صوّت المؤتمر الوطني العام في ليبيا (برلمان مؤقت)، اليوم الثلاثاء، بحجب الثقة عن رئيس الوزراء علي زيدان، وتكليف وزير الدفاع، عبد الله الثني، بمهام رئيس الحكومة لمدة 15 يومًا حتى تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بموافقة 124 صوتًا من أصل 140 صوتًا حضروا الجلسة ومن أصل 184 هم إجمالي أعضاء المؤتمر.
منع زيدان من السفر بعد سفره:
قال رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات لقناة (تي.في.إم) التلفزيونية الرسمية أن رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان قضى في مالطا ساعتين في وقت متأخر من يوم الثلاثاء عندما توقفت طائرته للتزود بالوقود قبل أن يتوجه إلى “دولة أوروبية أخرى” لم يحددها.
وقالت مصادر بمكتب النائب العام أن عبد القادر رضوان، النائب العام الليبي، “أصدر مذكرة لمنع علي زيدان من السفر وعممها على كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية إلى حين مثول زيدان أمام مكتب النائب العام للتحقيق”، حسب الصديق الصول، رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام.
وأضاف الصول أن قسم التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي ولجان التأديب بهيئة الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة التابعين للبرلمان والمختصين بمراقبة أداء الحكومة، بدأوا التحقيق في اتهامات موجهة لزيدان بالفساد وفي العديد من المستندات والأدلة في وقائع ” الانفلات الإداري والمالي بالحكومة المقالة “.
أسباب عزم المؤتمر على إقالة زيدان:
يذكر أن المؤتمر الوطني حاول في الأشهر القليلة الماضية في أكثر من مناسبة حجب الثقة عن حكومة علي زيدان، إلا أنه فشل بسبب عدم توفر الأصوات اللازمة لذلك في ظل خلافات بين الكتل السياسية.
وقال مراسل الجزيرة محمود عبد الواحد، أن نواب المؤتمر الوطني سحبوا الثقة من زيدان بعد ساعات من فشل الحكومة في منع ناقلة تحمل علم كوريا الشمالية من مغادرة ميناء السدرة بعد تحميلها كمية من النفط دون موافقتها.
وأضاف المراسل أن حادثة الناقلة التي تمكنت من الإفلات كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, مضيفا أن خروج الناقلة محملة بالنفط تحت حماية مسلحين تابعين لما يسمى حكومة برقة أضيف للاختراقات الأمنية التي بسببها واجهت حكومة زيدان سيلا من الانتقادات والاتهامات بالتقصير.
تفاعلات دولية:
وتفاعلا مع خبر سحب الثقة من رئيس الوزراء السابق علي زيدان، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، أن بلادها مستمرة في “دعم الحكومة الليبية التي تم اختيارها بشكل ديمقراطي، وسندعم كذلك الشعب الليبي”، مضيفة: “نحن مدركين مدى الصعوبات التي تتعرض لها الحكومة والشعب في ليبيا، فهذا الأمر ليس مفاجأة لنا، ونحن نقدر قيادة رئيس الحكومة الذي أدار البلاد في فترة هشة”.
وفي حوار أجراه يوم أمس مع وكالة الأناضول، كشف رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، عن جهود يقوم بها في الوساطة بين الفرقاء في ليبيا لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، حيث قال: “هناك بداية للاتصال مع زعماء ليبيا من أجل الإسهام في إجراء حوار وطني بين كل الفرقاء الليبيين توصّلاً إلى توافق، وإلى وضع المسار الانتقالي الليبي على طريق النجاح الديمقراطي”.
وقال الغنوشي: “ما حصل في تونس من نجاح منقطع النظير للحوار الوطني بما أنتج دستورًا (تم إقراره في 27 يناير/ كانون ثان الماضي) وحكومة محايدة (برئاسة مهدي جمعة) ولجنة انتخابية مستقلة وجد صدى كبيرًا في العالم العربي وعند جيراننا الليبيين وهم يتوقون إلى إجراء حوار وطني مشابه”.