قال ممثل شركة باراماونت لإنتاج وتوزيع الأفلام أن كلاً من الإمارات والبحرين وقطر حظرت عرض فيلم نوح في دور السينما، متوقعاً أن تحذو كل من الأردن ومصر والكويت لإصدار ذات القرار بالحظر، موضحاً أن السبب “يرجع إلى أن الفيلم يتعارض مع تعاليم الاسلام”.
فيلم نوح الذي بلغ تكلفة إنتاجه 130 مليون دولار يتقاسم بطولته راسل كرو وجنيفر كونلي وإيما واتسون وأنتوني هوبكينز ومن إخراج دارين أرنوفسكى، حيث ويبدأ عرضه رسمياً في الولايات المتحدة في الثامن والعشرين من مارس الجاري ويروي قصة سفينة نوح – عليه السلام – والطوفان الذي اجتاح الأرض كما جاءت في التوراة.
في مصر، أصدر الأزهر بياناً مشتركاً مع هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية جددوا فيه رفضهم لعرض أي أعمال تجسد أنبياء الله ورسلَه وصحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- مشددين على أن هذه الأعمال تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية مطالبين بضرورة منع عرض الفيلم في مصر.
بعد بيان الأزهر بساعات، أصدرت جبهة الإبداع – التي تضم عشرات المؤلفين والمخرجين المصريين- بياناً اعتبرت فيه بيان الأزهر “تعدياً على اختصاص جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهو الجهاز الرسمي الوحيد المخول بإجازة عرض الفيلم أو منعه”، مضيفة أن “فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية لا تزال حتى الآن لا تتعدى اجتهاداً من الشيوخ والفقهاء، ولا يوجد نص قرآني واحد أو حديث شريف ينهى عن ذلك بوضوح، وإن وجد نعتقد أن على شيوخنا الأجلاء أن يخرجوه لنا كي يتم تأكيد أن الله قد نهى عن ذلك بوضوح”.
وذهبت جبهة الإبداع في بيانها “لعدم جدوى منع الأفلام لأنها تُشاهد عبر الإنترنت ولا يستطيع أحد أن يمنع مواطنًا من مشاهدتها؛ خاصة أن دور الأزهر الشريف إن رأى في هذا العمل معصية، أن ينهى الجمهور عن رؤيته أو يحذر منها، أو يقول إن من يشاهد الفيلم عاصي للدين الحنيف، مما يُدخل الأمر في نطاق (الدعوة) وليس (المحاكمة)” حسب البيان.
وفيما يتعلق بالأديان الأخرى، قال بيان الجبهة أن الحديث يدور حول ” سيرة نبي توراتي معترف به في الإسلام، لكنه كذلك يخص كلاً من الطائفتين المسيحية واليهودية ، وكلاهما لا يحرمان ظهور الأنبياء في الصور والأعمال الفنية”، متسائلاً “فهل سيطالب الأزهر بعد ذلك مثلاً بمنع بيع الأيقونات الدينية التي تصور المسيح؟ أو منع عرض مسرحيات الكنائس”؟.
وليست هذه المرة الأولى التي يثار جدل حول عرض فيلم أو مسلسل، فقد أثار عرض فيلم آلام المسيح The Passion of the Christ الذي أخرجه ميل جيبسون عام 2004 والذي تدور أحداثه حول صلب المسيح، موجة جدل كبيرة في العالم العربي واعتراضات عديدة من علماء الدين الإسلامي، كما كما أثار مسلسل عمر بن الخطاب الذي عرض عام 2012 اعتراضات أخرى كذلك.
وجلّ هذه الإعتراضات تدور في دائرة واحدة، وهي تمثيل الأنبياء والرسل والصحابة في شخوص آخرين، الأمر الذي يؤدي إلى ترسيخ صورة الفنان المؤدي لدور الشخصية في أذهان المتابعين، الأمر الذي يرفضه العلماء المسلمون، بينما تتعالى أصوات أخرى مطالبة بحرية عرض الأعمال الفنية كما هي معللين ذلك بعدم وجود نص صريح يحرّم ذلك.
آخرون اعتبروا الضجة التي تحدث حول الأفلام التي يعتقد أنها مسيئة أو خادشة للمشاعر، تكون هي السبب الأكبر في نشر الفيلم والتسويق له، داعين إلى ترك المساحة للمشاهد للحكم على الأعمال الفنية.
بطل الفليم راسل كرو الحائز على جائزة أوسكار، دعا البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مشاهدة فيلمه الجديد عبر حسابه الشخصي في تويتر، مؤكداً أن للفيلم رسالة قوية ورائعة ورنانة، على حدّ وصفه.
Dear Holy Father @Pontifex @Pontifex_it @DarrenAronofsky #Noah film. Screening?The message of the film is powerful , fascinating , resonant
— Russell Crowe (@russellcrowe) February 24, 2014