قبل عدة أيام، وتحديدا الخميس الماضي، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية إعلان قائد القوات الأميركية في القارة الإفريقية أن هناك نقصا متزايدا في طائرات الاستطلاع والمراقبة والطائرات بدون طيار (الدرونز) في إفريقيا وخصوصا في الساحل الإفريقي من أجل متابعة تحركات المجموعات الجهادية.
وقال قائد قوة أفريكوم الجنرال ديفيد رودريغيز أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي إن سبعة في المئة فقط من الحاجات في هذا المجال كانت مؤمنة عام 2013 وقد “ارتفعت إلى 11 في المئة حاليا”.
وبعد أربعة أيام فقط من تلك التصريحات، أمس الاثنين، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا عن عدم نية وزارة الدفاع البريطانية إعادة الطائرات بدون طيار من نوع ريبر Reaper من أفغانستان إلى بريطانيا بحلول موعد انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان في ديسمبر المقبل.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن مقرر الأمم المتحدة المسؤول عن متابعة العمليات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار، والذي سيصدر تقريرا اليوم الثلاثاء بخصوص عمليات تلك الطائرات، قال إن بريطانيا لا ترغب في إعادة الطائرات إلى بريطانيا، لكنها ستذهب إلى الشرق الأوسط وإفريقيا.
وفي تقرير مقرر الأمم المتحدة، بين إيميرسون، والبالغ 21 صفحة يرصد إيميرسون لصالح مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يرصد القتل المتعمد باستخدام الطائرات بدون طيار في باكستان، وأفغانستان واليمن، وغزة والصومال.
وفي تصريحاته للغارديان قال إيميرسون إن مصادره المقربة من وزارة الدفاع البريطانية تؤكد أن الطائرات سيُعاد نشرها في إفريقيا والشرق الأوسط، مذكرا بالحرب الفرنسية في مالي وكيف اعتبر المسؤولون الفرنسيون غياب الطائرات بدون طيار عن المشهد معبرا عن عجز حقيقي في القدرات الفرنسية.
وتأتي تصريحات إيميرسون في وقت تتوقع فيه مصادر بريطانية أن ترسل لندن طائرات بدون طيار إلى الجزيرة العربية.
ويُتوقع أن يثير التقرير المرتقب جدلا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فمن الأرقام التي يذكرها التقرير أن أكثر من 40٪ من المدنيين الذين سقطوا في أفغانستان سقطوا بفعل الطائرات بدون طيار، ورغم أن العمليات تقل في باكستان إلا أنها تتزايد في أفغانستان واليمن.
وتتمركز بالفعل حاليا طائرات بدون طيار من نوع ريبر في النيجر وعدد آخر في جيبوتي. ولكن الأمريكيون أعلنوا على لسان رودرينغيز أنهم يعانون من نقص في الطائرات التي تعمل لوقت طويل ولطائرات رادار قادرة على رصد التحركات على الأرض، وهو ما يبدو أن البريطانيين لديهم رد سريع وعملي بشأنه.
ويُتوقع أن تستخدم الطائرات في عمليات الجيش المصري ضد المسلحين في سيناء، وربما في العمليات في سوريا وليبيا ولبنان، حيث تتزايد المخاطر التي تهدد المصالح الغربية وخاصة البريطانية والأمريكية.