجندي مستعملًا جسمًا حديديًا مما دفع القوات لإطلاق النار عليه الامر الذي سبب في مقتله”.

شهود عيان قالوا بأن مشادة كلامية بين القاضي زعيتر والجندي الإسرائيلي تبعها دفع الجندي الإسرائيلي للقاضي ليسقط أرضاً، ليطلق عليه أخيراً النار بثلاث رصاصات أخطأته واحدة وأصابته اثنتين في الصدر.

وعلى إثر ذلك، نظم النشطاء وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية من العاصمة الأردنية عمان، احتجاجاً على مقتل زعيتر بالرصاص الإسرائيلي، مرددين هتافات تطالب الحكومة الأردنية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وطرد السفير الإسرائيلي دانييل نيفو من عمان، واستدعاء نظيره الأردني وليد عبيدات من تل أبيب.

وشن المحتجون كذلك هجوما لفظيا على كافة الأنظمة العربية على خلفية “صمتها تجاه الانتهاكات الاسرائيلية بحق المقدسات في القدس وبحق الشعب الفلسطيني”.

في الوقت ذاته عدد كبير من قوات الأمن والدرك تم دفعه إلى محيط السفارة الإسرائيلية حيث فرضت طوقا أمنيا حول المحتجين وعلى مداخل جميع الشوارع المؤدية إلى السفارة الإسرائيلية، بعد تهديد محتجين باقتحامها، الأمر الذي حاول المتظاهرين اختراقه لتقوم قوات الأمن بتفريق المظاهرة ومطاردة المحتجين في أزقة الحي الذي تقع السفارة فيه وتعتقل خمسة محتجين بينهم فتاة.

الوكالة الأردنية للأنباء قالت أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة استدعى أمس القائم بأعمال سفارة إسرائيل في عمَّان مبدياً “استنكاره ورفضه الشديد لهذا الحادث”،  في الوقت الذي طالبت في الحكومة الأردنية  إسرائيل بـ”التحقيق الفوري وبدون تأخير” في مقتل القاضي الأردني.

الخارجية الإسرائيلية ردت بإعلانها أن السلطات المختصة تحقق في ظروف مقتل القاضي، وسيجري إطلاع عمان على نتائج التحقيق فور انتهائه، في الوقت الذي نقلت فيه إحدى الإذاعات الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بمساع حثيثة لإحتواء الأزمة الدبلوماسية لمقتل القاضي زعيتر، دون أي تفاصيل عن طبيعة هذه الإجراءات.

وطالب الأردنيون الحكومة بموقف شبيه حصل قبل ذلك، حين تمت محاولة اغتيال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في ذلك الوقت – ورئيسه الحالي – خالد مشعل في الأردن من قبل عناصر من الموساد الإسرائيلي، أشرف الملك الحسين بنفسه على عملية جلب الترياق من إسرائيل ومبادلته بالعديد من الأسرى الفلسطينين على رأسهم الشيخ أحمد ياسين، مهدداً بأن عملية السلام معلقة بحياة خالد مشعل.

ويقضي بحكم المؤبد في السجون الأردنية الجندي في حرس الحدود أحمد الدقامسة، والذي أطلق النار على مجموعة من الفتيات الإسرائيليات اللاتي استهزأن به أثناء الصلاة ليرديهنّ قتلى في الباقورة في 12 مارس 1997، الأمر الذي يتساءل عنه الأردنيون إن كان الجندي الإسرائيلي سوف يعامل بموقف شبيه. مطالبين مرة أخرى بالإفراج عن الجندي الدقامسة.

وينظم الأردنيون اليوم العديد من الفعاليات والوقفات الإحتجاجية على مقتل القاضي زعيتر، في الوقت الذي تفاعل المغردون على موقع التواصل الإجتماعي تويتر فكتبوا :